Search
Close this search box.
  • سورة التوحيد؛ طريقك إلى التوحيد…!
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

سورة التوحيد؛ طريقك إلى التوحيد…!

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة هي شفاء لكل داء

إن سورة الفاتحة من سور الشفاء في القرآن الكريم. لقد ورد في روايات متعددة إمكانية الاستشفاء بهذه السورة وأن من لم تنفعه الفاتحة لا ينفعه شيء. إن هذه السورة العظيمة في عالم الشفاء؛ مرشحة لشفاء الأبدان وكذلك الأرواح. ما المانع من أن أحدنا عندما يقرأ سورة الفاتحة في صلواته؛ يقول بينه وبين ربه: يا رب، إني أقرأ هذه السورة كجزء من الصلاة ولكنها سورة شافية؛ فاجعلها شفاء لما في صدري أيضا. ولذلك معروف في أوساط الخاشعين من المصلين؛ أن من أتقن التكبيرة ثم أتقن سورة الفاتحة، يُرجى أن يتقن سائر أركان الصلاة. إذ أن هذه الفاتحة هي بمثابة التأمين لسائر أركان الصلاة. فسل الله عز وجل أن يبعدك من الوساوس والأوهام والخواطر بتلاوتك لهذه السورة المباركة. ومن لم يخشع في التكبير والفاتحة والسورة؛ فهل يتوقع الخشوع في سائر الأركان والجزاء؟ فهو كمن بنى بيتا على أساس هش. من افتتح صلاته بالسهو قد لا يُقبل في الصلاة كلها. نعم، من ممكن في الركعة الثانية والثالثة أن يقبل؛ ولكنخ احتمال ضعيف.

كيف تكون سورة التوحيد ثُلث القرآن الكريم؟

ثم من السور المهمة التي نتلوها في صلواتنا هي سورة التوحيد. إن هذه السورة هي ثلث القرآن الكريم. ولكن كيف تكون هذه السورة ثُلث القرآن؟ هناك عدة توجيهات منها: أن ثواب قراءة هذه السورة؛ يعدل ثواب قراءة ثلث القرآن الكريم. ما المانع من أن يعطي رب العالمين لهذه السورة هذا الوزن العظيم؟ فهو المتفضل دائما وأبدا. إننا نرى البعض من الناس يأكل طعاماً خفيفاً تعدل وجبة ثقيلة. من قرأ هذه السورة ثلاث مرات فقد ختم القرآن الكريم.

من التوجيهات؛ أن المعارف القرآنية تحوم حول التوحيد والنبوة والمعاد، والإمامة هي في ضمن النبوة؛ فمن آمن بالنبي (ص) آمن بالوصي، لأن النبي هو الذي أوصى بالوصي من بعده. وهذه السورة قد تكفلت ببيان ثُلث المعارف. وقيل: إن التوحيد ذاتي وصفاتي وأفعالي؛ فهذه السورة تشير إلى توحيد الذات، فهي ثلث المعارف التوحيدية.

وقيل: أن القرآن كله إما عقائد وأما أحكام وإما سيرة. فلو حللت القرآن الكريم لرأيت أن كل آية لا تخلو من ارتباط بالعقيدة أو بالأحكام كالصيام والجهاد والحج أو بالسير كسيرة الأنبياء والمرسلين. ونجد في سورة التوحيد بيان لمجمل العقيدة. فيُمكن القول: أن هذه الثلثية هي في الثواب وفي المعارف القرآنية وفي بيان المعاني المتعلقة بالربوبية. وهناك معان أخرى يبحثها العلماء في كتب التفسير وهي معاني عظيمة لم يكن قد وصل إليها من كان قبلنا لأننا أصبحنا في آخر الزمان بمعنى من المعاني وقد روي عن إمامنا زين العابدين (ع) أنه قال: (إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلِمَ أَنَّهُ يَكُونُ فِي آخِرِ اَلزَّمَانِ أَقْوَامٌ مُتَعَمِّقُونَ فَأَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ»  وَ اَلْآيَاتِ مِنْ سُورَةِ اَلْحَدِيدِ إِلَى قَوْلِهِ «وَ هُوَ عَلِيمٌ بِذٰاتِ اَلصُّدُورِ »  فَمَنْ رَامَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ)[١].

المتعمقون في آخر الزمان وارتباطهم بسورة التوحيد

ففي آخر الزمان تتسع دائرة الأبحاث. ولهذا لو راجت تفاسير القرآن الكريم في هذا العصر الفعلي وفي هذا القرن؛ لوجدت أن علمائنا ألفوا من التفاسير ما لم يؤلف في القرون الماضية. ففي الفقه اليوم نحن في قمة الفقاهة وفي الأصول اليوم في قمة الأصول وفي بيان الأبحاث العقائدية كذلك علمائنا في القمة اليوم. إن عصرنا هذا هو عصر نضج العلوم؛ سواء في عالم المادة أو في عالم العقائد والمعنى. إن النهضة الصناعية في بلاد الغرب بلغت أوجها، والنهضة العلمية فقهاً وأصولاً وتفسيرا ورجالاً وكلاما قد بلغت اليوم الأوج. إن رب العالمين أنزل سورة التوحيد لهؤلاء المتعمقين في آخر الزمان. إن هذه السورة خطاب للخواص؛ فحاول أن تكون من الخواص الذين فهموا أسرار هذه السورة المباركة.

لا تشخع في الصلاة ما لم تفهم معاني هذه السور

هناك ما يسمى بالقلاقل الأربع التي نعوذ أنفسنا بها وهي: التوحيد والكافرون والفلق والناس. ولكن المطلوب منا بالإضافة إلى التعويذ، أن نفكر في مضامين هذه السور الأربع التي يوجد بينها اشتراك في المعنى. فسورتي التوحيد والكافرون متعلقتين بالقلوب. إننا في التوحيد نتعرف على صفات الخالق وفي سورة الكافرون نتبرأ من غير الله عز وجل، والغالب على التوحيد الإثبات، والغالب على الكافرون النفي. وإن أحدنا يعمر باطنه بالإثبات والنفي. وأما الفلق والناس ففيهما استعاذة من الآخرين كالأشرار ممن خلق الله ومن الحاسدين وهما بصورة عامة متعلقتان بالجوارح أو بالأمور الخارجية. سورتان للقلب وسورتان للخارج. فمن أتقن الفاتحة والسورة؛ تعتريه مشاعر الخشوع عندما ينحني أمام الله عز وجل. وعندما يسجد يحلق ويترقى في عالم القرب إلى الله عز وجل، ورتبة السجود أعلى من الركوع. وهذا التحليق هو لمن حلق في عالم المعاني أولا.

[١] الکافي  ج١ ص٩١.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • في آخر الزمان تتسع دائرة الأبحاث. ولهذا لو راجت تفاسير القرآن في هذا العصر؛ لوجدت أن علمائنا ألفوا من التفاسير ما لم يؤلف في القرون الماضية. ففي الفقه اليوم نحن في قمة الفقاهة وفي الأصول اليوم في قمة الأصول وفي بيان الأبحاث العقائدية كذلك علمائنا في القمة اليوم.
Layer-5.png