Search
Close this search box.
Layer 5
السؤال
هذه قصتي بمداد الدم كتبتها، وبحبر الألم أنسجها، وهي رسالة لمن تعيش همي فتسليها، ولمن حماها الله تعالى منه فتحذرها، سبقني الكثير ممن عاشوا هذه التجربة المرة، سطروا تجاربهم بألم وحسرة.. لم أرعو ولم أتعظ من قصصهم، حذرت وكررت التحذير حتى مللت.. فالغريزة الجنسية والعاطفية فاقت كل شيء، لن أقول أنني أتابع مجلات خليعة أو أفلام ماجنة، ولا أخرج لأسواق أو ملاهي، بل إني محافظة كثيرا ومحتشمة، فقد عرفت بذلك، فيسمونني الملتزمة، وأحيانا الداعية!.. هذه الملتزمة التي يدعون أنها الداعية أصبحت أسيرة الذنوب: فراغ قاتل، لا وظيفة ولا دراسة، ماعدا أعمال خيرية لا تشبع رغباتي، ولا تطفئ فراغي.. عرفت طريق النت وكما يقال للدعوة وللدعوة فقط!.. شاركت بمنتديات إسلامية كانت حازمة جدا، ينتقدوني إذا ما حاولت أن أروح عن نفسي قليلا، حتى خنقوني بتكبيلهم..
سمعت عن فتيات يحادثن الشباب على الماسنجر، استغربت جرأتهن، كما كنت استغرب جرأة بعض الأخوات في ردودهن على الرجال.. خرجت لمنتدى عام حتى أنفس عن نفسي قليلا، كما زين لي الشيطان، لكني وجدت ما افتقدته في المنتديات الإسلامية، وجدت من يهتم بمواضيعي ويتأثر بها، بل وجدت كلاما معسولا كنت بحاجة ماسة له، حققت رغبتي الدعوية فيه، وأنتجت ثمارا لم أنتجها في المنتديات الإسلامية، لكني لم أستطع أن أنكر كل المنكرات، لخوفي من نفورهم..
وبعد مرور الأيام تغير الحال، وأصبح المنكر معروفا، أصبحت لدي رغبة كبيرة في التعرف على الأعضاء، خصوصا بعد أن أصبحت مشرفة بينهم، تعرفت على اثنين من الأعضاء، حادثتهم على الماسنجر والخوف يملأ جوانحي.. وبعدها تعلقت بهم كثيرا، لدرجة أني لا أستطيع أن أفارقهم، أحيانا بالرسائل، وأحيانا بالماسنجر، وأحيانا عبر الردود.. تمنيت أن يوجهني مدير المنتدى وينصحني، ولكن لا فائدة!.. تطور الأمر إلى رسائل عبر الجوال، إلى أن وصل الأمر إلى تبادل الصور والمحادثة الصوتية، فقد أنعم الله عليهم بالوسامة والخلق والأدب، غزلهم بأسلوب راق جذاب.. تعلقت بهم كثيرا، فأصبحت لا أنام الليل ولا أذوق الطعام، حتى رق عظمي، ونحل جسمي، أصبحت متوترة شاردة الذهن، ملازمة للنت وللجوال، حتى شعرت أني أختنق.. وخفت العار والفضيحة، فكذبت عليهم وقلت بأني سأتزوج قريبا!..
أسأل الله تعالى أن يعفو عني، فإني كثيرا ما أفكر بلقائهم، وإشباع رغباتي الشهوانية الشيطانية، خصوصا أني في العشرين من عمري.. أؤمن بالقدر، ولكن لي طاقة معينة، ولا أستطيع أن أقاوم مغريات الحياة.. لا سلوى لي إلا بالنت، والذي ملأ بالموضوعات التي تدغدغ العواطف وتهيج الشهوة!.. الرجل ضعيف والمرأة ضعيفة، والمجتمع مليء بالمغريات والفتن، والإيمان يضعف مع كثرة المغريات.. منعت نفسي حتى من الخروج، لأؤمن على نفسي من الفتنة، ولكن لم أستطع.. فما الحل؟!.. أنقذوني أكاد أغرق وأخشى أن أغرق أهلي معي!..
الجواب
هذه أول مرة ننشر رسالة بطولها، لما لمسنا فيها من معاناة من اكتوت بالنار بعد الدخول فيها، وهو ما كنا نحذره دائما، حيث أن الذي يوجب الاستقرار للفتاة هو الزواج، بما فيه من: سكون روحي، وإنجاب لذرية صالحة، وتأثير إيجابي على الزوج ومن يحيط بالأسرة.. والحال أن هذه التعلقات الموهومة من خلال النت والمنتديات والجوال، أشبه ما يكون بالمخدرات، فتعيش الأنثى حالة الزوجية الكاذبة، وتظن بأنها أصبحت ملكة العشق والجذب للرجال، غافلة أن الرجل أقوى منها في هذه العملية الماكرة، فيحاول أن ينتقل من فتاة لأخرى، ليتركهن جميعا صرعى في مقتل العشق الموهوم، ثم يخلص بجلده ليذهب إلى حيث يريد، حيث حرية القرار بيده، فيتزوج ما يشاء من النساء، تاركا فرائسه في أوحال الندامة!..
إننا نهيب بأهل الحل والعقد في كل بلد أن يحملوا هذا الهم العظيم، ويحاولوا الجمع بين المؤمنين والمؤمنات على سنة الله ورسوله، فإنها من أفضل سبل القرب إلى الله تعالى.. وننصح الأخوات بتفويض الأمر إلى الله تعالى والالتجاء إليه في هذا الأمر المصيري، وعدم الدخول في الأباطيل، ليرى الله تعالى صدق دعواهن في طريق الطاعة والاستقامة.. أليس هو الذي أخذ بيد آسية ومريم (ع) وغيرهما من النساء القانتات طوال التاريخ، أضف إلى الوجوه المتألقة من الخالدات من نساء النبوة والإمامة.
Layer 5