Search
Close this search box.
الكلمة:١
عندما يرى الله -عز وجل- عبده ساعياً في الهداية، مفرغاً نفسه من أي حكم مسبق؛ فإن الله -عز وجل- يتدخل في المسك بيد ذلك الضال الذي يرى بأنه ضال، ويرى الهداية من الله عز وجل.. ومع ذلك يسعى قدر إمكانه في تلمس الهدى..
الكلمة:٢
إن هنالك حركتين: هنالك حركة من العبد، وهنالك حركة من الرب.. حركة الرب، تنتظر حركة العبد.. وحركة الرب، هي الحركة الحاسمة.. حركته هي الحاسمة، إلا أنها مترتبة على حركة العبد..
الكلمة:٣
إن الإنسان موجود ضعيف، وأي عمل يقوم به، هو من فضل الله -عز وجل- {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}.. فالمجيء إلى المسجد، هو من فضل الله -عز وجل- وإلا فإن الكثيرين مشغولون بالأباطيل..
الكلمة:٤
إنّ رب العالمين له نظرتان: نظرة عامة ونظرة خاصة، هنيئاً لمن دخل في دائرة الرعاية الخاصة!..
الكلمة:٥
إن النفحات الإلهية هي: عبارة عن نسمات وهبّات من عالم الغيب، تعرض على القلب؛ فيعيش الإنسان بشكل فجائي حالة من الإقبال على الله عز وجل، لم يكن معهوداً من قبل..
الكلمة:٦
إن الإنسان من الممكن أن يبدأ بداية طيبة، ولكن مع مرور الأيام تتحول القضية إلى حالة من حالات عبادة الذات.. فبعض الأوقات تتحول العقيدة إلى جزء من ذات الإنسان، فهو عندما يدعو للإسلام؛ يدعو إلى عقيدته، وإلى ما أصبحت جزءاً من ذاته، ومن قوام شخصيته.. فينسى المنطلقات الإلهية والرسالية!..
الكلمة:٧
إن الإنسان كلما زاد قرباً من الله -عز وجل-، زاد قرباً من عالم الولاية.. فهذا الأمر طبيعي جداً.. وبعض الأوقات، الله -عز وجل- من باب إظهار عظمة خط الولاية والتوحيد، يأمرنا بإكرام من تجسد فيهم هذا الخط؛ إكراماً لتلك الروح الموحدة..
الكلمة:٨
إن الله -تعالى- يدعونا إلى الحياة السعيدة، من خلال ما رسمه لنا من خطة الحياة.. فإذا رأى عبده عاكفا على طاعته؛ فإنه سيمنحه تلك المنحة النادرة التي لا يصل إليها أحد من عشاق الهوى: ألا وهو شرح الصدر، والذي إذا وصل إليه العبد؛ فإنه سيرى كل ما في الوجود -إلى جنبه تعالى- صغيرا وإن كبر عند الناس..
الكلمة:٩
إن من آثار انشراح الصدر: الإحساس بحالة التمدد في خط الوجود، بحيث يرى كل شيء بمنظار الوقوع في خط الأبدية.. فكل إيجاب -عاقبته السلب في خط الزمن المستوعب للبرزخ والقيامة- لا يمكن أن يعد إيجابا بل هو عين السلب.. فإن من الغباء بمكان، أن يكدس الإنسان موجبات الشقاء الأبدي في الحياة الخالدة، مقابل سويعات من الأنس المحرم، وهو يعلم بفنائية اللذة وبقائية التبعة!.. ومن هنا نعتقد أن تذكر الموقف المخجل مع رب العالمين حينما يقول: {اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} لهو نعم الرادع في هذا المجال، عند الهم بارتكاب المعصية..
الكلمة:١٠
إن من بركات شرح الصدر: توفيق العبد لأن يكون مرشحا في دائرة الدعوة إلى الله تعالى؛ فإن شرف دلالة العبيد على الله -تعالى- شرف عظيم.. ومن المعروف أن من أراد أن يأخذ المولى بيده، فليحاول الأخذ بأيدي العباد من التائهين عن طريق العبودية، فإن معظم التسديد يأتي في عالم توسعة آثار الشريعة في نفوس العباد، وتحكيم قواعد الحاكمية في البلاد..
الكلمة:١١
إن منشرح الصدر موجود لطيف رقيق، لا يخرج عن طوره بل يعيد الخارجين عن أطوارهم إلى نصابهم.. ومن هنا صاروا مصدر خير في الأرض، كما ذكر القرآن الكريم بالنسبة إلى المسيح، حينما ذكر نعمة الله تعالى عليه قائلا: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ}..
الكلمة:١٢
لا شك في أن شرح الصدر تفضل إلهي على العبد، ولكن لهذا التفضل موجباته؛ فإن المسألة ليست جزافية، حيث أن هنالك تهديدا من الرب -تعالى- لمن أعرض عن ذكره: {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ}.. فإذن، هنالك ترابط بين ذكر الله وبين شرح الصدر..
الكلمة:١٣
نحن نقرأ في كتاب الله -عز وجل- آيات عديدة تخاطب الإنسان، وتأمره بالتكاليف، كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}، وغيرها الكثير من الآيات التي.. فنجد بعض العارفين قد فهم مغزى هكذا آيات من أن (لذة الخطاب تذهب بالعناء) فمن كرم الله تبارك وتعالى، أن جعل خطابه للعبد الحقير مباشرة، ولم يكن خطابه معنا خطاباً عبر حديث قدسي أو حديث نبوي.. لذا يوم القيامة يعد عدم تكليم الله لعباده، نوعاً من أنواع العذاب، حيث يقول تعالى: {اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ}.
الكلمة:١٤
فرعون كان يقتل الأطفال، ولكن عندما وقع موسى بيده تحول من عدو قاس إلى إنسان لين، وجعله ابنا له.. إن معنى ذلك أن القلب بيد الله عز وجل، (إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، يصرفها كيف يشاء).
الكلمة:١٥
إن السعي إلى مواطن التعلم، وإلى الإحياء في مواطن العبادة، وخاصة في ساعة متأخرة من منتصف الليل، حيث أن الإنسان بإمكانه أن يشغل نفسه بأمور كثيرة: جلوساً مع أهله، وإذا كان متزوجا مع زوجته وأولاده، ويستمتع بصور مختلفة من متع الحياة.. هذا السعي من موجبات التدخل الإلهي في القلوب.
الكلمة:١٦
يجب أن تكون نية الحضور للمأتم، هي الاطلاع على ما يفتح القلب على الهدى الإلهي.. وأن يكون بقصد الاستفادة الشاملة: فبحسب ما ينوي الإنسان يحصل من العطاء!..
الكلمة:١٧
إن رب العالمين طريقته في هداية العباد، ليس على نحو الوحي دائماً، قد يجري الكلام على لسان خطيب عالم عامل، فيغير مجرى حياته.. وأحد الشخصيات بلغت مدارج عالية من التكامل والكمال، ببركات كلمة واحدة سمعها من أحدهم.. كان يمشي لعله في الشارع، ولعله في هيئة لاهية أو لاغية، فقال له ذلك العالم الجليل: ما لهذا خلقنا!..
الكلمة:١٨
إن الذي ينظر إلى الخلق على أنهم عيال الله -عز وجل- يتسع صدرهُ لهؤلاء.. وهذهِ سمة النبي (ص) في تعاملهُ مع أعتى الكفار في زمانه، حيث كان يدعو لقومه، ويقول: (اللهم!.. إهد قومي؛ فإنهم لا يعلمون).. تحمل منهم ما تحمل؛ وهذهِ ثمرة الاعتقاد بأن الخلق عيال الله.
الكلمة:١٩
إن الإنسان يخطط لنفسه طريقا مستقلا في الحياة، فلا يحاول ربط مصيره بالآخرين -ولو كانوا من أقرب الناس إليه- فإن العلاقات البشرية، تتقطع في أول لحظات الانتقال من هذه الدنيا.. كما ينبغي أن لا يجعل الإنسان طبيعة البلد الذي يعيش فيه -بمن عليه من العصاة والكفرة- ذريعة للانهماك في المعاصي.. فإن الثابتين على طريق الهدى في ذلك البلد، يؤتى بهم يوم القيامة، ليسجل الله -تعالى- بهم نقطة إدانة للجميع، ممن تذرع بجبر البيئة والزمان.