Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن الطريق إلى التميز في عالم القرب إلى الله -عز وجل- لا يكون إلا بأحدِ أمرين: إما بمجاهدة متصلة خفيفة، أو بالمجاهدة الكبرى..
الكلمة:٢
إن على المؤمن أن يسجل مواقف بطولية مع رب العالمين.. إن الذين وصلوا إلى درجة من درجات التكامل، وضعوا أرجلهم على شهوةٍ من الشهوات.. فيوسف -عليه السلام- بمُجاهدة واحدة، وإذا به ينتقل إلى درجة الخلود..
الكلمة:٣
إن للشهوات عاصفة فجائية، فإذا قاومها الإنسان متذكرا عاقية الصبر عليها، ولذة الفوز بالتغلب عليها؛ فإنها تتلاشى وخاصة مع التكرار.. والأمر في كثير من الأحيان لا يحتاج إلا إلى بضع دقائق من التحكم في الإرادة، لتخمد نار الشهوات بتسديد من الله تعالى، الذي يتدخل في قلب عبده في مثل تلك اللحظات، مصداقا لقوله تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ}..
الكلمة:٤
إن من نعم الله -تعالى- على عبده أن يريه ملكوت الحرام، فإذا انكشف له ذلك، كان من السهل عليه اجتناب الحرام الذي يشمئز منه اشمئزازا، كمن يرى بالمجهر الجراثيم القاتلة في الطعام الشهي، فينصرف عنه من دون مجاهدة.. وكذلك من يرى بمجهر القلب السليم الجراثيم الخفية الباطنية في كل محرم؛ فإنه سيرتدع من دون مجاهدة مضنية..
الكلمة:٥
إن ترويض النفس على التلذذ بالألم، إذا كان شرعياً، ولأهداف سامية؛ لا ضير فيه.. ولا يجوز الاتباع الأعمى، فيما يقوم به الهندوس أو البوذيين من تحمل للألم؛ لأجل الوصول لأهداف باطلة غير عقلائية.. فالرياضة الشرعية هي ترويض النفس على تحمل ما جاءت به الشريعة من الأوامر والمنهيات: مثل قيام الليل، وصيام شهر رمضان، وتحمل مشقة السفر إلى حج بيت الله الحرام.. كل هذه رياضات معقولة، وهادفة، ومتزنة، تتحملها النفس بكل يسر وسهولة.. قال علي (ع): (إنما هي نفسي أروضها للتقوى؛ لتأتي آمنة يوم القيامة).
الكلمة:٦
لماذا لا نتأمل الجهد الذي يبذله غواصو البحار، للوصول إلى الأعماق المرجانية في المحيطات مثلاً؟.. هم يغوصون عشرات الأمتار، ويعرضون حياتهم للخطر، ليكتشفوا سمكة صغيرة.. ونحن هذه النفوس التي بين أيدينا، هذه النفوس التي بها نكتسب الخلود أبد الآبدين، هل حاولنا أن نغوص في بحار أنفسنا، لاكتشاف النقاط المظلمة والمضيئة فيها؟.. أليس من الواجب أن نفكر في هذا السبيل الذي يستلزم الكدح ويستلزم الفرار؟..