لقد أعجبتني هذه العبارات على هذا الموقع: (خصص في اليوم والليلة-على الأقل- مدة خمس دقائق لتفريغ الذهن من كل شاغل، والتوجه التام إلى العالم العلوي.. وليكن ذلك في مكان فارغ لا يشغلك فيه شيء من الصور والأصوات المزاحمة، لتعيش عينة-ولو مختصرة- من الخلوة مع الرب الودود.. ثم حاول أن توسع هذه الدقائق لتشمل الساعات الطوال، لترى شيئا من العجائب!).. وسؤالي هو: بماذا تنصحني لكي أستطيع القيام بهذه العبادة التي بها قوام السعادة!..

الجواب

الأمر يحتاج إلى ممارسة ومثابرة ومتابعة يومية.. ويقال إن الأساس في طريق السلوك إلى الله تعالى، هو الوصول إلى حالة العشق الإلهي، وهو يتوقف على معرفة الجمال الذي يترشح منه كل جمال في عالم الوجود.. فكما أن حالات العشق البشري تبدأ من نظرة إلى ذلك الجمال الفاني، فكذلك العشق الإلهي يبدأ من المعرفة الباطنية-التي هي أعمق من المعرفة الحسية- للجمال المطلق، والذي لو انقدح شيء منه في قلب العبد، لحول حياته رأسا على عقب، مستنكرا كل لذة في الوجود دونه!.. أولم تسمع إلى مناجاة إمامنا السجاد (ع) حيث يقول: (وأستغفرك من كل لذة بغير ذكرك، ومن كل راحة بغير أنسك، ومن كل سرور بغير قربك، ومن كل شغل بغير طاعتك)!.. والله تعالى أحرص على العبد من نفسه على نفسه، إذ لو تأملت في هذه العبارة الأخيرة، لانقدحت فيك كل دواعي الحركة والسير نحوه تعالى!.