وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » تتمة كتاب الإيمان والكفر
- » أحاديث في الكذب وروايته وسماعه
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٥٢
قال الباقر (عليه السلام): يا أبا النعمان، لا تكذب علينا كذبة فتسلب الحنيفية، ولا تطلبنّ أن تكون رأساً فتكون ذنباً، ولا تستأكل الناس بنا فتفتقر، فإنّك موقوف لا محالة ومسؤول، فإن صدقت صدّقناك، وإن كذبت كذّبناك.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٣٣
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٥٣
قال زين العابدين (عليه السلام): اتّقوا الكذب الصغير منه والكبير في كلّ جدّ وهزل، فإنّ الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير، أ ما علمتم أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما يزال العبد يصدق حتّى يكتبه الله صدّيقاً، وما يزال العبد يكذب حتّى يكتبه الله كذّاباً؟
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٣٥
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٥٤
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): ويل للذي يحدّث فيكذب ليضحك، فويل له، ثمّ ويل له، وروي أنّه (صلى الله عليه وآله) كان يمزح ولا يقول إلّا حقّاً، ولا يؤذي قلباً ولا يفرط فيه.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٣٥
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٥٥
قال الصادق (عليه السلام): كلّ كذب مسؤول عنه صاحبه يوماً إلّا كذباً في ثلاثة: رجل كائد في حربه فهو موضوع عنه، أو رجل أصلح بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى به هذا يريد بذلك الإصلاح ما بينهما، أو رجل وعد أهله شيئاً وهو لا يريد أن يتمّ لهم.
بيــان:
ثمّ اعلم أنّ مضمون الحديث متّفق عليه بين الخاصّة والعامّة، فروی الترمذي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): «لا يحلّ الكذب إلّا في ثلاث: يحدّث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب في الإصلاح بين الناس».
قال عياض: لا خلاف في جوازه في الثلاث، وإنّما يجوز في صورة ما يجوز منه فيها، فأجاز قوم فيها صريح الكذب وأن يقول ما لم يكن، لما فيه من المصالح ويندفع فيها الفساد، قالوا: وقد يجب لنجاة مسلم من القتل، وقال بعضهم: لا يجوز فيها التصريح بالكذب، وإنّما يجوز فيها التورية بالمعاريض، وهي شيء يخلّص من المكروه والحرام إلى الجائز، إمّا لقصد الإصلاح بين الناس، أو لدفع ما يضرّ أو لغير ذلك، وتأوّل المرويّ على ذلك وقال: مثل أن يعد زوجته أن يفعل لها ويحسن إليها، ونيّته إن قدّر الله تعالی، أو يأتيها في هذا بلفظ محتمل وكلمة مشتركة تفهم من ذلك ما يطيب قلبها، وكذلك في الإصلاح بين الناس ينقل لهؤلاء من هؤلاء الكلام المحتمل، وكذلك في الحرب مثل أن يقول لعدوّه: انحلّ حزام سرجك ويريد فيما مضى، ويقول لجيش عدوّه: مات أميركم، ليذعر قلوبهم ويعني النوم، أو يقول لهم: غداً يأتينا مدد، وقد أعدّ قوماً من عسكره ليأتوا في صورة المدد، أو يعني بالمدد الطعام، فهذا نوع من الخدع الجائزة والمعاريض المباحة. (ص٢٤٣-٢٤٤)
ثمّ اعلم أنّ مضمون الحديث متّفق عليه بين الخاصّة والعامّة، فروی الترمذي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): «لا يحلّ الكذب إلّا في ثلاث: يحدّث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب في الإصلاح بين الناس».
قال عياض: لا خلاف في جوازه في الثلاث، وإنّما يجوز في صورة ما يجوز منه فيها، فأجاز قوم فيها صريح الكذب وأن يقول ما لم يكن، لما فيه من المصالح ويندفع فيها الفساد، قالوا: وقد يجب لنجاة مسلم من القتل، وقال بعضهم: لا يجوز فيها التصريح بالكذب، وإنّما يجوز فيها التورية بالمعاريض، وهي شيء يخلّص من المكروه والحرام إلى الجائز، إمّا لقصد الإصلاح بين الناس، أو لدفع ما يضرّ أو لغير ذلك، وتأوّل المرويّ على ذلك وقال: مثل أن يعد زوجته أن يفعل لها ويحسن إليها، ونيّته إن قدّر الله تعالی، أو يأتيها في هذا بلفظ محتمل وكلمة مشتركة تفهم من ذلك ما يطيب قلبها، وكذلك في الإصلاح بين الناس ينقل لهؤلاء من هؤلاء الكلام المحتمل، وكذلك في الحرب مثل أن يقول لعدوّه: انحلّ حزام سرجك ويريد فيما مضى، ويقول لجيش عدوّه: مات أميركم، ليذعر قلوبهم ويعني النوم، أو يقول لهم: غداً يأتينا مدد، وقد أعدّ قوماً من عسكره ليأتوا في صورة المدد، أو يعني بالمدد الطعام، فهذا نوع من الخدع الجائزة والمعاريض المباحة. (ص٢٤٣-٢٤٤)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٤٢
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٥٦
قال عبد الأعلى مولى آل سام: حدّثني الصادق (عليه السلام) بحديث، فقلت له: جعلت فداك، أ ليس زعمت لي الساعة كذا وكذا؟ فقال (عليه السلام): لا، فعظم ذلك عليّ، فقلت: بلى، والله، زعمت، فقال (عليه السلام): لا، والله، ما زعمته، فعظم عليّ، فقلت: بلى، والله، قد قلته، قال (عليه السلام): نعم، قد قلته، أ ما علمت أنّ كلّ زعم في القرآن كذب؟
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٤٤
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٥٧
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إيّاكم والكذب، فإن كلّ راجٍ طالب، وكلّ خائف هارب.
بيــان:
أراد (عليه السلام) لا تكذبوا في ادّعائكم الرجاء والخوف من الله سبحانه، وذلك لأنّ كلّ راجٍ طالب لما يرجو، ساعٍ في أسبابه وأنتم لستم كذلك، وكلّ خائف هارب ممّا يخاف منه مجتنب ممّا يقرّبه منه، وأنتم لستم كذلك.
أراد (عليه السلام) لا تكذبوا في ادّعائكم الرجاء والخوف من الله سبحانه، وذلك لأنّ كلّ راجٍ طالب لما يرجو، ساعٍ في أسبابه وأنتم لستم كذلك، وكلّ خائف هارب ممّا يخاف منه مجتنب ممّا يقرّبه منه، وأنتم لستم كذلك.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٤٦
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٥٨
قال الباقر (عليه السلام): إنّ أوّل من يكذّب الكذّاب: الله عزّ وجلّ، ثمّ الملكان اللذان معه، ثمّ هو يعلم أنّه كاذب.
بيــان:
لفظة «ثمّ» إمّا للترتيب الرتبي ويحتمل الزماني أيضاً، إذ علم الله مقدّم على إرادته أيضاً، ثمّ بإلهام الله يعلم الملكان المقرّبان أو عند الإرادة تظهر منه رائحة خبيثة، يعلم الملكان قبحه وكذبه كما يظهر من بعض الأخبار.
ويمكن أن يكون علم الملكين لمصاحبتهما له وعلمهما بأحواله، بناء على عدم تبدّلهما في كلّ يوم كما هو ظاهر أكثر الأخبار، وأمّا تأخّر علمه فلأنّه ما لم يتمّ الكلام لا يعلم يقيناً صدور الكذب منه. (ص٢٤٧-٢٤٨)
لفظة «ثمّ» إمّا للترتيب الرتبي ويحتمل الزماني أيضاً، إذ علم الله مقدّم على إرادته أيضاً، ثمّ بإلهام الله يعلم الملكان المقرّبان أو عند الإرادة تظهر منه رائحة خبيثة، يعلم الملكان قبحه وكذبه كما يظهر من بعض الأخبار.
ويمكن أن يكون علم الملكين لمصاحبتهما له وعلمهما بأحواله، بناء على عدم تبدّلهما في كلّ يوم كما هو ظاهر أكثر الأخبار، وأمّا تأخّر علمه فلأنّه ما لم يتمّ الكلام لا يعلم يقيناً صدور الكذب منه. (ص٢٤٧-٢٤٨)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٤٧
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٥٩
قال الصادق (عليه السلام): إنّ آية الكذّاب بأن يخبرك خبر السماء والأرض والمشرق والمغرب، فإذا سألته عن حرام الله وحلاله لم يكن عنده شيء.
بيــان:
وإنّما كان هذا آية الكذّاب، لأنّه لو كان علمه بالوحي والإلهام لكان أحرى بأن يعلم الحلال والحرام، لأنّ الحكيم العلّام يفيض على الأنام ما هم أحوج إليه من الحقائق والأحكام، وكذا لو كان بالوراثة عن الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، ولو كان بالكشف فعلى تقدير إمكان حصوله لغير الحجج (عليهم السلام)، فالعلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه لا يحصل لأحد إلّا بالتقوى وتهذيب السرّ من رذائل الأخلاق، قال الله تعالی: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾ ولا يحصل التقوى إلّا بالاقتصار على الحلال والاجتناب عن الحرام، ولا يتيسّر ذلك إلّا بالعلم بالحلال والحرام، فمن أخبر عن شيء من حقائق الأشياء ولم يكن عنده معرفة بالحلال والحرام، فهو لا محالة كذّاب يدّعي ما ليس له. (ص٢٤٨-٢٤٩)
وإنّما كان هذا آية الكذّاب، لأنّه لو كان علمه بالوحي والإلهام لكان أحرى بأن يعلم الحلال والحرام، لأنّ الحكيم العلّام يفيض على الأنام ما هم أحوج إليه من الحقائق والأحكام، وكذا لو كان بالوراثة عن الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، ولو كان بالكشف فعلى تقدير إمكان حصوله لغير الحجج (عليهم السلام)، فالعلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه لا يحصل لأحد إلّا بالتقوى وتهذيب السرّ من رذائل الأخلاق، قال الله تعالی: ﴿اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾ ولا يحصل التقوى إلّا بالاقتصار على الحلال والاجتناب عن الحرام، ولا يتيسّر ذلك إلّا بالعلم بالحلال والحرام، فمن أخبر عن شيء من حقائق الأشياء ولم يكن عنده معرفة بالحلال والحرام، فهو لا محالة كذّاب يدّعي ما ليس له. (ص٢٤٨-٢٤٩)
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٤٨
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٦٠
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يجد عبد طعم الإيمان حتّى يترك الكذب هزله وجدّه.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٤٩
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٦١
قال الصادق (عليه السلام): قال عيسى ابن مريم (عليه السلام) من كثر كذبه ذهب بهاؤه.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٥۰
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٦٢
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ينبغي للرجل المسلم أن يجتنب مؤاخاة الكذّاب، فإنّه يكذب حتّى يجيء بالصدق فلا يصدّق.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٥۰
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٦٣
قال الصادق (عليه السلام): إنّ ممّا أعان الله به على الكذّابين النسيان.
بيــان:
«إنّ ممّا أعان الله على الكذّابين»، أي أضرّهم به وفضحهم، فإنّ كثيراً ما يكذبون في خبر ثمّ ينسون ويخبرون بما ينافيه ويكذّبه، فيفتضحون بذلك عند الخاصّة والعامّة، قال الجوهري: في الدعاء: ربّ أعنّي ولا تعن عليّ.
«إنّ ممّا أعان الله على الكذّابين»، أي أضرّهم به وفضحهم، فإنّ كثيراً ما يكذبون في خبر ثمّ ينسون ويخبرون بما ينافيه ويكذّبه، فيفتضحون بذلك عند الخاصّة والعامّة، قال الجوهري: في الدعاء: ربّ أعنّي ولا تعن عليّ.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٥١
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٦٤
و روي عن أبي كاهل قال: وقع بين رجلين من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله) كلام حتّى تصادما، فلقيت أحدهما فقلت: ما لك ولفلان؟ فقد سمعته يحسن الثناء عليك، ولقيت الآخر، فقلت له مثل ذلك حتّى اصطلحا، ثمّ قلت: أهلكت نفسي وأصلحت بين هذين، فأخبرت النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال: يا أبا كاهل، أصلح بين الناس ولو بالكذب. ١
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٥٤
(١) ذكرها المجلسي (رحمة الله عليه) هذه الروایة وما بعدها بدون ذكر المصدر.
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٦٥
قال رجل للنبيّ (صلى الله عليه وآله) أكذب أهلي؟ قال (صلى الله عليه وآله): لا خير في الكذب، قال: أعدها وأقول لها؟ قال (صلى الله عليه وآله): لا جناح عليك.
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٥٤
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٦٦
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما لي أراكم تتهافتون في الكذب تهافت الفراش في النار؟ … كلّ الكذب مكتوب كذباً لا محالة، إلّا أن يكذب الرجل في الحرب، فإنّ الحرب خدعة، أو يكون بين رجلين شحناء فيصلح بينهما، أو يحدّث امرأته يرضيها.
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٥٤
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٦٧
قال عليّ (عليه السلام): إذا حدّثتكم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلأن أخرّ من السماء أحبّ إليّ من أن أكذب عليه، وإذا حدّثتكم فيما بيني وبينكم فالحرب خدعة.
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٥٤
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٦٨
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ارتكب شيئاً من هذه القاذورات فليستتر بستر الله.
بيــان:
ولأجل غموض إدراك مراتب المقاصد، ينبغي أن يحترز الإنسان من الكذب ما أمكنه، وكذلك مهما كانت الحاجة له، فيستحبّ أن يترك أغراضه ويهجر الكذب، فأمّا إذا تعلّق بغرض غيره، فلا يجوز المسامحة بحقّ الغير والإضرار به، وأكثر كذب الناس إنّما هو لحظوظ أنفسهم، ثمّ هو لزيادات المال والجاه ولأمور ليس فواتها محذوراً، حتّى أنّ المرأة لتحكي من زوجها ما تتفاخر به، وتكذب لأجل مراغمة الضرّات، وذلك حرام.
قالت أسماء: سمعت امرأة تسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت: إنّ لي ضرّة وأنا أتكثّر من زوجي بما لا يفعل أضارّها بذلك، فهل لي فيه شيء؟ فقال (صلى الله عليه وآله): المتشبّع بما لم يعط كلابس ثوبي زور، وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): «من تطعّم بما لم يطعم وقال لي وليس له وأعطيت ولم يعط كان كلابس ثوبي زور يوم القيامة»، ويدخل في هذا فتوى العالم بما لا يتحقّقه، ورواية الحديث الذي ليس يثبت فيه، إذ غرضه أن يظهر فضل نفسه، فهو لذلك يستنكف من أن يقول: لا أدري، وهذا حرام، وممّا يلتحق بالنساء الصبيان، فإنّ الصبيّ إذا كان لا رغبة له في المكتب إلّا بوعد ووعيد وتخويف، كان ذلك مباحاً.
نعم، روّينا في الأخبار أنّ ذلك يكتب كذبة، ولكنّ الكذب المباح أيضاً يكتب ويحاسب عليه، ويطالب لتصحيح قصده فيه ثمّ يعفى عنه، لأنّه إنّما أبيح بقصد الإصلاح ويتطرّق إليه غرور كثيرة، فإنّه قد يكون الباعث له حظّه وغرضه الذي هو مستغنٍ عنه، وإنّما يتعلّل ظاهراً بالإصلاح، فلهذا يكتب.
وكلّ من أتى بكذبة فقد وقع في خطر الاجتهاد، ليعلم أنّ المقصود الذي كذب له هل هو أهمّ في الشرع من الصدق أو لا؟ وذلك غامض جدّاً، فالحزم في تركه إلّا أن يصير واجباً بحيث لا يجوز تركه كما يؤدّي إلى سفك دم أو ارتكاب معصية.
كيف كان، وقد ظنّ ظانّون أنّه يجوز وضع الأخبار في فضائل الأعمال وفي التشديد في المعاصي، وزعموا أنّ القصد منه صحيح وهو خطأ محض، إذ قال (صلى الله عليه وآله): «من كذب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار» وهذا لا يترك إلّا لضرورة، ولا ضرورة ههنا، إذ في الصدق مندوحة عن الكذب، ففيما ورد من الآيات والأخبار كفاية عن غيرها.
ومن الكذب الذي لا يوجب الفسق ما جرت به العادة في المبالغة، كقوله: قلت لك كذا مائة مرة، وطلبتك مائة مرة، فإنّه لا يراد بها تفهيم المرّات بعددها، بل تفهيم المبالغة، فإن لم يكن طلب إلّا مرّة واحدة كان كاذباً، وإن طلب مرّات لا يعتاد مثلها في الكثرة فلا يأثم، وإن لم يبلغ مائة، وبينهما درجات يتعرّض مطلق اللسان بالمبالغة فيها لخطر الكذب. (ص٢٥٥-٢٥٨)
ولأجل غموض إدراك مراتب المقاصد، ينبغي أن يحترز الإنسان من الكذب ما أمكنه، وكذلك مهما كانت الحاجة له، فيستحبّ أن يترك أغراضه ويهجر الكذب، فأمّا إذا تعلّق بغرض غيره، فلا يجوز المسامحة بحقّ الغير والإضرار به، وأكثر كذب الناس إنّما هو لحظوظ أنفسهم، ثمّ هو لزيادات المال والجاه ولأمور ليس فواتها محذوراً، حتّى أنّ المرأة لتحكي من زوجها ما تتفاخر به، وتكذب لأجل مراغمة الضرّات، وذلك حرام.
قالت أسماء: سمعت امرأة تسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت: إنّ لي ضرّة وأنا أتكثّر من زوجي بما لا يفعل أضارّها بذلك، فهل لي فيه شيء؟ فقال (صلى الله عليه وآله): المتشبّع بما لم يعط كلابس ثوبي زور، وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): «من تطعّم بما لم يطعم وقال لي وليس له وأعطيت ولم يعط كان كلابس ثوبي زور يوم القيامة»، ويدخل في هذا فتوى العالم بما لا يتحقّقه، ورواية الحديث الذي ليس يثبت فيه، إذ غرضه أن يظهر فضل نفسه، فهو لذلك يستنكف من أن يقول: لا أدري، وهذا حرام، وممّا يلتحق بالنساء الصبيان، فإنّ الصبيّ إذا كان لا رغبة له في المكتب إلّا بوعد ووعيد وتخويف، كان ذلك مباحاً.
نعم، روّينا في الأخبار أنّ ذلك يكتب كذبة، ولكنّ الكذب المباح أيضاً يكتب ويحاسب عليه، ويطالب لتصحيح قصده فيه ثمّ يعفى عنه، لأنّه إنّما أبيح بقصد الإصلاح ويتطرّق إليه غرور كثيرة، فإنّه قد يكون الباعث له حظّه وغرضه الذي هو مستغنٍ عنه، وإنّما يتعلّل ظاهراً بالإصلاح، فلهذا يكتب.
وكلّ من أتى بكذبة فقد وقع في خطر الاجتهاد، ليعلم أنّ المقصود الذي كذب له هل هو أهمّ في الشرع من الصدق أو لا؟ وذلك غامض جدّاً، فالحزم في تركه إلّا أن يصير واجباً بحيث لا يجوز تركه كما يؤدّي إلى سفك دم أو ارتكاب معصية.
كيف كان، وقد ظنّ ظانّون أنّه يجوز وضع الأخبار في فضائل الأعمال وفي التشديد في المعاصي، وزعموا أنّ القصد منه صحيح وهو خطأ محض، إذ قال (صلى الله عليه وآله): «من كذب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار» وهذا لا يترك إلّا لضرورة، ولا ضرورة ههنا، إذ في الصدق مندوحة عن الكذب، ففيما ورد من الآيات والأخبار كفاية عن غيرها.
ومن الكذب الذي لا يوجب الفسق ما جرت به العادة في المبالغة، كقوله: قلت لك كذا مائة مرة، وطلبتك مائة مرة، فإنّه لا يراد بها تفهيم المرّات بعددها، بل تفهيم المبالغة، فإن لم يكن طلب إلّا مرّة واحدة كان كاذباً، وإن طلب مرّات لا يعتاد مثلها في الكثرة فلا يأثم، وإن لم يبلغ مائة، وبينهما درجات يتعرّض مطلق اللسان بالمبالغة فيها لخطر الكذب. (ص٢٥٥-٢٥٨)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٥٤
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٦٩
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الرجل يتكلّم بالكلمة يضحك بها الناس، يهوي بها أبعد من الثريا.
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٥٧
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٧٠
قالت أسماء بنت عميس: كنت صاحبة عائشة التي هيّأتها وأدخلتها على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعي نسوة قال: فوالله، ما وجدنا عنده قوتاً إلّا قدحاً من لبن، فشرب ثمّ ناوله عائشة، فاستحييت الجارية، فقلت: لا تردّين يد رسول الله، خذي منه، فأخذته على حياء فشربت منه ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): ناولي صواحبك، فقلن: لا نشتهيه، فقال (صلى الله عليه وآله): لا تجمعن جوعاً وكذباً، فقلت: يا رسول الله، إن قالت أحدنا لشيء يشتهيه: لا نشتهيه، أ يعدّ ذلك كذباً؟ قال (صلى الله عليه وآله): إنّ الكذب ليكتب، حتّى يكتب الكذيبة كذيبة.
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٥٨
الحديث: ٢۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٧١
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): من كذب في حلمه، كلّف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين.
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٥٩
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٧٢
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كثرة المزاح تذهب بماء الوجه، وكثرة الضحك تمحو الإيمان، وكثرة الكذب تذهب بالبهاء.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٥٩
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٧٣
قال عليّ (عليه السلام): لا يصلح من الكذب جدّ ولا هزل، ولا أن يعد أحدكم صبيّته ثمّ لا يفي له، إنّ الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال أحدكم يكذب حتّى يقال كذب وفجر، وما يزال أحدكم يكذب حتّى لا يبقى في قلبه موضع إبرة صدق، فيسمّى عند الله كذّاباً.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٥٩
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٧٤
قال الصادق (عليه السلام): لا تمزح فيذهب نورك، ولا تكذب فيذهب بهاؤك.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦۰
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٧٥
قال الصادق (عليه السلام): قال المسيح (عليه السلام): من كثر همّه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذّب نفسه، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر كذبه ذهب بهاؤه، ومن لاحی الرجال ذهبت مروّته.
المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦۰
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٧٦
قال الصادق (عليه السلام): إنّ فيمن ينتحل هذا الأمر لمن يكذب حتّى يحتاج الشيطان إلى كذبه.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦۰
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٧٧
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل، فإذا حرم صلاة الليل حرم بها الرزق.
المصدر الأصلي: علل الشرائع
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦۰
الحديث: ٢٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٧٨
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ لإبليس كحلاً ولعوقاً وسعوطاً: فكحله النعاس، ولعوقه الكذب، وسعوطه الكبر.
المصدر الأصلي: معاني الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦۰
الحديث: ٢٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٧٩
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا زعيم ببيت في ربض الجنّة، وبيت في وسط الجنّة، وبيت في أعلى الجنّة، لمن ترك المراء وإن كان محقّاً، ولمن ترك الكذب وإن كان هازلاً، ولمن حسن خلقه.
المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦١
الحديث: ٢٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٨٠
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربع من كنّ فيه فهو منافق، وإن كانت فيه واحدة منهنّ كانت فيه خصلة من النفاق حتّى يدعها: من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.
المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦١
الحديث: ٣۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٨١
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اعتياد الكذب يورث الفقر.
المصدر الأصلي: الخصال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦١
الحديث: ٣١
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٨٢
قال الصادق (عليه السلام): إنّ الله عزّ وجلّ جعل للشرّ أقفالاً، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، وأشرّ من الشراب الكذب.
المصدر الأصلي: ثواب الأعمال
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦٢
الحديث: ٣٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٨٣
سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله): يكون المؤمن جباناً؟ قال (صلى الله عليه وآله): نعم، قيل: ويكون بخيلاً؟ قال (صلى الله عليه وآله): نعم، قيل: ويكون كذّاباً؟ قال (صلى الله عليه وآله): لا.
المصدر الأصلي: المحاسن
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦٢
الحديث: ٣٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٨٤
قال الرضا (عليه السلام): إنّ رجلاً أتى سيّدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله، علّمني خلقاً يجمع لي خير الدنيا والآخرة.
فقال (صلى الله عليه وآله): لا تكذب، فقال الرجل: فكنت على حالة يكرهها الله، فتركتها خوفاً من أن يسألني سائل عملت كذا وكذا، فأفتضح أو أكذب فأكون قد خالفت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما حملني عليه.
المصدر الأصلي: فقه الرضا (عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦٢
الحديث: ٣٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٨٥
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يكذب الكاذب إلّا من مهانة نفسه.
المصدر الأصلي: الاختصاص
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦٢
الحديث: ٣٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٨٦
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المؤمن إذا كذب من غير عذر لعنه سبعون ألف ملك، وخرج من قلبه نتن حتّى يبلغ العرش، ويلعنه حملة العرش.
المصدر الأصلي: جامع الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦٣
الحديث: ٣٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٥١٨٧
قال الصادق (عليه السلام): الكذب مذموم إلّا في أمرين: دفع شرّ الظلمة، وإصلاح ذات البين.
المصدر الأصلي: جامع الأخبار
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٦٩
، ص٢٦٣