Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن لازمة الفتوحات الربانية للعبد، ليس الاشتغال بالذاتيات وطلب الخوارق والمقامات.. وإنما ضريبتها الانطلاق لشكر هذه النعمة، من خلال تعريف القلوب التائهة بمصدر الإلفة، والحب الذي لا حدود له، كعدم محدودية باقي شؤونه..
الكلمة:٢
إن النعم تدوم بالشكر، بل إن الله -تعالى- وعد بالزيادة في نص الكتاب الكريم.. وليعلم أن الشكر الواقعي، هو تحويل النعمة إلى أداة لرضا الله تعالى، ولخدمة المخلوق.. فليس شكر نعمة المال -مثلا- أن يشكر العبد ربه في عالم الألفاظ، تاركا الإنفاق الواجب والمستحب.. والحال أن الله -تعالى- جعل في الأموال حقا معلوما للسائل والمحروم.. ولو عمل الناس بهذا الشكر العملي في نعمة المال، فهل يبقى فجوة فقر في حياة الأمة؟!..
الكلمة:٣
إن شكر النعمة، ليس بأن تأخذ سبحة وتقول مئة مرة: شكراً شكراً.. إنما شكر النعمة يكون في صرف النعمة فيما يرضي رب العالمين، كما في قوله تعالى {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ}، فليس كل إنسان يفعل الخير هو منعم.
الكلمة:٤
إن رب العالمين ليس بناؤه على تغيير النعمة المعطاة، فهذا خلاف الكرم.. والكرماء ليس من معدنهم ذلك!.. ولكن العبد بسوء اختياره لفعله، يقوم بما يوجب له سلب هذه النعمة: وهو كفران النعم.. وكفران النعم هو أن نستعمل النعمة في غير ما أمر الله عز وجل؛ لأن الله -تعالى- عندما أعطاك نعمة، علمك كيف تستغل هذه النعمة، مثلا: هذه الأيام عندما يشتري الإنسان سيارة، يكون معها كتيب صغير لكيفية استعمال هذه السيارة.. ورب العالمين خلق الإنسان، وأعطاه القوى الظاهرية والخارجية؛ ليعلمه كيف يعيش في هذه الحياة كما قال في كتابه الكريم: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا}.. فلم يقل: أكثركم عملا، ولكن قال: أحسنكم عملا!.. وهو الذي يحقق الهدف من هذه الخلقة.