Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن التكامل الروحي والنفسي والفردي، لا يتم إلا من خلال الأسرة السعيدة..
الكلمة:٢
إن مثل بعض الأسر -ولله في خلقه شؤون- كمثل بعض عروق الذهب والفضة في الجبال، إذ نلاحظ في بعض الحالات أن هناك معدنا مترابطا متكاملا في زاوية جبل من الجبال.. كذلك نلاحظ أن بعض الأسر يغلب عليهم الصلاح، ولا يعلم ما هو السر في ذلك، هل هي دعوة جد صالح، أو هل هي الجينات الوراثية؟.. كما نلاحظ العكس، ففي بعض العوائل نلاحظ أن هنالك صفة سلبية غالبة عليهم كحدة المزاج مثلا..
الكلمة:٣
إن الإنسان ابن بيئته، وتأثره بالأسرة -وبالأخص الأم- أمر لا شك فيه.. ومن هنا، فإن من النعم على الإنسان، أن يرزق بوالدين يحملان في قلبهما الولاء الصادق لأهل البيت (ع).. ومن المعلوم بأن الله -عز وجل- يكرم الأولاد بكرامة الآباء..
الكلمة:٤
إن المرأة من بعض الجهات مهيأة أكثر من غيرها، لأن تكون مظهراً من مظاهر أسماء الله الحسنى..
الكلمة:٥
ما الذي يجعل الشاب يغادر ويعمل سنوات طويلة في الصحاري، وفي عالم الغربة، وفي أماكن لا تلائم؟.. إنه يتحمل كل ذلك كي يصل إلى بناء أسرة، فإحساسه باللذة والأُنس بهذا الجو المستقبلي، هو الذي دفعه لتحمل كل هذه العقبات الصعاب.. وكذلك بالنسبة للإنسان المؤمن..
الكلمة:٦
إن البلاءات العائلية والاجتماعية من موجبات القلق وتكدير صفو العيش للعبد، قال رسول الله (ص): (أربعٌ من سعادة المرء: الخلطاء الصالحون، والولد البارّ، والمرأة المؤاتية، وأن تكون معيشته في بلده)..
الكلمة:٧
إن الإسلام عندما أمر المرأة بعدم التبرج، وعدم ظهورها بشكلٍ مثير، وكأنها البرج في التميّز والإلفات؛ أمرها بالمقابل بتلاوة آيات الله والحكمة، فتكون بذلك عنصر إشعاع فكر واستقامة في البيت الزوجي، بدلا من أن تكون عنصر استغلال واستثمار بيد الرجال.
الكلمة:٨
إن بركات الأسرة السعيدة، لا تنحصر في هذه الحياة الدنيا، بل تتعدى إلى الآخرة بمقتضى قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}.. فهو استثمار لا يقاس به أي استثمار في الحياة الدنيا.. وقد روي عن النبي (ص) في هذا السياق انه قال: (إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وذريته وولده، فيقال: إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول: يا رب، قد عملت لي ولهم؛ فيؤمر بإلحاقهم به).
الكلمة:٩
إن قيمومة الرجل على الأسرة، لا تعني بالضرورة التحكم الذي لا يستند إلى العقل والشرع، وإنما هو تخويل له من الشارع، لأن يكون حاكماً أميناً في إدارة شؤون الأسرة.. فإن أي تجمع بشري من اثنين فصاعدا، لا يستقيم أمره من دون قيادة وإدارة.. والآية جعلت أساس هذا التحويل أمرين: الملكات الذاتية للرجل، وموقعه كزوج في الأسرة، {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ }، ومسئوليته في السعي لتأمين المعاش {وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ}.
الكلمة:١٠
إن البعض قد يقول: أنا بحمد الله صاحب مجالس حسينية، وقد بنيت مسجدا.. وبالتالي، فإني أتوقع من أولادي السير على طريق الهدى تلقائياً!.. متى كان الجو أو البناء بحد نفسهِ من موجبات الترقي؟.. لابد من عمل!..
الكلمة:١١
إن من الملاحظ في بعض البيئ الاجتماعية، أن الذي له دور قيادي في تلك الدائرة -ولو رب الأسرة- عندما يرى منكراً؛ قد يجاري المنكر، وقد لا يتكلم شيئاً، لئلا يخسر الطرف المقابل.. بينما التكليف النبوي، يعلمنا أن يكون الإنسان حاسماً في ضبط الدائرة الإنسانية التي حوله.. ويقف أمام المنكر بكل ما أوتي من قوة، كما كان النبي (ص) قد ربى أصحابه على مثل هذا الأدب.
الكلمة:١٢
إن وظيفة الوعظ والإرشاد، وإيصال النور والهدى إلى القلوب، ليست هذه وظيفة علماء الدين، وإنما كل فرد مسؤول عن رعيته.. وعلى الجميع أن يتقن المحاضرة، ويفهمها جيداً، ويتابعها في ذهنه، وعندما يرجع إلى المنزل، فإن هنالك من لم يوفق لعذر أو لغير عذر للحضور، فيحاول أن يروّج للهدى في أسرته.. وعندما يذهب للعمل يحاول أن يكون مصباح الهدى بمستواه..
الكلمة:١٣
إن الخلافات العائلية كانت موجودة طوال التاريخ، والرحمية لا تستلزم الإنسجام دائماً.. فالإنسان قد لا ينسجم مع أبيهِ، أو مع أمهِ، أو مع إخوانه، أو مع أخواته؛ لأن الرحمية حالةٌ مفروضة.. ولو تُرك للإنسان الاختيار في أنْ يختار له أباً مناسباً، لاختار غير أبيه.. ولكن هذه الأمور إجبارية، فالإنسان لا حقَّ له في أنْ يختار أختاً معينة، أو أخاً معيناً.. ولذا فإنه من الطبيعي أنْ تنتج هذه الحالة من المشاكسة، وعدم الإنسجام.
الكلمة:١٤
إن الإسلام جاء ليؤكد على هذه النقطة، وهي أنّهُ لو وُجدت أرضية للخلاف بين الإنسان وبين أرحامه، فعليه أنْ لا يُحوّل ذلك أرضيةً للمقاطعة!.. ولهذا ورد التشديد في الإسلام والروايات على مسألة الأرحام؛ لأنّ الله -عز وجل- يعلم بأنّ الأرحام غير متجانسين.. ولعدم التجانس هذا، فإن أرضية الخلاف موجودة.
الكلمة:١٥
إذا أراد المؤمن أن يكون مؤثراً في عائلته، وفي عشيرته، فلتكن نصيحته لوجه الله عز وجل.. حيث أنه يلاحظ بعض الأوقات، أن الإنسان -من طرف خفي- يُشرك بالله عز وجل.. فهو يأمر زوجته ببعض صور الطاعة، وبالأخلاق الإسلامية، وبالمُثل -مثلاً- ليعود الأمر إلى نفسه.. لأنه يعلم لو أمر زوجته بالصلاح، فإنه سيكون مرتاحا معها.
الكلمة:١٦
إنّ أولَّ الدوائر، وأقرب الدوائر للإنسان، هي دائرة الحياة الأسرية.. إنّ الذي يريد أن يتفرغ، لابدّ أن يكون خالياً من المشوشات.. فالمؤمن الذي يمشي في حقل الألغام، يحاول أن ينزع فتيل اللغم دائماً وأبداً، كيلا يمشي في أرضٍ من الممكن أن ينفجر فيه اللغم دفعةً واحدة.. ومن هذه الألغام الحياة الأسرية.. لذا يجب أن ننقي العلاقات الأسرية من كلّ كدرٍ، ومن كلّ محطةٍ موحشة.
الكلمة:١٧
إن الحل الجامع في كل موارد المشاكل النفسية والاجتماعية، يبدأ من امتلاك نظرة صحيحة واعية لفلسفة هذه الحياة.. إذ من المعلوم أن الإصلاح الفكري، مقدمة للإصلاح السلوكي.. وتطبيقا لذلك، فإن النظر إلى الآخرين -ومنهم أفراد الأسرة- على أنهم أمانات إلهية، لهم وعليهم من الحقوق، ما يوجب المساءلة الدقيقة يوم القيامة، وذلك من موجبات عدم التفريط بحق أي إنسان تربطنا معه علاقة من العلاقات، ولو كانت في أدنى الدرجات.. فلنتأمل في قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ}.. ليكون ذلك منطلقا لتأسيس علاقة مبتنية على الخوف الإلهي، مضافا إلى الإنس البشري.
الكلمة:١٨
إن إطالة النظر في الشيء والتعود عليه، يفقده بريقه وبهجته ولطفه الأولي.. ومن هنا، فإنه لا يمكن الادعاء بأن الغراميات، والعشق المتجلي في شهر العسل، يستمر طويلاً.. أما الذي ينظر إلى المرأة على أنها سلم للتكامل، ولإرضاء الله تعالى، فإنه كلما أحسن إليها؛ أحس بقرب إلهي.. وكلما تلطف في حقها؛ هبت عليه نسائم اللطف الإلهي.. فقطعاً إن هذا الإنسان، سوف لن يرى تكراراً في الأمر.
الكلمة:١٩
إن المستوى الثقافي والإيماني، له دور فاعل ورئيسي في بناء الأسرة.. غير أن الملاحظ عند الكثير من الأسر، هو حالة التدني في مستوى الكلام، من حيث تناول المواضيع غير المهمة، أو الفاعلة في الحياة، والخوض في ما لا يعني من الأمور.. والحال بأن الإسلام جاء ليرفع من مستوى الرجل والمرأة، إلى مستوى الجدية والاهتمام في الحياة.
الكلمة:٢٠
إن الحركة التكاملية ليست حكراً على الرجال دون النساء، يقول تعالى: {لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى}، بل أنها من الممكن أن تكون ميسورة للنساء أكثر من الرجال؛ نظراً لانشغالات الرجل الكثيرة هنا وهناك.. وبالتالي، هو عرضة للإثارات المختلفة، بينما المرأة في بيتها من الصباح إلى المساء، بإمكانها أن تعمل على تهذيب نفسها، وتؤثر في زوجها الغافل، وتربي أبناءها على طاعة الله.. وكما نعلم أن وراء كل رجل عظيم امرأة، فلا نستبعد بأن المرأة الصالحة، بإمكانها أن تغير المجتمع من الزوج، إلى الأسرة، إلى الأرحام، إلى الأولاد.
الكلمة:٢١
مع الأسف!.. نلاحظ قلة السالكات إلى الله عز وجل، رغم أن الجو مهيأ للنساء أكثر من الرجال، وبما لهن من العاطفة: (الجنة تحت أقدام الأمهات)، فيكفي حالة من حالات الولادة؛ لتزيل عنها جبالاً من المعاصي، بما تعيش المعاناة، كما يقول تعالى: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا}.. فلماذا لا تستغل هذه النعمة؟.. وبالعكس، إن هذه القيمومية من الرجل، هي إعفاء لها من بعض مشاكل الحياة اليومية.. فالمرأة في الحياة عليها أن تشكر الله عز وجل.. ولهذا الزهراء (ص) عندما تقاسمت مع أمير المؤمنين (ع) الوظائف، فكان لها ما داخل المنزل، وكان لعلي خارج المنزل، دخلها من السرور ما لم يعلمه إلا الله عز وجل؛ لأن علي (ع) أغناها -كما في الحديث- من تخطي رقاب الرجال.. فهذه نعمة من النعم، وينبغي أن نعرف قدر هذه النعمة.. ولكن مع الأسف بعض المؤمنات لا يقدرن هذه الفرصة، وبالتالي تفوت عليهن بعض الفرص الذهبية في هذا المجال.
الكلمة:٢٢
إن الرجل عليه أن يحسن التعامل، وأن يكون أيضاً منصفاً في قيموميته.. أي عليه أن يعلم أن هذه القيمومية أمانة معطاة من الله سبحانه وتعالى، وعليه أن يعلم قدرها، ولا يحاول أن يفرط في هذه النعمة أبداً، بأن يحول القيمومية إلى عنصر تحكم في الحياة الزوجية.
الكلمة:٢٣
إن تقوية عنصر الإرادة، من موجبات مواجهة حالة الشعور بالغربة.. حيث أن المرأة كمال استقرارها واطمئنانها هو في الحياة الأسرية، وقد قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا}.. فالمرأة لا يمكن أن تسكن إلا من خلال تشكيل الأسرة، وما في هذا التشكيل من تبعات وانشغالات نفسية وبدنية.. ولكن هنالك فترة من فترات العمر، البنت لا يمكنها أن تعيش هذا السكن.. وهناك مَن لم يقدر الله -عز وجل- لهن تشكيل أسرة -وهذه طبقة يُعتد بها من بنات المجتمع هذه الأيام-.. وهنا تكمن المشكلة في تدبير المعيشة، والحالة النفسية، وهي في دائرة مغلقة.. لذا لابد من تقوية عنصر الإرادة لديها، لتتجاوز هذه المرحلة.