Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن المذنبين من أقرب الناس إلى التكامل.. فالمذنب حتى المرهق في المعاصي، عندما يتوب له امتيازان: أولا: أنه تذوق كل شيء.. ثانيا: أنه دائماً منكسر..
الكلمة:٢
إن صلاة القضاء قد يكون لها دور في تكامل العبد، أكثر من صلاة الأداء.. والصلاة غير الخاشعة، قد يكون لها دور في تقريب العبد إلى ربه، أكثر من الصلاة الخاشعة.. والسبب هو حالة الاستحياء والخجل، وعدم العجب الذي ينتاب العبد.. فيسدده رب العالمين ببركة حالته هذه، ولهذا جاء في الحديث: (أنين المذنبين أحب إلي من تسبيح المسبحين).
الكلمة:٣
إن من منن الله -تعالى- على عبده، أن ستر على باطنه.. فمثل الملكات الخبيثة فيه كجيفة منتنة مجمدة، لا تظهر رائحتها الكريهة إلا عندما تذوب.. ومن هنا كان يوم القيامة هو اليوم الذي تبلى فيه السرائر.. فلنحسن سرائرنا، قبل أن ننفضح على رؤوس الأشهاد.
الكلمة:٤
إن صاحب المعصية، في كنف الله عز وجل، إن أبدوا حركة إيجابية (وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي).. فرب العالمين يبحث عن العاصين.. إذ أن أنين المذنبين أحب إلى الله -عز وجل- من تسبيح المسبحين.
الكلمة:٥
إن الله -عز وجل- أوحى لداود (ع): (يا داود!.. لو يعلم المدبرون عني شوقي لعودتهم، ورغبتي في توبتهم، لذابو شوقا إلي)!.. فرب العالمين يشتاق لتوبة عبده.. نعم، لأنه هو الذي خلقه، وهو الذي نفخ فيه روحاً من عنده.. فإذا كان الله -عز وجل- يشتاق إلى العاصين، وإلى توبتهم، فكيف بالمقبلين عليه!..
الكلمة:٦
لو أن الإنسان في صحراء، وفي ظلام الليل، وقد اشتد به الجوع والعطش، حتى أوشك الموت.. ثم رأى سيارة، أو طائرة إنقاذ تنتشله من هذا المصير؛ فهل يمكن تصور مدى فرحه؟!.. إن رب العالمين أشد فرحاً بتوبة عبده!.. ما قيمتنا نحن المذنبين حتى يفرح هذا الفرح!.. وفي هذا دعوة إلى الجميع أن يغير مساره، وليس المطلوب ترك الدنيا؛ إنما تغيير القلب الذي يتعامل مع الدنيا.
الكلمة:٧
الإنسان عندما يعصي، ثم يندم، ويتوب، ويستغفر، ويصلي؛ فإنه يحقق في صلاته درجة من القرب، لم يكن ليحققها في طاعته.. أي لو أنه لم يعص الله عز وجل، لكان يدعو دعاءً عادياً.. أما عندما يكون عاصياً؛ فإنه يدعو وهو خجل ودموعه على خديه، يطأطئ رأسه إلى الأرض، لا يدري ماذا يصنع، تضيق به الأرض على سعتها.. رب العالمين عندما ينظر إلى التائب على هذه الحالة، يعطيه منحة لا تُعطى للطائعين.. {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}؛ يحب التائب، ليس فقط يغفر له.. بل يحبه، ولكن بشرط واحد: أن لا يعود إلى المعصية مرة أخرى.
الكلمة:٨
يستحب للإنسان إذا قهقه، وضحك ضحكة الغافلين أن يقول: (اللهم!.. لا تمقتني).. فإذن، عليه أن يستغفر بعد كل وجبةٍ من وجبات الإلتهاء عن ذكر الله عز وجل.. وهذه بُشرى للمذنبين، إن الله -عز وجل- يحبُ الطائعين، ولكن الآية تقول: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين}.. والتواب: أي كثير التوبة.. ومن المعلوم أن كثير التوبة كثير الخطيئة أيضاً، فبعدد الخطايا يتوب، ومن هنا سميَّ تواباً.. والله -تعالى- يحب هذا الصنف: (أنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المرائيين).