Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن الإنسان الذي لا يفوّض أمره إلى الله تعالى، وكذلك الذي يخشى قلبه من انقطاع الرزق، والذي يخاف المخلوق.. هذا الإنسان لا يعد مؤمناً بالله عز وجل؛ لأنه لم يحقق السكينة والاطمئنان في حركة حياته..
الكلمة:٢
إن الشخص الذي يعيش دون خوف من المستقبل، ودون حزن من الماضي أو الحاضر؛ فمعنى ذلك أنه إنسان يعيش في قمة السعادة النفسية، ويطير في أجواء عليا، هؤلاء هم أصحاب الجنة!.. فمع أنهم في الدنيا، ولكنهم يعيشون أجواء الجنة ونعيمها، ويمتلكون مشاعر أهل الجنة!..
الكلمة:٣
إن الإحساس بالمعية الإلهية، من مصادر السعادة الكبرى في هذه الحياة؛ إذ تبعث على حالة الارتياح الدائم، وتملأ فراغه النفسي، فلا يعد يشعر بحالة الفردية والوحشة.. مما يحد من الإصابة بأمراض هذا العصر من الاكتئاب والقلق.. فإذا أحس الإنسان بهذه المعية -قطعاً- فإن حياته لا تنقلب رأساً على عقب عند أقل الأمور؛ لأنه ملتجئ إلى ركن وثيق.
الكلمة:٤
لا يقتصر أثر التوكل على الحياة الفردية فحسب، بل أنه حتى في الساحة الإسلامية: في القتال، ولتحقيق النصر على الأعداء؛ فإنه يلزم الجمع بين عنصري: التوكل، والعمل بالأسباب..
الكلمة:٥
من يأوي إلى حصن منيع، ما ضره أن يتكالب عليه الأعداء من كل حدب وصوب!.. إن المؤمن يعيش حالة الاستقرار والهدوء النفسي في كل الأحوال، فلا تهزه التقلبات والأزمات الشديدة؛ لأنه وجود مرتبط بعالم الغيب..
الكلمة:٦
“إن الالتجاء الدائم إلى الله -عز وجل- في حقل البحث العلمي له ثمرتان: ١- الثمرة الأولى: تكريس الفكرة في الذهن. ٢- الثمرة الثاني: مساعدة الإنسان، لكي ينزل هذه الفكرة من عالم الفكر إلى عالم القلب، وعالم الاطمئنان. وعليه، فإنه لإيضاح الفكرة ولتغلغل الفكرة إلى القلب، نحتاج إلى الاستمداد الدائم.. ولهذا النبي -صلى الله عليه وآله- والأئمة -عليهم السلام- هم هداة الخلق فكراً وعملاً.. ومع ذلك نرى التجاءهم الدائم إلى الله -عز وجل- حتى أن الله -عز وجل- ينسب هداية نبيه إلى نفسه، إذ قال: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}.”
الكلمة:٧
إذا كانت حالة الحب لدى البعض تدفعهم إلي الكسل في الجوانب العبادية، والجرأة على المعاصي -اعتمادا على شفاعة هذا الحب يوم القيامة- فليعلموا: أن الله -تعالى- هو مقلب القلوب، وهو الرابط على القلوب، كما ربط من قبل على قلب أم موسى (ع) وكذلك أهل الكهف، وهو الذي يهب لعباده الحب: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ}، وهو الذي يسلبه إذا رأى العبد يتمادى في المنكر غير شاكر لهذه النعمة، بل قد يصل إلى مرحلة الختم على القلب، كما صرح به القرآن الكريم.. وعليه، فلا ينبغي أن يعول أصحاب الحب على ما هم عليه، فإن صور الارتداد في التاريخ مخيفة!.. أوَ هل هناك من ضمان لئلا نكون منهم، إذا أوكلنا الله -تعالى- إلى أنفسنا طرفة عين؟!..
الكلمة:٨
إن من المصاديق الملفتة في القرآن الكريم هو لقمان الحكيم، الذي استطاع بجهده وجهاده من تخليد ذكره في التاريخ.. وهذا جواب عملي لمن يتذرع بعدم وجود من يأخذ بيده، فإن لله -تعالى- عبادا صالحين في كل بقاع الأرض -حتى التي يغلب عليها الكفر والفساد- فيحتج بهم في مقابل من يتذرع بجبر الزمان والبيئة، وما شابه من الأعذار .. فالأساس في الأمر هو السعي الدائب لتلقي الألطاف الإلهية.. إذ أن الله -تعالى- نسب إلقاء الحكمة إلى نفسه، فهو المؤتي للحكمة لمن رآه أهلا لذلك، فلا قرابة بينه وبين أحد من خلقه!..
الكلمة:٩
إن من موجبات التوكل على الغير: ترقب الموت، أو القصور الإدراكي، أو العجز العضوي، أو عدم الميل والرغبة في القيام بالأمر.. وبلا شك أن كل هذه العناصر -الحياة، والقدرة، والرحمة- مستجمعة في رب العزة والجلال.. إذ هو الحي الذي لا يموت، {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَه}، وهو العزيز القدير، ومن بيده كل الأمور، والشفيق الرحيم بعباده، قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ}.