من يحاسب حساباً يسيرا

بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني واخواتي جمیعا ورحمة وبرکاته
من المواقف التي یبتلی بها المؤمن یوم القیامة موقف الحساب بین یدي الله عزوجل أولا لیس من المعلوم أن الإنسان عندما یخرج من قبره یُحاسب مباشرةً ینتظر دوره في الحساب إلی درجة هکذا سمعت روایة انا رأیتها بنفسي یطول الموقف إلی درجة یقول العبد اللهم حاسبنا ولو إلی النار یعني هذا القلق هذا الإنتظار، رأيتم بعض المساجین عندما یمکث في السجن فترة طویلة یقول للقاضي أحکم علي بالإعدام خلصنا من ما نحن فیه وبعض المساجین عندما یقال له هذا الخبر في قرارة نفسه یفرح یقول إنتهی الأمر في یوم القیامة هذا المعنی وارد الانسان ینتظر وینتظر إلی درجة مزعجة یقول حاسبنا ولو إلی النار.
علی کلٍ ولو إنه الملك الذي معك قال یا فلان أنت لست من أهل النار ولکن قف في هذا الصف في هذا الطابور خلف باب الجنة یوماً واحداً هذا الیوم کألف سنة من ما تعدون تخیل انسان یقف علی باب الجنة ألف عام ماذا یجري علیه؟ ولهذا في دار الدنیا بإمکاننا أن نختصر المسافة في هذه الدنیا القصیرة وفر علی نفسك ألف عام من الإنتظار بالعمل سنوات قلیلة في دار الدنیا کم قضیة مخیفة ومحزنة أن الإنسان بتقصیره في أيام قلائل یعیش حسرة الأبد فإذاً موقف الحساب من المواقف المخیفة هذا أولا وثانیا اذا لم یعلم الانسان النتائج الانسان لا یعلم بما یحکم علیه هب أن الله عزوجل غفر لك یقال من مواقف القیامة رب العالمین یعدد علیك السیئات فعلت کذا و فعلت کذا رب العالمین یتولی لعله حساب البعض یحدثه یکلمه یریه کتابه المهم الندامة والخجل ایضا هذا مزعج حتی لو غفر له ولهذا أحدنا والده یستدعیه لأجل مؤاخذة علی فعلٍ يعلم أن أباه سوف لا یعاقبه ولکن موقف الخجل بین یدي أبيه يذیبه، بعد هذه المقدمة ماذا نصنع لنخفف علی أنفسنا الحساب؟ طبعا ما یتعلق بالبرزخ والقیامة لا یؤخذ من خلال منام أو ما شابه ذلك هذه من أخبار الغیب لا نأخذ الغیب إلا من أهل الغیب من هم أهل الغیب؟ هم محمد وآله محمد،النبي مدینة العلم علی باب المدینة الأئمة في هذا المقام بحکم امیرالمؤمنین کلهم أبواب مدینة علم النبي.
الروایة اتفاقا عن النبي الأکرم صل الله علیه وآله وسلم ثلاث من کُن فیه حاسبه الله حسابا یسیرا لا نذکر کل روایات الباب في بعض الروایات أن قوماً یخرجون من قبورهم بأجنة یطیرون إلی الجنان یسرحون ویمرحون یقال لهم هل رأيتم حساباً؟ یقول ما رأينا حساباً جزتم صراطاً؟ یقولون ما رأينا صراطا المهم قسم من الناس هکذا من قبره إلی الجنة کما یقال في عرف الیوم رحلة من دون توقف إلی الجنة مباشرة لهم مواصفاتهم الآن في وقته سنذکر ولکن الحساب الیسیر هذا ایضا معنیً جید انسان في یوم یومین من أیام الدنیا أعني لا من أيام القیامة یقال اُدخل الجنة انتهی الحساب، من هم هؤلاء؟ طبعا هذه الصفات لیست هینة نحن نقولها باللسان ولکن من اُبتلي بها یعلم الثقل في ذلك وأدخله الجنة برحمة الجنة مضمونة والحساب یسیر ما هي مواصفاتهم؟ قالوا یا رسول الله وما هي؟ قال تعطي من حرمك، رحمٌ تطلب منه شیئاً أخاك عمك خالك غيره حتی الصدیق وهو متمکن کالعاده یقول لیس عندي وأنت تعلم أنه عنده ولکن الأیام تدور یراجعك في حاجة تقول له خذ لا أُعاملك بمثل ما عاملتني، طبعا هذا المعنی علی نفس غیر المؤمن اذا العذر متکرر فلان طلبت منه شیئا لا أعطاني فلا أُعطيه أبداً دعوته إلی عرس ولدي ما أتاني فلا أذهب إلیه أبداً المعاملة بالمثل، وتصل من قطعك هذه الجملة لعلها خاصة بالأرحام ولهذا قلنا في موقعه هذه اللیلة تُخیر نفسك بین زیارة هذا الأخ أو هذا الأخ؟ هذا الرحم أو هذا الرحم؟ انظر إلی قلبك أيهما تنفر منه اذهب لزیارته أما الذي دعاك إلی ولیمة وأنت تحبه تقول أذهب قربة إلی الله وأنت لست صادق تذهب للطعام وللأُنس بالکلام أما تذهب إلی انسان تحتمل أنه لا یفتح لك الباب أو یفتح لك الباب یقول إذهب مطروداً مثلا اذا زدت هکذا انسان هذا العمل یخرق العرش ولا بأس انسان یرجع من الرحم وقد أهانه یقول یارب هذه الأذیة لوجهك الکریم هذا الذُل الذي أصابني لوجهك الکریم هذا لعله خیر من الصلوات المستحبة الکثیرة.
وثالثا وتعفوا عم من ظلمك هذه ایضا بطولة انسان ظلمك یأتي بکلمة یقول یا فلان أعتذر منك انتهی الأمر، البعض منا بطیئ الإعتذار بطیئ القبول ولکن لیلة الجمعة یقرأ دعاء کمیل یقول یا سریع الرضا کیف توفق بین حالتك وبین هذا التوقع؟
روایة أخيرة في هذا المجال هذه الروایة متوجهة إلی الشباب عمرنا بین سکرة الشباب وبین عجز الشیخوخة، من بلغ الستین والسبعین صلاتة علی الکرسي لا یقوم اللیل الأمراض المزعجة لا یحتفظ بوضوئه البلاء کثیر ولکن أیام الشاب ایضا لا یعمل ولکن تکاسلاً، هنیئاً لك یا لقمان، لقمان ما کان نبیاً ولا وصیاً ولکن انظر الامام الصادق ینقل وصیة لقمان ورب العالمین نقل وصیتة في سورة بإسم لقمان باب الحکمة مفتوح لك إعلم إنك ستُسئل غداً اذا وقعت بین یدي الله عزوجل عن أربع شبابك فیما أبلیته؟ أنت الآن في الثلاثین، الثلاثین قمة الشباب متی بلغت؟ في الخمسة عشر أو قبل ذلك بالله علینا وعلیكم خمسة عشر سنة لو عصرتها لو کبستها ما هو العمل الذي يُعتد به؟ ما لك في هذه السنوات الخمسة عشر؟ والخمسة العشر الباقیة کالماضیة صلاة بلا توجه صیام بلا توجه إلی آخره وعمرك فيما أفنیته؟ الآن امضیت الثلاثین نصف العمر احترق تدارك النصف الثاني فیما أفنیته العمر لا الشباب ومالك ممن أکتسبته وفیما أنفقته؟ في دار الدنیا لا تُسئل عن الفواتیر ولکن في مواقف القیامة کلما صرفته علیك أن تدافع عنه اشتریت ما فیه الإسراف والتبذیر خوفاً من زوجتك اشتریت ما فیه الاسراف والتبذیر جلباً لرضاها علی حساب الخالق یوم القیامة دافع عن نفسك لا الزوجة تُسعفك ولا الاولاد یشفعولك فتأهب لذلك وأعد له جوابا.

إلهي بحق اولیایك بارك لنا فيما رزقتنا أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.