Search
Close this search box.
  • ذكرى ولادة صاحب العصر والزمان الإمام المنتظر (ع)
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

ذكرى ولادة صاحب العصر والزمان الإمام المنتظر (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم

ولادة الإمام المهدي (عجل الله تعالى له الفرج) في شهر شعبان المعظم

إننا في الأشهر الثلاثة؛ شهر رجب وشهر شعبان وشهر رمضان المبارك نشهد ولادة ثلاثة من المعصومين (ع). ولادة أمير المؤمنين (ع) في شهر رجب، وولادة الإمام المجتبى في شهر رمضان المبارك وولادة إمامنا المنتظر (عج) في شهر شعبان. شاء الله عز وجل أن يتم بدر الرسالة والدين بهذه الأنوار الطالعة.

اتباع الأسباب من قبل الإمام الإمام المهدي (عجل الله تعالى له الفرج)

حديثنا هو حول مولود شهر شعبان الكريم؛ الإمام الذي ننتظره جميعا. هناك تعبير للبعض وهو من غير الموالين، يقول: قولوا الإمام المنتظِر لا المنتظَر. إننا ننتظره وهو ينتظرنا. لو كان بناء الإمام (عج) على استعمال القدرة القاهرة، وعالم الإعجاز والكرامة؛ لظهر منذ أمد بعيد، ولكنه (عج) يريد منا أن نعد العدة لظهوره. صحيح أن خروجه متزامن مع الخوارق من صيحة السماء، والرعب يمشي أمامه، ومن سائر وسائل النصر التي يمده رب العالمين بها؛ ولكن القضية شبيهة بمعركة بدر.

إن النبي (ص) أدى ما عليه، وجيش الجيش، ورتب الميمنة والميسرة، وجعل على القلب أمير المؤمنين (ع)، وبعد ذلك نزل المدد الإلهي، وأتت ملائكة النصر. لولا هذا العمل النبوي لما جاء النصر الإلهي. ولهذا لم تنزل الملائكة في المعركة اللاحقة معركة أحد؛ لأن القوم التهوا بجمع الغنائم، وتذكروا الدنيا فخُذلوا في مرحلة من المراحل، وإن نَصَرَهم الله لاحقاً.

الملائكة المنتظرة للإمام المهدي (عجل الله تعالى له الفرج)

وهو بالطبع إمام منتظَر. لا أننا نحن الذين ننتظره؛ بل تنتظره ملائكة السماوات. إننا عندما نرى مشهدا من المشاهد الظلم، ونرى قتيلاً قتل بظلم، ونرى من انتهك حقه، ومن اغتصب عرضه؛ نتألم كثيرا. وملائكة العرش وجودات رقيقة لطيفة وهم يستغفرون لمن في الأرض. إنهم في العرش وعينهم على الأرض. انظروا إلى لطافة هذه الوجودات المباركة. إن هذه الملائكة تضج إلى الله عز وجل من دم يسفك من حرام. إن الدم الحرام عندما يسفك؛ هناك ضجيج وعجيج في الوجود. إن عرش رب العالمين – بحسب الرواية المعروفة – يهتز لبكاء اليتيم أو يتأثر العرش بما فيه.

إن رب العزة والجلال هو أول الغاضبين على ما يجري على الأرض من حرام، وقد رويت روايات بهذا المضمون منها: (اِشْتَدَّ غَضَبُ اَللَّهِ عَلَى اَلْيَهُودِ)[١] وأمثال هذه.

انتظار الأنبياء له

وبالإضافة إلى الملائكة؛ فإن الأنبياء والمرسلون أيضا عينهم على الإمام المنتظر. إن نبي الله عيسى (ع) حي يرزق، ولعله يشهد الموسم أو يرى الموسم، ونبي الله خضر (ع) حي يرزق. والفرق بين الخضر وعيسى (ع) أن ذاك رفعه الله إليه ولكن الخضر يمشي في الأرض، ويفهم من بعض العبارات أنه يؤانس إمام زماننا، ولعل له خلوة معه.

إن الأنبياء في هذه الدنيا عاشوا وما تحققت آمالهم كما ينبغي نسبياً؛ وإلا نبي الله نوح (ع) الذي عاش قرابة ألف عام؛ ما آمن معه إلا قليل، ويقال: أنهم دون المائة. وموسى (ع) قد اتخذ قومه العجل من بعده في حياته. وكم آذوا عيسى (ع) في حياته؟ وقد رحل نبينا (ص) من هذه الأمة وقلبه ممتلئ بالهموم والأحزان. وكما قيل: إن الرزية كل الرزية في ذلك اليوم الذي طلب فيه قلماً ودواة ليكتب فقيل له ما قيل.

لم يرحل نبي من هذه الدنيا إلا وفي قلبه غصة وفي قلبه مرارة من هذه الأمم التي لم تطع أنبيائها؛ فضلاً عمن قتل منهم، وقُطع رأسه كيحيى (ع). ومنهم من نُشر منهم، ومنهم من أحرق. إن الأنبياء عانوا ما عانوا. وهؤلاء تحيى آمالهم بمحيي سنن المرسلين، ودارس أحكام النبيين. إن الإمام عندما يأتي؛ تتحق آمال الأنبياء والأوصياء وعلى رأس الأوصياء جده أمير المؤمنين (ع) الذي قتل مظلوماً. وعلى رأس الأوصياء جده الحسين (ع) الذي نقرأ في زيارته: (أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي اَلْخُلْدِ وَاِقْشَعَرَّتْ لَهُ أَظِلَّةُ اَلْعَرْشِ)[٢]. إن الملائكة إلى هذه الساعة يبكون على الحسين (ع) وأصحابه وهم شعث غبر على قبره، وكذلك الجن. وحتى والده العسكري (ع) وجده الهادي (ع) هما إمامان قتلا في ريعان شبابهما. تخيل حرقة إنسان قُتل والده في أيام شبابه؟

انتظار العالم لظهوره الشريف

وبإمكاننا القول: أن الجميع من العرش إلى الفرش ينتظره. وحق لإمامنا الصادق (ع) أن يخاطب المهدي (عج) ويقول: (سَيِّدِي غَيْبَتُكَ نَفَتْ رُقَادِي)[٣]. إن آبائه يخاطبونه بسيدي قبل ميلاده.

الهموم التي انفرد بحملها

لقد مضى أكثر من ألف عام وولده لا زال ينتظر. لقد قرأتم في التاريخ ما فعله هلاكو وأمثاله من جبابرة التاريخ، وفي زماننا هذا الذين حذوا حذوهُ ماذا يصنعون في الأمة؟ هل هذا يغيب عن إمامنا؟ إن أئمتنا (ع) عاشوا سنوات في هذه الدنيا ثم انتقلوا إلى مقعد صدق، وبقي هذا الوارث لهم ليتحمل من الغصص ما ليس بالهين. ولهذا لا نستبعد عندما نقول: إنه أكثر موجود بشري على وجه الأرض تحمل الغصص مدة وعدةً وشدة. هذا الإمام الذي لقب ووصف بأنه طاووس أهل الجنة.

[١] الأمالی (للصدوق)  ج١ ص١٥٠.
[٢] من لا یحضره الفقیه  ج٢ ص٥٩٤.
[٣] اثبات الهداة  ج٥ ص٩٠.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • هناك تعبير للبعض وهو من غير الموالين، يقول: قولوا الإمام المنتظِر لا المنتظَر. إننا ننتظره وهو ينتظرنا. لو كان بناء الإمام (عج) على استعمال القدرة القاهرة، وعالم الإعجاز والكرامة؛ لظهر منذ أمد بعيد، ولكنه (عج) يريد منا أن نعد العدة لظهوره.
  • أئمتنا (ع) عاشوا سنوات في هذه الدنيا ثم انتقلوا إلى مقعد صدق، وبقي هذا الوارث؛ الإمام المهدي (عجل الله تعالى له الفرج) ليتحمل من الغصص ما لا تقوم له السماوات والأرض. ولهذا لا نستبعد عندما نقول: إنه أكثر موجود بشري على وجه الأرض تحمل الغصص مدة وعدةً وشدة.
Layer-5.png