Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن الذي يحضر المائدة الإلهية ثم يقابل ذلك بكفران النعمة، فلا يأمن على نفسه هذا العذاب الذي هدد به حواري عيسى (ع)، إذ قال تعالى: {قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ}.. فالذي تنزل عليه هذه المائدة في ليلة القدر مثلاً، ثم في نهاره يبادر بالمعصية، لا شك في أنه سيكون عرضة للعقوبة الشديدة من الإدبار وقسوة القلب..
الكلمة:٢
إن الانتكاسات الإيمانية، تنتج بعد كفران النعمة كفراناً بليغاً.. فإذا كانت النعمة الإلهية كبيرة، وكان الكفران أيضاً كبيراً، ووقع الكفران بعد النعمة؛ فإنه ينكسر الإنسان أيما انكسار!..
الكلمة:٣
إن من صور الكفران: كفران نعمة رقة القلب.. فالإقبال القلبي بمثابة الضيف، الذي لو أكرم استقر في القلب، وإلا ارتحل من دون عودة.. والمعصية المباشرة بعد الإقبال، تسلب القلب رقته ليتحول إلى قلب مختوم عليه.
الكلمة:٤
إن الإنسان بعض الأوقات لا يكفر بالقول، وإنما يكفر بالعمل: كأن يتمنى غير ما وقع عليه، فكأنه يقول: يا رب أنت لم تكن موفقاً في قضائك وقدرك، ولم تكن حكيماً عندما سلبتني قرة عيني؟!..
الكلمة:٥
إذا رأيتم الإنسان يعيش حالة كفران النعمة، كأن تحسن إليه فلا يشكرك بكلمة.. بغض النظر عن المواقف، ورد الجميل.. فإن هذا الإنسان يُخشى عليه في يوم من الأيام، لأن هذه النفس التي لا تقيم وزناً لإنعام الآخرين؛ نفس تعيش حالة من الخلل.. فالذي يعيش حالة من الكفران مع المخلوقين، لا يُؤمَن أن يعيش حالة الكفران مع ربّ العالمين.
الكلمة:٦
إن الله -تعالى- يقول في كتابه الكريم: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}.. والبناء الإلهي على عدم سلب النعمة المعطاة، إلا إذا قام العبد بما يخالف تلك النعمة.. فالذي يرى في نفسه هداية واستقامة نسبية، ثم يتوجه إلى المنكر؛ فإنه سيصل إلى مرحلة لا يجد فيها حلاوة الإيمان في قلبه، بل قد يرى حلاوة الباطل في نفسه الميالة إلى الشهوة.. والعبد إذا وصل إلى هذه المرحلة، فإن حركته تسافلية إلى الهاوية ، بـ: دفع الشيطان من ناحية، والنفس الأمارة من ناحية أخرى.
الكلمة:٧
إن البعض يركز على الجانب السلبي في الحياة، فيرى ما حرم منه، ولا ينظر إلى ما أعطى من الامتيازات وإن كانت كثيرة!.. إن هؤلاء يجمعون في أنفسهم بين: الاضطراب الباطني، والتبرم من قضاء الله وقدره.. فالحق أن ننظر دائما إلى الأشد محرومية، بدلا من مد العين إلى ما متع الله -تعالى- به أزواجا منهم، زهرة الحياة الدنيا ليفتنهم فيه!..
الكلمة:٨
إن الذي يستعمل النعمة في غير المصير الذي رسم لها؛ هذا الإنسان يعد خارجاً عن الدائرة التي رسمها له رب العالمين.
الكلمة:٩
لو نظرنا إلى وضعنا: الإنسان يعيش حالة العجب من بني آدم!.. أحدنا يجلس على مائدة، قبل أن يقوم على الأقل يشكر صاحب المائدة، وبعض الأوقات يبدي خجله.. أما عندما يصل الأمر إلى رب العالمين، فهو غير مستعد أن يشكر الله بركعتي صلاة.. هذه الصلوات الواجبة لو جمعت، تأخذ نصف ساعة مع وقت الوضوء.. إن طبيعة الإنسان طبيعة ظلومة جهولة، كما يقول عن الإنسان: {قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}، الإنسان غير مستعد أن يشكر رب العالمين على نعمة الوجود.