حدود الإنفاق

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

من منشائ المشاکل في حیاتنا من موجبات الوقوع في الاسراف والتبذیر والبخل ومنع الحقوق الواجبة کل هذه الابتلاءات المتعلقة بالملال کل ذلك یعود الی أمر واحد وهو أن أحدنا یری نفسه مالکاً لهذا المال ملكاً حقیقیاً فرق بین المِلك الحقیقي وبين المِلك الأمانتي مرة انسان یشتري هذا الکتاب من الأسواق هو مالك له عرفاً ومرة یستعیر هذا الکتاب من أحد المدة محدودة یقول اُعطیك هذا الکتاب في هذه الفترة بشرط أن لا تعطیه لفلان بشرط أن لا تکتب علیه شیئا مالك الکتاب یقیدك بکذا قید هذا في عالم البشر واما في التعامل مع رب العالمین مثل الحیاة الدنیا بین أیدینا کمثل الکتاب المستعار وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه أنت صاحب أمانة الناس یسمونك مالکاً في السجل العقاري هذا البیت بسمك ولکن هذه الملکیة إعتباریة والدلیل علی ذلك أمران اولاً لا یجوز لك أن تتصرف بالمال کما ترید لیس من حقك مثلاً أن تحرق هذا المنزل لو کنت مالکاً حقیقتاً لك الحق في ما ترید لو کانت هذه الدار ملکاً لك حقیقتاً من المفروض أن لا تفارقك ابداً اذا مات إبن آدم هذا المنزل ینتقل الی ورثتك هم المالکون الجدد اذاً الملکیة اعتباریة الدنیا بیدك أمانه، ما هي النتيجه؟ اولاً عندما تنفق لا تری منة في هذا الانفاق إن کان واجباً الأمر واضح هذا المال خمسه لله وللرسول اذاً أنت ما أعطیت من نفسك شیئا أمانة الله عندك أدیتها وإن کان الأمر مستحباً ایضاً رب العالمین هو صاحب الفضل علیك الآیة ماذا تقول؟ وآتي ذي القربی حقه والمسکین وإبن السبیل اذاً التفتوا الی کلمة وآتي ذی القربی حقه هذا حق المسکین في مالك اذاً أنت لست متفضلاً کثیرا لأنك أعطیت صاحب المال حقه اذاً النتیجة ماذا؟ الانسان عند الانفاق لا یعیش المنة علی أحد هذا اولاً بل یری المنة للفقیر هذا الفقیر بفقره صار سبباً لسعادتك في الدنیا والآخره.
وثانیاً اذا رأيت نفسك غیر مالك حقیقتاً لهذا المال الأثر الثاني الأقتصاد في الأنفاق والذین اذا أنفقوا لم یسرفوا ولم یغتروا وکان بین ذلك قواما لیس ببخیل المال مال الله أذن له أنت لماذا لا تنفق؟ هذه نفقة لائقة بالعائلة لماذا لا تعطي عائلتك النفقة الواجبه؟ ومن ناحیة لا تبذر! هذه الآیة اخواني من الآیات التي قل نظیرها في القرآن تخویفاً والمشکلة انها تنطبق علی المؤمنین أعني بالمؤمن الذي ینطق الشهادتین ویؤمن بائمة اهل البیت من المفروض هذا یکون من افضل خلق الله ولکن بالتبذیر ماذا یصبح؟ إن المبذرین کانوا أخوان الشیاطین وکان الشیطان لربه کفورا لا ادري ما وقع هذه الآیة في نفس الانسان المبذر! الآن قد یقول قائل ما وجه الشبه بین الشیطان وبین المبذر؟ الأخوة فیها سنخیة نقول هذا أخ القمار هذا أخ کذا من باب السنخیة الشیطان اتفاقا الآیة تبین وکان الشیطان لربه کفورا، کفورا مبالغة من الکفران! الشیطان ما أنکر وجود الله عزوجل کان یخاطب رب العالمین طلب من الله عزوجل فأنظرني الی یوم یبعثون یخاطب موجوداً اذاً الشیطان ما کان کافراً اعتقاداً مشکلة الشیطان أنه کفر بنعمة الله عزوجل أعطاه التوفیق لأن یعبد الله آلاف السنین ولکن في الأخیر استنکف من السجود لآدم! المبذر ایضا کذلك المبذر کافر بنعمة الله عزوجل هذا المال الذي بذر به أنفقه في غیر محله کان من الممکن أن یعطیها للفقراء والمساکین ما قام بهذا العمل؟ کفر بنعمة الله عزوجل فجعل المال في غیر موضعه وفي غیر محله.

إلهي أعذنا مما لا یرضیك وفقنا لما تحب وترضی اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا انك علی شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.