Search
Close this search box.
  • ما سبب حزن النبي ص ؟
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
النبي الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم کان مظهراً من مظاهر اللطف والرحمة بهذه الأمة بل هو المظهر الأتم من کان تعیینه علی المشرکین عندما دخل مکة فاتحاً البعض قالوا الیوم یوم‌ الملحمة یوم الإنتقام یقولون هکذا النبي غیر شعارهم قال الیوم یوم المرحمة رحمة من؟ من آذاه ایام إقامته بینهم هکذا النبي ولهذا قلبه الشریف یسع هذه الأمة بأوسع المعاني، من آثار هذه الشفقة هذه المحبة أنه کان یُبدي تخوفه علینا صلوات الله وسلامه علیه قبل قرون کان یفکر في حال الإمة في کل العصور هذه روایة من الروایات المعروفة عن النبي وإن وردت في غیر کتبنا إلا أن المضمون یطابق ما نحن فیه هکذا یُروی عن النبي الأکرم یوشك الأمم تتداعی علیکم تداعیة الأکلة علی قصعتها، یعني سیأتي یوم من الأیام تجتمع علیکم الأمم الواضح هنا الأمم غیر المسلمة وإلا الأمة المسلمة لا یعقل في حقها ذلك، النبي یُشبه کإجتماع الحیوانات علی قصعتها رأیتهم کیف تکالب الحیوانات المفترسة علی الضحیة؟ قال قائل منهم من قلةٍ نحن یومئذٍ هذا الضعف من القلة؟ فقال بل أنتم کثیر ولکنکم غثاءٌ کغثاء السیل، رأیتم السیل عندما یجري في الوادي هناك ماء حقیقي وهناك زبد علی الماء هذا الزبد لا یُعتنی به! یقولون النهر مثلا عمقه متران حسب الماء الذي فیه لیکن الزبد مثلا عشرات الأمتار لا یؤخذ به المقیاس إما یمکث في الأرض واما الزبد یقول القرآن فیذهب جفاءً ولینزعن الله من عدوکم المهابة منکم، عدوکم لا یخاف منکم ینزعن المهابة ولیقذفن في قلوبکم الوهن، تخیل عدو لا یخاف وأنت في قلبك ضعفٌ ما النتیجه؟ قال قائل یا رسول الله وما الوهن؟ قال حب الدنیا وکراهیة الموت! طبیعي من أحب الدنیا یتشبث بها یحاول أن یبقي هذه الدنیا علی حساب دینه، اذاً النبي الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم کان له هذا القلق هذا التخوف، أحد أصحابه دخل علیه (هذه روایة في المستدرك للمحدث النوري رحمه الله) یقول أحد اصحابه دخل علیه وهو نائم علی حصیر قد أثر في جنبه ننقل جزئیات الروایة لتعرفوا کیف کان یعیش النبي علی حصیرة بلا شيء یریحه أثر في جنبه قال أمعك أحد غيرك؟ (یعني جئتني وحیداً) قلت لا وحدي یبدوا النبي أراد أن یقول کلمة هذه الکلمة طبیعي مبکیة لم یُرد النبي أن یوخل التأثر علی قلوب اصحابه طبعا هذه العبارات لو وصلت الی الزهراء مثلا لعلها کانت تبکي بکاءً شدیداً قال أعلم أنه قد اقترب أجلي وطال شوقي إلی لقاء ربي وإلی لقاء اخواني الإنبیاء قبلي ثم قال لیس شيء أحب إلی من الموت ولیس للمؤمن راحة دون لقاء الله طبعا الموت للنبي لقاء الله المؤمن اذا رأی الموت لقاءً له ایضا حاله کحال النبي، اذاً الآن لم البکاء؟ قلت لمَ تبکي؟ اذا کان الموت لقاء الله هذا لا یبکي هذا یُدخل السرور قال وکیف لا أبکي وانا اعلم ما ینزل بأمتي من بعدي؟ لیس البکاء علی وضعي البکاء علی حال الأمة بعدي قلت وما ینزل من بعدك یا رسول الله؟ قال الأهواء المختلفة وهذا الذي وقع؛ من زمان النبي إلی یومنا هذا لم تجتمع کلمة المسلمین ابداً أي وقت في تأريخ الإسلام إجتمعت کلمة المسلمین، امیرالمؤمنین وصیه في الکوفة حاکم وفي الشام یجري ما یجري اذاً لم یتفق المسلمون علی کلمة.
وقطیعة الرحم النبي الأکرم بعد الأهواء ذکر قطیعة الرحم واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام؛ بعد السئوال عن التوحید رب العالمین عطف علی ذلك الأرحام طبعا علی معنی آخر ولکن علی أحد المعاني، وحب المال والشرف ایضا تحبون الدنیا الشرف یعني السمعة الجاه واظهار البدعة ما لیس في الدین تدخلوه في الدین.
روایة أخری نذکر سبب خوف النبي؛ إن أخوف ما أتخوف علی أمتي من بعدي هذه الکاسب المحرمة، في زمان النبي المکاسب المحرمة محدودة ولکن في زماننا هذا اذهبوا للأسواق لترون ما ترون من البضائع المحرمة اللحوم غیر المذکات ما فیه الشبهة معاملات الربویة المصارف الربویة هذه کلها من المکاسب المحرمة، والشهوة الخفية ايام النبي الشهوة متمثلة في النساء في الخارج ولکن أحدنا في غرفة مغلقة یری ما یری شهوة خفیة لعل النبي أراد من ذلك ما نحن فیه من وسائل الفساد والإفساد، والرباء النبي وضع یده علی خصوص الرباء في عصرنا هذا قوام الاقتصاد في العالم علی الملوك والمصارف وهي قائمة علی الرباء.
روایة أخیرة ایضا ملفتة أحدنا یتأذی ویتأسی علی ما کان یجري في قلب الحبیب المصطفی من الألم أکثر ما أتخوف علی أمتي من بعدي رجل یتأول القرآن یضعه علی غیر مواضعه یعني یلعب بالقرآن کما یرید وهذا الذي جری؛ من لم یکن في خط اهل البیت یطبق قوله ومن الناس من یشري نفسه إبتغاء الله علی قاتل امیرالمؤمنین اتفاقا هذه الروایة لیست في کتبنا الروایة تشیر إلی الذین تلاعبوا في کتاب الله عزوجل، ورجل یری أنه أحق بهذا الأمر من غیره اتفاقا تشیر هذه الروایة إلی مسئلة الولایة والوصایة النبي کان یخاف علی القرآن وعلی عترتة هکذا النبي ذهب من هذه الدنیا وفي قلبه ما في قلبه.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج أبلغه عنا تحیة کثیرةً وسلاما وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.