Search
Close this search box.

باب في آداب ومستحبات الدفن والأدعية المأثور عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وكيفية تلقين الميت ذكره الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان وهو الباب الأخير من هذا الكتاب الشريف.

Layer 5

وينبغي أن ينزل القبر حافيا مكشوف الرأس محلول الأزرار ثم يتناول الميت فيه فيبدأ برأسه فيأخذه وينزل به القبر ويقول: بَسْمِ الله وَبِالله وَفِي سَبيلِ الله وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ الله اللّهُمَّ إيْمانا بِكَ وَتَصْدِيقا بِكِتابِكَ هذا ما وَعَدَنا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ الله وَرسُولُهُ اللّهُمَّ زِدْنا إيْمانا وَتَسْلِيماً، ثم يضجعه على جانبه الأيمن ويستقبل بوجهه القبلة ويحلّ عقد أكفانه من قبل رأسه ورجليه ويضع خدّه على التراب ويستحبّ أن يجعل معه شَيْئاً من تربة الحسين (عليه السلام) ثم يشرج عليه اللبن ويقول من يشرجه: اللّهُمَّ صِلْ وَحْدّتَهُ وَآنِسْ وَحْشَتَهُ وَارْحَمْ غُرْبَتَهُ وَأسْكِنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ رَحْمَةً يَسْتَغْنِي بِها عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ وَاحْشُرْهُ مَعَ مَنْ كانَ يَتَوَلاهُ مِنَ الائِمَّةِ الطّاهِرينَ، ويستحب أن يلقن الميت الشهادتين، وأسماء الأئمة (عليهم السلام) عند وضعه في القبر قبل تشريج اللبن عليه فيقول الملقن: يا فلان بن فلان ويذكر اسم الميت واسم أبيه:
اذْكُرِ العَهْدَ الَّذِي خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنْ دارِ الدُّنْيا شَهادَةَ أنْ لا إلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّ عَلَيَّاً أَميرُ المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنَ وَالحُسَيْنَ ويذكر الأئمة (عليهم السلام) واحداً واحداً إلى آخرهم أئمَّتُكَ أئمَّةُ الهُدَى الابْرارُ، فإذا فرغ من تشريج اللبن عليه أهال التراب عليه، ويهيل كل من حضر استحبابا بظهور أكفهم ويقولون عند ذلك: إنَّا لله وَإنَّا إلَيْهِ راجِعُونَ هذا ما وَعَدَنا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ، اللّهُمَّ زِدْنا إيْماناً وَتَسْلِيماً، فإذا أراد الخروج من القبر خرج من قبل رجليه ثم يطمّ القبر ويرفع من الأرض مقدار أربع أصابع، ولا يطرح فيه غير ترابه ويجعل عند رأسه لبنة أو لوحا ثم يصب الماء على القبر، يبدأ بالصبّ من عند الرأس، ثم يدار من أربع جوانب القبر حتى يعود إلى موضع الرأس، فإن فضل من الماء شيء صبه على وسط القبر، فإذا سوّى القبر وضع يده على القبر من أراد ذلك ويفرج أصابعه ويغمرها فيه ويدعو للميّت فيقول: اللّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتَهُ وَارْحَمْ غُرْبَتَهُ وَأسْكِنْ (وَآمِنْ) رَوْعَتُهُ وَصِلْ وَحْدَتَهُ وَأسْكِنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ رَحْمَةً يَسْتَغْنِي بِها عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ وَاحْشُرْهُ مَعَ مَنْ كانَ يَتَوَلاّهُ. فإذا انصرف الناس عن القبر تأخر أولى الناس بالميّت ويترحم عليه وينادي بأعلى صوته إن لم يكن في موضع تقيّة: يا فلان بن فلان يذكر اسم الميت واسم أبيه: الله رَبُّكَ وَمُحَمَّدٌ نَبِيُّكَ وَالقُرْآنُ كِتابُكَ وَالكَعْبَةُ قِبْلَتُكَ وَعَلِيُّ إمامُكَ وَالحَسَنُ وَالحُسَيْنُ ويذكر الأئمة واحداً واحداً أئمَّتُكَ أئمَّةُ الهُدَى الابْرارُ.
أقول: يستحب تلقين الميت في ما عداً حال الاحتضار في موضعين:
الأول: عندما يوضع في القبر والأفضل أن يقبض على منكبه الأيمن باليد اليمنى وعلى الأيسر باليسرى فيحرّكه ويلقنه.
الثاني: بعد الدفن، فيستحب أن يجلس الوليّ أي أقرب الناس إليه عند رأسه بعد انصراف الناس فيلقنه برفيع صوته ويحسن أن يضع راحتيه على القبر ويقرب فاه منه ولا بأس بأن يستنيب الوليّ للتلقين.
وفي الأحاديث أنّ الميّت إذا لُقّن هذا التلقين قال منكر ونكير: قد لقنوه فلا حاجة إلى سؤاله فلننصرف، فينصرفان عنه ولا يسألانه.
قال العلامة المجلسي (رضي الله عنه): التلقين الجامع هو أن يقول المُلقِّن:
إسْمَعْ إفْهَمْ يا فُلانُ بْنُ فُلانٍ وليذكر اسمه واسم أبيه هَلْ أنْتَ عَلى العَهْدِ الَّذِي فارَقْتَنا عَلَيْهِ مِنْ شَهادَةِ أنْ لا إلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَسَيِّدُ النَّبِيِّينَ وَخاتَمُ المُرْسَلِينَ، وَأنَّ عَلَيَّاً أمِيرُ المُؤْمِنِينَ وَسَيِّدُ الوَصِيِّينَ وَإمامٌ افْتَرَضَ الله طاعَتَهُ عَلى العالَمِينَ، وَأنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ وَعلِيَّ بْنَ الحُسَيْن وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ وَعَلِيَّ بْنَ مُوسَى وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَعَلِىٍَّّ بْنَ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَالقائِمَ الحُجَّةَ المَهْدِيَّ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أئِمَّةُ المُؤْمِنِينَ وَحُجَجُ الله عَلى الخَلْقِ أجْمَعِينَ، وَأئِمَّتُكَ أئِمَّةُ هُدى أبْرارٌ.
(يا فُلانَ بْنَ فُلانٍ) إذا أتاكَ المَلَكانِ المُقَرَّبانِ رَسُولَيْنِ مِنْ عِنْدِ الله تَبارَكَ وَتَعالى وَسَألاكَ عَنْ رَبِّكَ وَعَنْ نَبِيِّكَ وَعَنْ دِينِكَ وَعَنْ كِتابِكَ وَعَنْ قِبْلَتِكَ وَعَنْ أئِمَّتِكَ فَلا تَخَفْ وَقُلْ فِي جَوابِهِما: الله جَلَّ جَلالُهُ رَبِّي، وَمُحَمَّدٌ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيِّي، وَالاسْلامُ دِينِي، وَالقُرْآنُ كِتابِي، وَالكَعْبَةُ قِبْلَتِي، وَأميرُ المُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ إمامِي، وَالحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الُمجْتَبى إمامِي، وَالحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الشَهِيدُ بِكَرْبَلاَء إمامِي، وَعَلِيُّ زَيْنُ العابِدِينَ إمامِي، وَمُحَمَّدٌ باقِرُ عِلْمِ النَّبِيِّينَ إمامِي، وَجَعْفَرٌ الصادِقُ إمامِي، وَمُوسَى الكاظِمُ إمامِي، وَعَلِيُّ الرِّضا إمامِي، وَمُحَمَّدٌ الجَوادُ إمامِي، وَعَلِيُّ الهادِي إمامِي، وَالحَسَنُ العَسْكَرِيُ إمامِي، وَالحُجَّةُ المُنْتَظَرُ إمامِي؛ هؤُلاِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أجْمَعينَ أئِمَّتِي وَسادَتِي وَقادَتِي وَشُفَعائِي، بِهِمْ أتَوَلّى وَمِنْ أعْدائِهِمْ أتَبَرَّأُ فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ. ثُمَّ إعْلَمْ يا فُلانَ بْنَ فُلانٍ أَنَّ الله تَبارَكَ وَتَعالى نِعْمَ الرَّبُ، وَأنَّ مُحَمَّداً صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ نِعْمَ الرَّسُولُ، وَأنَّ أميرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أبَي طالبِ وَأوَلادَهُ الائِمَّةَ الاحَدَ عَشَرَ نِعْمَ الائِمَّةَ، وَأنَّ ماجاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ حَقُّ، وَأنَّ المَوتُ حَقٌّ وَسُؤالَ مُنْكَرٍ وَنَكيرٍ فِي القَبْرِ حَقُّ وَالبَعْثَ حَقُّ وَالنُشُورَ حَقُّ وَالصِّراطَ حَقُّ وَالمِيزانَ حَقُّ وَتَطايُرَ الكُتُبِ حَقُّ وَالجَنَّةَ حَقُّ وَالنَّارَ حَقُّ، وَأنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لارَيْبَ فِيها، وَأنَّ الله يَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ.
ثم يقول: أفَهِمْتَ يا فُلانُ. وفي الحديث أنّ الميّت يجيب بلى فهمت. ثم يقول: ثَبَّتَكَ الله بِالقَوْلِ الثَّابِتِ هَدَاكَ الله إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ عَرَّفَ الله بيْنَنا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ أوْلِيائِكَ فِي مُسْتَقَرٍّ مِنْ رَحْمَتِهِ. ثم يقول: اللّهُمَّ جافِ الارْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ وَاصْعَدْ بِرُوَحِهِ إلَيْكَ وَلَقِّهِ مِنْكَ بُرْهانا، اللّهُمَّ عَفْوَكَ عَفْوَكَ.
جعلت الختام كلمة العفو الشريفة والرجاء الواثق هو شمول العفو الربوبي لي أنا الذي سوّدت وجهي الذنوب ولمن جرى على هذه الرسالة. وكان ذلك في آخر يوم جمعة التاسع عشر من شهر محرم الحرام سنة ١٣٤٥ ألف وثلاثمائة وخمس وأربعين في جوار إمامنا المسموم مولانا الغريب المظلوم أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه وعلى آبائه السلام من الحي القيوم والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله على محمد وآله.
كتبه بيمناه الوازرة عباس بن محمد رضا القمّي عفي عنهما.

Layer 5