الخطبة السادسة والثلاثون من خطب أميرالمؤمنين عليه السلام المذكورة في كتاب نهج البلاغة والخطاب فيها للخوارج حين عزموا على الخروج وشق العصا وكان الإمام قد نبههم على خطأ رأيهم وعملهم وحذرهم من سوء العاقبة بأن يصبحوا صرعى عند النهر في نهروان بلا حجة ولا عذر لهم عند ربهم ويذكرهم بنهيه عن التحكيم واضطراره في نهاية المطاف إلى الرضوخ إلى أهوائهم فاختار أهون الشرين لأنهم سفهاء وأجلاف كانوا قد هددوا بتسليم الإمام لمعاوية.
فهرس نهج البلاغة
فهرس الخطب نهجالبلاغة
فهرس الكتب نهجالبلاغة
- نهج البلاغة
- » الخطب »
- الخطبة ٣٦
من خطبة له عليه السلام في تخويف أهل النهروان
في تخويف أهل النهروان في طرف صحراء حَرُوراء. وكان الذين خطّأوه في التحكيم قد نقضوا بيعته، وجهروا بعداوته، وصاروا له حرباً، واجتمع معظمهم عند ذلك الموضع، وهؤلاء يلقبون بالحَرُورِيّة، لما تقدم أن الارض التي اجتمعوا عليها كانت تسمى حَرُوراء، وكان رئيس هذه الفئة الضالة: حُرْقُوص بن زهير السعدي، ويُلقب بذي الثُّدَيّة (تصغير ثدية)، خرج إليهم أميرالمؤمنين يعظهم في الرجوع عن مقالتهم والعودة إلى بيعتهم، فأجابوا النصيحة برمي السهام وقتال أصحابه (عليه السلام) فأمر بقتالهم، وتقدم القتال بهذا الانذار الذي تراه، وقيل: إنه عليه السلام خاطب بها الخوارج الذين قتلهم بالنهروان.
فَأَنَا نَذِيرٌ لَكُمْ أَنْ تُصْبِحُوا صَرْعَى بِأَثْنَاءِ هَذَا النَّهَرِ وَبِأَهْضَامِ هَذَا الْغَائِطِ عَلَى غَيْرِ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا سُلْطَانٍ مُبِينٍ مَعَكُمْ. قَدْ طَوَّحَتْ بِكُمُ الدَّارُ وَاحْتَبَلَكُمُ الْمِقْدَارُ. وَقَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ هَذِهِ الْحُكُومَةِ فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ الْمُنَابِذِينَ [المخالفين]، حَتَّى صَرَفْتُ رَأْيِي إِلَى هَوَاكُمْ. وَأَنْتُمْ مَعَاشِرُ أَخِفَّاءُ الْهَامِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ وَلَمْ آتِ لَا أَبَا لَكُمْ بُجْراً وَلَا أَرَدْتُ لَكُمْ ضُرّاً.