أعمال ما بقي من شهر شعبان المعظم التي ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان وأورد في شأنها الكثير من الروايات التي تحث علي صيامه وتبين فضله وجانبا من الأدعية المهمة التي تختص به، وهي متوفرة لكم في موقع السراج.
- مفاتيح الجنان
- » أعمال أشهر السنة
- » أعمال ما بقي من شهر شعبان
عن الرضا (صلوات الله وسلامه عليه) قال: «من صام ثلاثة أيام من آخر شعبان ووصلها بشهر رمضان كتب الله تعالى له صيام شهرين متتابعين». وعن أبي الصّلت الهروي قال: دخلت على الإمام الرّضا (عليه السلام) في آخر جمعة من شعبان، فقال لي: «يا أبا الصّلت، إنّ شعبان قد مضى أكثره، وهذه آخر جمعة فيه، فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه، وعليك بالإقبال على ما يعينك، وأكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن وتب الى الله من ذنوبك ليقبل شهر رمضان إليك وأنت مخلص لله عزّ وجلّ، ولا تدعنّ أمانة في عنقك إلاّ أدّيتها ولا في قلبك حقداً على مؤمن إلاّ نزعته ولاذنباً أنت مرتكبه إلاّ اقلعت عنه، واتق الله وتوكّل عليه في سرائرك وعلانيتك ومن يتوكّل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكلّ شيءٍ قدراً. وأكثر من أن تقول في ما بقي من هذا الشّهر: اللهُمَّ إن لَم تَكُن غَفَرتَ لَنا فيما مَضى مِن شَعبانَ فَاغفِر لَنا فيما بَقيَ مِنهُ، فإنّ الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشّهر رقاباً من النّار لحرمة هذا الشّهر.
وروى الشيخ عن حارث بن مغيرة النضري؛ قال: كان الصّادق (صلوات الله وسلامه عليه) يدعو في آخر ليلةٍ من شعبان وأوّل ليلة من رمضان:
اللهُمَّ إنَّ هذا الشَّهرَ المُبارَكَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ وَجُعِلَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ، قَد حَضَرَ فَسَلِّمنا فيهِ وَسَلِّمهُ لَنا وَتَسَلَّمهُ مِنَّا في يُسرٍ مِنكَ وَعافيَةٍ. يا مَن أخَذَ القَليلَ وَشَكَرَ الكَثيرَ إقبَل مِنّي اليَسيرَ. اللهُمَّ إنّي أسألُكَ أن تَجعَلَ لي إلى كُلِّ خَيرٍ سَبيلاً، وَمِن كُلِّ ما لا تُحِبُّ مانِعاً يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ، يا مَن عَفا عَنّي وَعَمَّا خَلَوتُ بِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، يا مَن لَم يُؤَاخِذني بارتِكابِ المَعاصي، عَفوَكَ عَفوَكَ عَفوَكَ يا كَريمُ، إلهي وَعَظتَني فَلَم أتَّعِظ، وَزَجَرتَني عَن محارِمِكَ فَلَم أنزَجِرُ، فَما عُذري فَاعفُ عَنّي يا كَريمُ، عَفوَكَ عَفوَكَ عَفوَكَ. اللهُمَّ إنّي أسألُكَ الرَّاحَةَ عِندَ المَوتِ، وَالعَفوَ عِندَ الحِسابِ، عَظُمَ الذَّنبُ مِن عَبدِكَ فَليَحسُنِ التَّجاوُزُ مِن عِندِكَ يا أهَلَ التَّقوى وَيا أهلَ المَغفِرَةِ، عَفوَكَ عَفوَكَ عَفوَكَ.
اللهُمَّ إنّي عَبدُكَ وبنُ عبدِكَ وبنُ أمَتِكَ ضَعيفٌ فَقيرٌ إلى رَحمَتِكَ، وَأنتَ مُنزِلُ الغِنى وَالبَرَكَةِ عَلى العِبادِ قاهِرٌ مُقتَدِرٌ أحصَيتَ أعمالَهُم، وَقَسَّمتَ أرزاقَهُم، وَجَعَلتَهُم مُختَلِفَةً ألسِنَتُهُم وَألوانُهُم خَلقاً مِن بَعدِ خَلقٍ ، وَلايَعلَمُ العِبادُ عِلمَكَ، وَلا يَقدِرُ العِبادُ قَدرَكَ، وَكُلُّنُا فَقيرٌ إلى رَحمَتِكَ فَلا تَصرِف عَنّي وَجهَكَ، وَاجَعَلني مِن صالِحي خَلقِكَ في العَمَلِ وَالأمَلِ وَالقَضاء وَالقَدَرِ. اللهُمَّ أبقِني خَيرَ البَقاءِ، وَأفنِني خَيرَ الفَناءِ عَلى موالاةِ أوليائِكَ، وَمُعاداةِ أعدائِكَ، وَالرَّغبَةِ إلَيكَ وَالرَهبَةِ مِنكَ، وَالخُشوعِ وَالوَفاءِ وَالتَّسليمِ لَكَ، وَالتَّصديقِ بِكِتابِكَ، وَاتِّباعِ سُنَّةِ رَسولِكَ. اللهُمَّ ما كانَ في قَلبي مِن شَكٍّ أو ريبَةٍ أو جُحودٍ أو قُنوطٍ أو فَرَحٍ أو بَذَخٍ أو بَطَرٍ أو خُيَلاء أو رياءٍ أو سُمعَةٍ أو شِقاقٍ أو نِفاقٍ أو كُفرٍ أو فُسوقٍ أو عِصيانٍ أو عَظَمَةٍ أو شَيءٍ لا تُحِبُّ فأسألُكَ يا رَبِّ أن تُبَدِّلَني مَكانَهُ إيماناً بِوَعدِكَ، وَوَفاءً بِعَهدِكَ، وَرِضاً بِقَضائِكَ، وَزُهداً في الدُّنيا، وَرَغبَهً فيما عِندَكَ، وَأثَرَةً وَطمأنينَةً وَتَوبَةً نَصوحاً، أسألُكَ ذلِكَ يا رَبَّ العالَمينَ.
إلهي أنتَ مِن حِلمِكَ تُعصى، وَمِن كَرَمِكَ وَجودِكَ تُطاعُ فَكَأنَّكَ لَم تُعصَ، وَأنا وَمَن لَم يَعصِكَ سُكّانُ أرضِكَ فَكُن عَلَينا بِالفَضلِ جَواداً، وَبِالخَيرِ عَوَّاداً، يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ، وَصَلّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صلاةً دائِمَّةً لا تُحصى وَلا تُعَدُّ وَلا يَقدِرُ قَدرَها غَيرُكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.