الخطبة الثامنة والثمانون من خطب أميرالمؤمنين عليه السلام المذكورة في كتاب نهج البلاغة يصف فيها الجبارين الذين يمارسون معارك ضد الإنسانية ويدبرون المؤامرات والانقلابات ضد الحرية وتدفع الشعوب الثمن من خبزها ودمائها بأنهم في أيام مهلة وسينتقم منهم والمستضعفون سيتحررون ولكن بعد التضحيات والصبر على الشدائد ثم يتعجب من عدم اعتبارهم بما مضى والحال أن فيه كفاية لمكتفي.
فهرس نهج البلاغة
فهرس الخطب نهجالبلاغة
فهرس الكتب نهجالبلاغة
- نهج البلاغة
- » الخطب »
- الخطبة ٨٨
من خطبة له عليه السلام وفيها بيان للأسباب التي تهلك الناس
فيها بيان للأسباب التي تهلك الناس
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَقْصِمْ [يفصم] جَبَّارِي دَهْرٍ قَطُّ إِلَّا بَعْدَ تَمْهِيلٍ وَرَخَاءٍ، وَلَمْ يَجْبُرْ عَظْمَ أَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا بَعْدَ أَزْلٍ وَبَلَاءٍ، وَفِي دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَتْبٍ وَمَا اسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْبٍ مُعْتَبَرٌ، وَمَا كُلُّ ذِي قَلْبٍ بِلَبِيبٍ وَلَا كُلُّ ذِي سَمْعٍ بِسَمِيعٍ وَلَا كُلُّ نَاظِرٍ بِبَصِيرٍ. فَيَا عَجَباً! وَمَا لِيَ لَا أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هَذِهِ الْفِرَقِ عَلَى اخْتِلَافِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا، لَا يَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِيٍّ وَلَا يَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِغَيْبٍ وَلَا يَعِفُّونَ عَنْ عَيْبٍ، يَعْمَلُونَ فِي الشُّبُهَاتِ وَيَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ، الْمَعْرُوفُ فِيهِمْ مَا عَرَفُوا وَالْمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا، مَفْزَعُهُمْ فِي الْمُعْضِلَاتِ إِلَى أَنْفُسِهِمْ وَتَعْوِيلُهُمْ فِي الْمُهِمَّاتِ [المبهمات] عَلَى آرَائِهِمْ، كَأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فِيمَا يَرَى بِعُرًى ثِقَاتٍ [وثيقات وموثقات] وَأَسْبَابٍ مُحْكَمَاتٍ.