Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن الذي يرق قلبه لهذه المعاني قلبٌ كبير!.. يقول أحد العلماء: إن أهل البيت زبائنهم كثيرون ما شاء الله!.. ولكن زبائن رب العالمين قليل، صحيح هم مقدمة له (ذكرنا ذكر الله)، ولكن تفاعلنا وبكاء الخوف من خشية الله في حياتنا قليل.. هذه الدمعة في جوف الليل من خشية الله، دمعة عظيمة عند الله عز وجل..
الكلمة:٢
ينبغي التركيز عند أداء العبادات، واستحضار الخوف من الله -تعالى- عند المثول بين يديه، ومحاولة إيجاد وسائل تعيننا على التركيز، كتغيير السورة القرآنية عند أداء الصلاة مثلاً، وإتيان التعقيبات، وأداء النوافل، والصيام المستحب، وغيرها من الأعمال الاختيارية التي تقرب الإنسان إلى الله أكثر، وتشعره بلذة القرب والمناجاة، وتزيد من خشوعه وخضوعه لله تعالى.
الكلمة:٣
إن على الإنسان الموسوس أن ينظر إلى صلاته بعد الإعادة، هل أن فيها خشوع؟.. فلو كان هذا العمل يرضي الله -عز وجل- لكان المفروض أن يكون فيه أدنى قدر من الروحانية!..
الكلمة:٤
إن الإنسان الخاشع لا يسهو في صلاته!.. فالركعة الأولى: حديث مشتاق مع رب العالمين.. والركعة الثانية: محطة مناجاة مع رب العالمين.. وفي الركعة الثالثة: يتذكر أنه قبلَ قليل قنت في صلاته ودموعه لم تجف بعد.. بينما الركعة الرابعة: فيها رائحة الوداع، بما تستلزمه من الهم والغم؛ فيعيش ألم الفراق، إذ أن الإنسان بعد لحظات سينتهي من لقاء الله عز وجل.. فعالم القنوت عالم يغاير تماماً عالم التشهد والتسليم، فكيف يخلط المؤمن بين الركعة الثانية، وبين الركعة الرابعة؟!.. بل حتى الركعة الثالثة؟!.. لا مجال للسهو في هذه الحالة!..
الكلمة:٥
إن الخشوع في الصلاة كاشف عن حالة راقية في الإنسان، وعلامة على حالة من الارتباط والانسجام بين الخالق والمخلوق.. وعليه، فإن من يريد أن يعلم درجته عند الله تعالى، ويعلم مدى سلامة قلبه وروحه العالية، فلينظر إلى مستواه في صلاته.. ولا شك بأن عدم الإقبال في الصلاة والتفاعل في مجالس الذكر الإلهي؛ دليل نقص في العلاقة مع رب العالمين.
الكلمة:٦
إن قلوب الأئمة (ع) محطات نزول الوحي بمعنى من المعاني، يقول الإمام علي (ع): (وَلِتَطْهيرِ قَلْبي مِنْ أَوْساخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ)؛ الأوساخ لا تنحصر في: الذنوب، والزنا، والشرب، والقمار، وما شابه ذلك.. الإنسان إذا مر عليه اليوم والليلة ولا يتوجه بقلبه إلى الله -تعالى- للحظات أو لثوان؛ فهذا قلب غير مطهر غير نظيف.. على الأقل عندما نقف للصلاة، علينا أن نستحضر وجوده -عز وجل- المهيمن على الوجود.
الكلمة:٧
إن البعض من الأخوات قد تدرس في الحوزة أربع أو خمس سنوات فتُنهي السطوح، وقد تدرس شيئاً من الخارج، ومع ذلك لا تجد في نفسها تميزاً روحياً.. ولا تستذوق حلاوة القرب إلى الله -عز وجل-.. تذهب إلى المشاهد المشرفة، فتجد نفسها كباقي المؤمنات، لا ترى أي حركة روحية متميزة!.. تقف في صلاتها، وقد تسترق النظر إلى باقي المؤمنات في خارج هذه الحوزات، فترى فيهن إقبالاً، وخشوعاً، وبكاءً، وتضرعاً!.. فقد تُصاب بشيء من اليأس في هذا المجال!.. أين العلم الذي تعلمناه؟!.. أين السنوات التي أمضيناها في هذه البيئة الطاهرة المباركة؟!.. أين ثمرة العلم؟!.. على كلٍ لابد من أن نفكر: إذا أحدنا لم يصل لهذه المرحلة من الخشية على الأقل في صلاته: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}، فالذي لا يخشع في صلاته ليس بفالحٍ، ولا بمؤمنٍ!.. ليعطى أعلى الألقاب العلمية ما الفائدة في ذلك؟.. إذا كان القرآن الكريم يُسلبه صفة الإيمان، وصفة الفلاح.. إذاً لابد من التفكير!..