Search
Close this search box.
الكلمة:١
كم من الجميل أن يحب الإنسان المؤمن لأخيه ما يحبه لنفسه، فيكون له مرآة لعيوبه، وفي نصحه أمين.. فبدلاً من أن يبادله حسداً، ويموت حسرة وكمداً؛ يبادر إليه ناصحاً بلزوم الشكر، ومذكراً إياه بأن الدنيا مزرعة الآخرة، وأن كل ما فيها من نعيم مصيره إلى زوال..
الكلمة:٢
إن للمؤمن على المؤمن حقوقا في أبعاد مختلفة.. فمنها البعد المادي: إذ أن مسألة المواساة بالمال وتفريج الكروب، من أعظم سبل التقرب إلى الله تعالى.. فترى القرآن الكريم يقرن الصلاة -وهي عبادة فردية- بالزكاة وهي عبادة اجتماعية.. ومع انفصال كل عن الآخر، لا يعطي كل منهما ثماره كاملة.
الكلمة:٣
إن من حقوق المؤمن على أخيه المؤمن؛ الاهتمام بالبعد النفسي.. فنحن نعلم أن الأذى النفسي والاضطراب الباطني، من أهم المشاكل التي تعيق العبد عن التقدم في المجال الدنيوي والأخروي.. ومن هنا كان تفريج همّ المؤمن -ولو بشطر كلمة- من موجبات انتشال ذلك الإنسان من هاوية مدمرة.
الكلمة:٤
نظراً لأن تفريج همّ المؤمن مرتبط بعالم ما وراء البدن، فإنه يلزم على من يريد أن يتصدى لهذا الجانب، أن يسعى لتكوين خبرة عالية في هذا المجال.. فإننا نلاحظ هذه الأيام، مدارس نفسية مختلفة لاكتشاف البواطن، وتقديم الحلول.. وهي وإن لم تكن مصيبة في كل أبعادها، إلا أنها تعين صاحب الفكر على أن يعطي سعيه الفطري الطبيعي، بعدا أكاديميا.
الكلمة:٥
ليس هناك ما يمنع شرعا وعقلا، أن يبحث الإنسان عن هموم الآخرين؛ بدلا من انتظار مراجعتهم له.. فإن البادئ بالإحسان خير من المجيب بعد الطلب.. فإن رأى الإنسان علامة من علامات الاضطراب السلوكي في أخيه المؤمن -وخاصة إذا كان من الأرحام- فعليه التعجيل بدراسة الحالة، واجتثاث جذور الفساد قبل استفحالها.
الكلمة:٦
إن من حقوق المؤمن على أخيه: حفظ كرامته الاجتماعية.. فإن الشارع المقدس حرم الغيبة -رغم تحقق العيب- لأنه لا يرضى أن ينشر ما يسيء إلى سمعة المؤمن.. إذ أن للمؤمن حالات متفاوتة، فقد يزل قدمه في مرحلة من المراحل.. وعليه، فلو شهر الإنسان عيب أخيه في مرحلة من مراحل الضعف، فقد كسره، بما يجعله لا يرجع إلى صوابه عندما يتأكد السقوط الاجتماعي على كل حال.
الكلمة:٧
إن علامة الأخوة في الله -عز وجل- أي الإنسان المؤمن لا يتوقع من أخيه شيئاً، بل يغتنم هو الفرص ليُسدي لأخيه معروفاً.. وإن رأى من أخيه معروفاً، يتحين الفرص ليردّ الكيل، أو يرد الأجر بأضعاف مضاعفة، فهذه هي صفة الإنسان المؤمن.
الكلمة:٨
يقول الإمام الجواد (ع): (من استفاد أخاً في الله، فقد استفاد بيتاً في الجنة).. إن هذا ليس بأخ، وإنما هذا سلّم إلى الجنة، وهو مقاولك لأن يبني الله لك بيتاً في الجنة.. فيكفي في الأخ المؤمن أنه إذا رآك على باطلٍ، نصحك.. وإذا رآك في ضيق أو همٍ أو غمٍّ، أخرجك مما أنت فيه.. حتى أن الأمر يصل بالإمام علي (ع) إلى أنه كان يتأوه لفراق أحبته، ومن كان مَن خالص مودته.
الكلمة:٩
لقد ورد عن الصادق (ع): (يأتي على الناس زمانٌ، ليس فيه شيء أعزّ من أخ أنيس، وكسب درهم حلال).. فمن وجد أخاً بهذه الصفة فليتشبث به، فإن هذا من كنوز الأرض.. والإنسان قد يرزق أخاً صالحاً، ولكن لسوء تصرفه، أو لغضبه، أو لمواقفه التي لا تطابق الشريعة، قد يُسلب هذه النعمة.
الكلمة:١٠
إن الإنسان المؤمن إذا أراد أن يقدم على أمر، وهو لا يعرف عدم صلاح ذلك الأمر أو عاقبته.. وأحب أن يستشير أخاه في هذا الأمر، فلا بأس قبل ذلك أن يتوسل إلى الله -عز وجل- ويطلب منه -تعالى- أن يجعل الخير على لسان أخيه المؤمن.. فالاستبداد في الرأي، وتصور بأنه لا رأي وراء رأيه، من صور الإخفاق في الحياة.
الكلمة:١١
إنّ كلّ موجود على وجه الأرض؛ شأنٌ من شؤون الله -عزّ وجلّ-.. لو قضيتَ حاجة هذا الموجود على أنه شأن من شؤون المولى؛ أجرك على الله -عزّ وجلّ-، لذا فمن كنوز البرّ قضاء حاجة المؤمنين.
الكلمة:١٢
يجب أن لا يماطل المؤمن بقضاء حاجة الطرف المقابل.
الكلمة:١٣
إن الحديث عن أي مؤمن، يستلزم الدقة في اختيار الكلمات؛ لئلا يزل بنا القدم حيث السقوط من عين الله تعالى.. ولكن لا بد من الالتفات إلى خطورة الأمر، عندما يكون الحديث عن رموز الدين، من الذين لم نعهد منهم إلا الخير.. فإن التجريح الذي لا مبرر له، يوجب وهن الدين في نظر عامة الناس، الذين يعرفون الدين من خلال حَمَلته.. وبالتالي، فإن من أدى حديثه إلى مثل هذا الوهن المستلزم للجرأة على المعاصي، سيشارك المنحرفين في إثمهم، وسيتجلى له ذلك في يوم تبلى فيه السرائر!.. فتأمل في هذا النص المروى عن الصادق (ع): (من روى على مؤمن رواية، يريد بها شينه، وهدم مروءته؛ ليسقطه من أعين الناس.. أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان؛ فلا يقبله الشيطان).
الكلمة:١٤
يحسن بالمؤمن أن يستشير في أمور حياته؛ أهل الفكرة والبصيرة.. فإن من شكا إلى المؤمن، فكأنما شكا إلى الله تعالى، ومن شكا إلى غيره فكأنما شكا الله تعالى.. كما يحسن الالتجاء لصلاة الاستخارة العامة؛ بمعنى القيام بركعتين، ثم الطلب من الله ما فيه الخير والعافية؛ ليكون ما يلقى في الروع -بعدها- إلهاما ربانيا.
الكلمة:١٥
يقول تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}؛ المؤمن لا ينظر إلى عالم الوجود بنظرة سوداوية، وإنما بنظرة بيضاء.. حيث أن كلّ ما في الوجود يذكره بالله عزّ وجل، لذا فهو رفيق بكلّ خلق الله عزّ وجل.
الكلمة:١٦
إن النظرة الأخوية تجعل الإنسان يتألم للخلاف بين المؤمنين، ولهذا إن أمكنه الإصلاح بين ذات البين، أقدم وإلا دعا بكلّ حرقة.. نحن مشكلتنا لا نعتد بالنية، بينما الحديث الشريف يقول: (نية المؤمن؛ خير من عمله)، والآية الكريمة تقول: {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى}.. هل يسعى الإنسان في قضاء حوائج أخوانه؟.. قال رسول الله (ص): (من عمل في تزويج حلال حتى يجمع الله بينهما؛ زوّجه الله من الحور العين، وكان له بكل خطوةٍ خطاها، وكلمةٍ تكلّم بها عبادة سنة).. من زوج مؤمناً، سواء تمت الصفقة أو لم تتم أخذ الأجر.. وهكذا في إصلاح ذات البين، عندما يصلح بين الطرفين المتخاصمين، أو يحاول الإصلاح؛ فإن ربّ العالمين يعطيه أجر المتصالحين.
الكلمة:١٧
إن المؤمن عنده خاصية استشعار قلبي، ينظر في المجتمع: ما الذي يحدث، وما الذي يجري؟.. من أشدّ الأمور التي تؤذي المؤمن، حالات الخلاف بين المؤمنين؛ لأن الخلاف بين المؤمنين أشبّه بالمستنقع، إذا انقطع عنه الماء يخرج منه كلّ ما هبّ ودب.. إذا صار الجو هكذا بين المؤمنين -جو خلاف- فكل شيء متوقع حتى القتل!..
الكلمة:١٨
إن علامة الأخوة في الله -عز وجل- أي الإنسان المؤمن لا يتوقع من أخيه شيئاً، بل يغتنم هو الفرص ليُسدي لأخيه معروفاً.. وإن رأى من أخيه معروفاً، يتحين الفرص ليردّ الكيل، أو يرد الأجر بأضعاف مضاعفة، فهذه هي صفة الإنسان المؤمن.
الكلمة:١٩
يقول الإمام الجواد (ع): (من استفاد أخاً في الله، فقد استفاد بيتاً في الجنة).. إن هذا ليس بأخ، وإنما هذا سلّم إلى الجنة، وهو مقاولك لأن يبني الله لك بيتاً في الجنة.. فيكفي في الأخ المؤمن أنه إذا رآك على باطلٍ، نصحك.. وإذا رآك في ضيق أو همٍ أو غمٍّ، أخرجك مما أنت فيه.. حتى أن الأمر يصل بالإمام علي (ع) إلى أنه كان يتأوه لفراق أحبته، ومن كان مَن خالص مودته.
الكلمة:٢٠
لقد ورد عن الصادق (ع): (يأتي على الناس زمانٌ، ليس فيه شيء أعزّ من أخ أنيس، وكسب درهم حلال).. فمن وجد أخاً بهذه الصفة فليتشبث به، فإن هذا من كنوز الأرض.. والإنسان قد يرزق أخاً صالحاً، ولكن لسوء تصرفه، أو لغضبه، أو لمواقفه التي لا تطابق الشريعة، قد يُسلب هذه النعمة.