الخطبة التاسعة والثلاثون من خطب أميرالمؤمنين عليه السلام المذكورة في كتاب نهج البلاغة يشرح فيها حال أصحابه وتخاذلهم كعادتهم عن الدفاع عن الأوطان عند غزو معاوية ومرتزقته لها فترى الألم والأسى يفيضان من كلمات الإمام لأنه كان يهتم للإنسان أينما كان أكثر من اهتمامه بنفسه وأهله ولكن كيف للإمام وهو الحاكم أن ينفذ سلطانه إذا كانت القوى المعدة للتنفيذ تسمع ولا تجيب؟… ثم يبين أنهم لا يكترثون لأوامره إلا بعد فوات الأوان وهو بعد تحريضه وحثه لهم على الجهاد لا يخرج منهم إلا جيش قليل مكره كأنه ذاهب إلى الموت.
فهرس نهج البلاغة
فهرس الخطب نهجالبلاغة
فهرس الكتب نهجالبلاغة
- نهج البلاغة
- » الخطب »
- الخطبة ٣٩
من خطبة له عليه السلام خطبها عند علمه بغزوة النعمان بن بشير صاحب معاوية لعين التمر
خطبها عند علمه بغزوة النعمان بن بشير صاحب معاوية لعين التمر وفيها يبدي عذره، ويستنهض الناس لنصرته
مُنِيتُ بِمَنْ لَا يُطِيعُ إِذَا أَمَرْتُ وَ لَا يُجِيبُ إِذَا دَعَوْتُ. لَا أَبَا لَكُمْ، مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ رَبَّكُمْ؟ أَمَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ وَلَا حَمِيَّةَ تُحْمِشُكُمْ؟! أَقُومُ فِيكُمْ مُسْتَصْرِخاً وَأُنَادِيكُمْ مُتَغَوِّثاً فَلَا تَسْمَعُونَ لِي قَوْلًا وَلَا تُطِيعُونَ لِي أَمْراً حَتَّى تَكَشَّفَ الْأُمُورُ عَنْ عَوَاقِبِ الْمَسَاءَةِ فَمَا يُدْرَكُ بِكُمْ ثَارٌ وَلَا يُبْلَغُ بِكُمْ مَرَامٌ. دَعَوْتُكُمْ إِلَى نَصْرِ إِخْوَانِكُمْ فَجَرْجَرْتُمْ جَرْجَرَةَ الْجَمَلِ الْأَسَرِّ وَتَثَاقَلْتُمْ تَثَاقُلَ النِّضْوِ الْأَدْبَرِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ مِنْكُمْ جُنَيْدٌ مُتَذَائِبٌ ضَعِيفٌ، كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ.
حاشية السيد الشريف الرضي «ره»:
قال السيد الشريف أقول قوله (علیه السلام) «متذائب» أي مضطرب من قولهم تذاءبت الريح أي اضطرب هبوبها ومنه سمي الذئب ذئبا لاضطراب مشيته.