حالة الشكر لدى المؤمن

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم

بسم الله الرحمن الرحیم

وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

بعض الأمور حقيقته في عالم الباطن في عالم الواقع ولكن جهلاً منا حبسناها في عالم الألفاظ الاستغفار جوهر الاستغفار الندامة المستغفر يرى قبح عمله ومن رأى قبح العمل إنزجر منه ومتى من أنزجر العبد من قبيح العمل تركه من تلقاء نفسه اذاً جوهر الأستغفار الندامة ولكن البعض حبسها في غالب اللفظ يستغفر الله بلسانه وحين يستغفر يتفق ينظر الى الحرام ايضا اذاً الأستغفار التوكل الأستعاذة هذه معاني في الباطن اللسان يكشف عما في باطنك بعد هذه المقدمة كلامنا الليلة في هذا المعنى الشكر حقيقة من الحقائق الانسان الشاكر هو ذلك الانسان الذي اولا يعرف أن هذه النعمة من المنعم يرى الأرتباط بين النعمة والمنعم اهل الدنيا اهل الباطل الكفرة الملاحدة هؤلاء لا ينظرون على النعم على أنها من الله عزوجل الآن نظرياً قد يعتقدون ولكن في مقام العمل ليس كذلك وهذا المثال يفضحنا جميعا لعلي انا وأمثالي هذا المثال يفضحني انا وأمثالي يدعوك انسان الى منزله يتفنن في الطعام طبعا يأتي بطعام من المطعم هو لم يبذل شيئا الا المال لم يتعب لم يجمع لا يجمع الآنية لا يغسل الآنية الى آهره ولكن أحدنا بعد الفراغ من المائدة كم يشكره يطأطأ رأسه فلان أخجلتنا فلان كيف نشكر هذه الوليمة وخاصة اذا كان الشخص جديد المعرفة بك رآك في الحرم في بلدة أجنبية بمجرد معرفة عابرة دعاك الى المنزل وأعطاك ما اعطاك ولكن بالله عليك عندما تأكل الطعام ولا تقول الهي لك الحمد والشكر كم انا وأمثالي جاهل صاحب المائدة بالغت في شكره ولكن المنعم بالإصالة خالق الطعام ما شكرته اذاً لا تقل انا شاكر لأنك لم تعلم المنعم لم تلتفت الى المنعم.

ثانيا شكر كل نعمة من جنس تلك النعمة نعمة البصر أن لا تسلط عينك على الحرام نعمة اليد أن لا تضرب بها بريئا نعمة السمع أن لا تسمع الحرام وهكذا أن تقول يارب شكرا على آلائك شكراً على هذه النعم وأنت تعصيه بجوارحك هذا شكر كاذب اذاً شكر النعم بأي شيء؟ شكر كما في بعض الروايات بالورع عن محارم الله عزوجل لكل جارحة طاعة ومعصية جارحة العين طاعتها بتلاوة القرآن بقرائة الكتاب النافع المخالفة بالعين نعرفها ايضا الشكر بهذين الأمرين بأداء الواجب وترك الحرام ما أنعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه أن يكون قلبك مدركاً وحمد الله ظاهرا بلسانه فتم كلامه حتى يؤمر له بالمزيد لئن شكرتم لأزيدنكم من يقرأ اللغة العربية يعلم اللام للتأكيد النون للتأكيد وقائله هو ذلك الذي لا خلف لقوله اذاً اليوم فهمت المادة يا طالب العلم قل ياربي شكرا لتعطى ذكائاً أكثر أنت صاحب المحل ربحت اليوم ربحاً أشكر الله عزوجل لتعطى أكثر وهكذا.

ولهذا ايضا من مصاديق هذا المعنى أحدكم يدخل المسجد يتفق يأتي للمسجد يصلي الفريضة قلبه لا يتوجه الى الله أبداً جسمه دخل وخرج قلبه في السوق قلبه عند زوجته قلبه يفكر في متاع الدنيا ولكن يتفق قبل المجيء الى المسجد قمت بعمل صالح أتصلت بمؤمن أدخلت على قلبه سروراً دفعت صدقة على الباب تلك الليلة ذلك اليوم أقبلت في صلاتك اذا صدر منك الخشوع وتحقق أسجد لله شكرا قل يارب كررها ما أنعم على عبد بنعمة اعظم من نعمة الأقبال لئن شكرتم لأزيدنكم بل من آداب الشكر تذكرت أنه قبل مثلا فترة أنعم الله عليك بنعمة الآن تذكرتها أسجد لله شكرا النبي كان في سفر يسير على ناقة إذ نزل فسجد خمس سجدات نحن عادة نسجد واحدة أو سجدتين فلما أن ركب قالوا يا رسول الله انا رأيناك صنعت شيئا لم تصنع هذا أمر طيب بعض صحابة النبي كان يكثر من السئوال البعض كان ساكتاً هكذا ينظر ولكن بعض الصحابة كان فطنا يعني يا رسول الله ما هذه السجدات الخمس؟ قال نعم أستقبلني جبرئيل فبشرني ببشارات من الله عزوجل فسجدت لله شكراً لكل بشرى سجدة اذاً كلما سمعت خبراً مفرحاً نعمة تعود هكذا إن تسجد لله عزوجل شكراً.

الذي لا يشكر ماذا جزائه؟ طبيعي لئن شكرتم لأزيدنكم العكس ايضا هو الصحيخ من أعطي النمعة ولم يشكر الامام الصادق عليه السلام يقول صارت عليهم وبالاً تعطى نعمة المال انسان يرث من أبيه مالاً وافراً في ليلة واحدة يصبح أثرى الأثرياء لا يشكر هذه النعمة لا يصرفها في الخير هذا المال يصبح وبالاً عليه.

رواية أخيرة حديث قدسي خطاب من الله عزوجل لكليمه موسى عليه السلام قال يا موسى أشكرني حق شكري لو لم يكن موسى مخاطباً مثلا قال مثلا الهي شكرا ألف مرة آلاف المرات ولكن موسى يعلم مقام الربوبية قال يا رب كيف أشكرك حق شكرك هذا لا يمكن يعني وليس من شكر أشكرك به الا وأنت أنعمت به علي الآن وردت عليك نعمة قلت شكرا هذا الشكر نعمة قل شكراً على نعمة الشكر الشكر الثاني نعمة قل شكراً ثالثاً على نعمة الشكر الى ما لا ينتهي يعني تقول يارب الى متى أشكرك؟ كل شكر يستلزم شكراً موسى علم ماذا يجيب اذاً موسى أعترف يعني يارب حق شكرك لا يمكن فجاء الجواب يا موسى شكرتني حق شكري لم؟ لأنه أعترف بالعجز عجزه هذا نعم الشكر يا موسى شكرتني حق شكري حين علمت أن ذلك مني هذه الحالة الباطنية من الأستحياء والخجل من الله عزوجل هذا هو الشكر نعم الشكر.

إلهي لك الحمد والشكر على كل نعمك اللهم لك الحمد والشكر أن جعلتنا من امة نبيك المصطفى وآله اللهم ثبتنا على ولايتهم في الدنيا وأرزقنا جوارهم في العقبى انك على كل شيء قدير والفاتحة مع الصلوات.