Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن الأولاد في السنين الأولى من أعمارهم، ينظرون إلى الأبوين على أنهما القدوة في الحياة.. فإذا اقترنت حياتهما بشيء من الظلم المتبادل، مع ما يصاحبه من المعاصي القولية والفعلية؛ فإنهم سيصابون بنكسة لا شعورية تجاه كل ما يرتبط بالدين وأهله، وذلك عندما تتهاوى في نظرهم تلك الرموز التي تمثل عندهم الدين، ولو كانوا مشتبهين في المصداق.
الكلمة:٢
كم من الجميل أن تستمر براءة الطفولة، وتتصل ببراءة ما بعد البلوغ، البراءة القهرية والبراءة الاختيارية!.. ولهذا على أولياء الأمور أن ينتبهوا على الشباب من سن الرابعة عشر إلى الثامنة عشر..
الكلمة:٣
إن الولد الذي ينتفع به، هو الولد الذي يدعو لوالديه.. وهذا الولد لا يأتي من الفراغ، لا يأتي من العرش.. هذا الولد يحتاج إلى مقومات: منها قبل الزواج (تخيروا لنطفكم؛ فإن العرق دساس).
الكلمة:٤
إن ولي الآمر فى الأسرة -شاء أم أبى- يعد رأس الهرم التربوي، الذي بفساده تفسد القاعدة.. فإن الولد لا يرى في سنوات تربيته الأولى مربيا سوى والديه.. وعليه، فليس من الرياء أبداً أن يظهر الأبوان شيئا من طاعاتهما تشجيعا له، وأن يخفيا معاصيهما؛ لئلا يسقطا من عينه، وخاصة إذا لم يكن يتوقع منهما الولد ذلك.. ومن المؤسف حقا أن الولد عندما يكبر ويعود إلى رشده، فإنه يحس في أعماق وجوده حالة من الكره لهما، بحيث يجره إلى العقوق جرا، لما يعيشه في باطنه من الاحتقار لهما، وذلك إذا كانا سببا في إفساده.
الكلمة:٥
إن من موجبات إفساد الأولاد: اختلاف الأبوين في نمط التربية، إذ أن من الخطأ الفادح أن يتقمص أحد الأبوين دور الشفيق المدلل، والآخر دور الحازم القاطع.. فإن الولد يميل بطبعه إلى الأول، وبالتالي تتحقق في صغره حالة من الجفوة تجاه الثاني.. ولا بد من الالتفات هنا إلى ضرورة التوسط بين حالتي: الدلال، والحزم.. فلكل من الأسلوبين حسناته وسلبياته، ولكل عمر طبيعته الخاصة به.. ولا بد من التفريق بين الخطأ الذي لا يصل إلى حد الحرام فيكفي فيه الإرشاد، وبين الخطأ الذي يساوي المنكر فلا بد فيه من الوقوف بحزم وقوة.. وإلا ذابت هيبة الحرام في نفس الناشىء، ليتدرج من صغيرة إلى كبيرة ، ومن كبيرة إلى موبقة!..
الكلمة:٦
بعض الآباء -بسوء تصرفاتهم- يعطون صورة قاتمة للدين لهؤلاء الأبناء، الذين نشؤوا على الفطرة المستقيمة، ولا يعرفون الحرام والانحراف.. والبعض الآخر -للأسف- تراه يزج بهم زجاً في الهاوية بأخذهم إلى دول الكفر، وأماكن انتشار اللهو الفساد.
الكلمة:٧
إننا نلاحظ في حالات كثيرة سلامة التكوين الذاتي لدى الأبناء وعدم وجود خلل فيه.. ولكن -مع الأسف- نرى أن سلوك الأبوين داخل الأسرة: من حيث وجود خلاف أو نزاع بينهما، أو عدم التزامهما بتعاليم الشريعة، أو إهمال الأولاد داخل المنزل والانشغال عنهم بشؤونهم الخاصة؛ هو الذي يؤدي إلى نشوء أنواع من الخلل في سلوكهم الجوارحي والجوانحي.. وبذلك يكونان في هذه الحالة، هما المؤاخذان اللذان يتحملان المسؤولية يوم القيامة.
الكلمة:٨
إن الولد في كل مرحلة له لون: فهو إلى قبل السادسة له لون من ألوان البراءة مثلاً، وبعد السادسة يأخذ يتفتح في الحياة ويأخذ جانب الفضول والاستفسار عن كل شيء، وما قبل المراهقة له لون من الألوان، وأيام المراهقة له لون، وبعد أن يستقر في الثامنة عشر فما بعد له لون.. فالأمر يحتاج إلى ثقافة عالية، والنمط الواحد لا يناسب التربية.. فالابن في حال تغير، والمربي لا يتغير!..
الكلمة:٩
إن عقد جلسات مصارحة بين الزوجين، من الحركات الإيجابية والمباركة جداً، ومناقشة القضايا التي تتعلق بهما، وكذلك ما يتعلق بالأولاد.. فإن الملاحظ أنه لا يوجد تنسيق في هذا المجال بين الأبوين!.. فللأب مزاجه، وللأم مزاجها.. وإذا اكتشف الولد هذه الحالة من المزاجية بين الزوجين، من الممكن أن يسيء الاستفادة من ذلك.. فعندما يقسو الأب يلتجئ إلى حنان الأم، أو أن عندما تقسو الأم يلجأ إلى عقلانية الأب مثلاً.. وبالتالي، فإن الطفل يلعب على هذين الحبلين، ولو بشكل تلقائي من دون أي رغبة في المكر أو الخديعة مثلاً.. لذا فإننا نقترح عقد جلسات دورية بين الزوجين، لمناقشة قضايا الأسرة، وقضايا الأرحام، وعوائل الطرفين، وكذلك مسألة الأولاد.
الكلمة:١٠
إن مشكلة المرأة أنها إما تعمل في مجتمع نسائي كبير، أو أنها لا تعمل.. بينما يقول تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}.. لو أن الأخوات المؤمنات يفكرن في حماية أسرهن، وأسر أقاربهن، وأسر أزواجهن، والقرية، أو المحلة التي يعشن فيها.. إذا كل طالبة علم تعمل بهذه الوظيفة، انتهى الأمر!.. فلا ينبغي أن ننتظر الوظائف ذات العناوين العريضة البراقة، إذ يكفي أن نعمل بقوله تعالى: {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}.. والمرأة التي تتقن العمل الرسالي التبليغي في دائرة ضيقة، فإن رب العالمين يبارك لها، ويفتح لها من الآفاق ما يفتح.