الشيخ حبيب الكاظمي
نص المحاضرة (النسخة الأولية)
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
من أهم الجوارح التي توجب السعادة والشقاء في آنٍ واحد هي جارحة اللسان، اللسان یمثل الجارحة الصادرة تُصدر المعلومة العین تتلقی المعلومة تُبصر العین لا تُحدث شیئاً ما هو في الخارج ینتقل عبر الشبکیة إلی مخ الانسان أو إلی مکان آخر، الاُذن تنقل المعلومات الذبذات الصوتیة إلی آخره اللمس والشم کذلك الإنسان یلمس یتأثر بالخارج یشم الروائح اذاً اللمس والشم والبصر والسمع کلها جوارح متلقیة، الجارحة الوحیده التي تُصدر المعاني هو اللسان! اللسان یُنشأ المعنی طبعا یُنشأ المعنی القلب الفکر اللسان مُعبر بتعبیر الشاعر إن الکلام لفي الفؤاد وانما جُعل اللسان علی الفؤاد دلیلا وطبعا هذه من آیات الله الکبری اختلاف ألسنتکم وألوانکم المعنی في القلب یترکب المقدمة المؤخرة الصغری الکبری النتیجة هذه الافکار تتنقل إلی الفکین إلی اللسان إلی الحلقوم تفاعلات مذهلة حتی أحدنا یقول جملة هناك کما یقال خلف الکوالیس من تفاعلات عجیبة، وأخیرا اللسان یعبر اذاً اللسان من أهم الجوارح في بني آدم اللسان مرتبط بالقلب بالفکر ما یدور في فکرك تبینه بلسانك عندما تُفحش في القول الذنب لیس ذنب اللسان قلبك یقلي القلب الغضوب یجعل اللسان غضوباً؛ عندما تُلین القول ایضا القلب في حالة حُب لمن تواجه الآن بالحلال أو بالحرام اللسان یُعبر.
ومن هنا الروایات في هذا الباب کثیرة الآیات معبرة من أراد النجاة فلیسیطر علی لسانه الآن أفکارك لیست بیدك کما یقال طائر الخیال هواجسك لیست بیدك تريد أن تقول شیئاً قلبك یقلي علی الطرف طبعا بغیر حق، غلیان القلب هب أنه لیس بیدك سلمنا وإن کان هذا اول الکلام بني آدم یصل إلی مرحلة یتحکم في حبه وبُغضه هکذا المطلوب ولکن سلمنا المشاعر الحب والبغض لیست بیدك لسانك بیدك رب العالمین جعل الأسنان بمثابة حدیدة الزنزانة وشفتین یعني أربعة حواجز إخزن لسانك اذا کان في قلبك تفاعل هذا التفاعل لا تُظهره الا وأنت ترید.
بعد هذه المقدمة ننتقل إلی ما قیل في هذا الباب؛ داوود النبي صلوات الله علیه یوصي سلیمان هذا الذي اُعطي له من الملك ما اُعطي یا بني علیك بطول الصمت الا من خیر اجعل الأصل هو السکوت لا الأصل هو الهدر الأصل هو السکوت؛ ترید أن تتکلم ابحث عن کلامك موضعاً هذا یرجح لا یرجح؟ کلامك واحب کلامك مستحب لا تتکلم الا وأنت قد قلبت الأمر تقلیباً، امیرالمؤمنین علیه السلام ایضا یضیف کلمة قلنا الأصل هو السکوت ولکن لا بمعنی أن تکون أخرس اذا رأيت الکلام فیه فائدة حکمة اصلاح ذات بین موعظة شفقة محبة حتی تذکر مزاحا باطلا لا حراما لغواً لتدخل السرور علی اخیك اخوك مهموم بمزحة یبتسم هذه الإبتسامة مرضیة عند الله عزوجل اذاً لا خیر في الصمت عن الحکم کما أنه لا خیر في القول بالجهل، اذاً الصمت لیس دائما مرغوباً الکلام یُرغب في حینه والصمت في حینه.
اخواني هناك نقطة مهمة اذا أردت أن تعرف مستوی انسان موقعه أو إلی نفسك أنت مرة مشغول بالعمل أي عمل كان وأنت مشغول بالعمل فکرك في العمل تتکلم مع زوجتك هنالك انسان امامك ولکن وأنت ساکت تسوق دابتك أنظر إلى نفسك إن کنت ساهیا لاهیاً اعلم أن عمرك یذهب هدراً ترید أن تنام لا یأتيك النوم تتغلب علی الفراش یمیناً وشمالاً عمر ضائع وأنت في الطابور ترید أن تُنجز معامله امامك طویل ساعة من الزمان وأنت تفکر في کل رطب ویابس أنت خاسر، أنت موظف في هذه الساعة لا عمل لك معروف الموظفین ساعاتهم المفیده ساعة ساعتان والبقیة یذهب هدراً إلی أن يأتيه المراجع یلعب بقلمه علی ورقة مثلا یلعب بجهازه یتصل بفلان من دون سبب المهم في أوقات الخلوة انظر إلی نفسك؛ النبي الأكرم یقول إن أولیاء الله سکتوا فکان سکوتهم ذکراً طبعا الذکر هنا أعم من الذکر والتذکر الذکر قد یکون لفظیاً وقد یکون فکریاً تعیش بین یدي الله عزوجل تعیش المعاني العلویة، ونظروا فکان نظرتهم عبرةً بعض الناس یذهب للمتاحف في العالم ینظر نظرة بلهاء ما القیمة؟ نظره عبرة الشاهد هنا ونطقوا فکان نطقهم حکمةً ولهذا البعض یقول اذا سکت یُصبح وجدي یصبح انساناً ثقیلا لا یُتحمل یقولون فلان ثقیل الدم لا یتکلم معقد متکبر یقول هذا المعنی ولکن عندما تتکلم بالحکمة في موضعه یُعلم قدرك، أنت طول الوقت ساکت في مجلس الهذارین ولکن تقول کلمة الکل یفتح فمه یُعلم أنك انسان حکیم سکوتك عن حکمةٍ.
رواية أخيرة عن امیرالمؤمنین کم یعلمنا من الدروس جائك ضیف انسان یقولون کل قادم له کرامة لا تستعمل قانون السکوت علی هذا المسکین تسکت امامه یری نفسه ضیفاً ثقیلا یتأذی یقول لکل قادم حیرةٌ یعني یستحي له هکذا تحیر فأبسطوه بالکلام اذا جائك ضیف هکذا إسترسل بالکلام معه لترفع تحیره لکل مقام مقال هکذا أدبنا أئمتنا بآدابهم.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج أبلغه عنا تحیة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.
