Search
Close this search box.

فضل زيارة أبي عبدالله الحسين (عليه السلام)، ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان وقال: أنّ فضل زيارة الحسين (عليه السلام) ممّا لا يبلغه البيان، وفي روايات كثيرة أنها تعدل الحجّ والعمرة والجهاد بل هي أفضل بدرجات، تورث المغفرة وتخفيف الحساب وارتفاع الدرجات وإجابة الدعوات، وتورث طول العمر والانحفاظ في النفس والمال وزيادة الرزق وقضاء الحوائج ورفع الهموم والكربات، وتركها يوجب نقصا في الدين وهو ترك حق عظيم من حقوق النبي (صلّى الله عليه وآله) وأقل مايؤجر به زائره هو أن يغفر ذنوبه وأن يصون الله (تعالى) نفسه وماله حتى يرجع إلى أهله.

Layer 5

اعلم أنّ فضل زيارة الحسين (عليه السلام) ممّا لا يبلغه البيان، وفي روايات كثيرة أنّها تعدل الحجّ والعمرة والجهاد بل هي أفضل بدرجات، تورث المغفرة وتخفيف الحساب وارتفاع الدرجات وإجابة الدعوات، وتورث طول العمر والحفظ في النفس والمال وزيادة الرزق وقضاء الحوائج ورفع الهموم والكربات، وتركها يوجب نقصاً في الدين وهو ترك حق عظيم من حقوق النبي (صلى الله عليه وآله) وأقل ما يؤجر به زائره هو أن يغفر ذنوبه وأن يصون الله تعالى نفسه وماله حتى يرجع إلى أهله فإذا كان يوم القيامة كان الله له أحفظ من الدنيا.
وفي روايات كثيرة أنّ زيارته (عليه السلام) تزيل الغم وتهوّن سكرات الموت وتذهب بهول القبر، وأنّ ما يُصرف في زيارته (عليه السلام) يكتب بكلّ درهم منه ألف درهم بل عشرة آلاف درهم وأنّ الزائر إذا توجّه إلى قبره (عليه السلام) استقبله أربعة آلاف ملك فإذا رجع منه شايعته وأنّ الأنبياء والأوصياء والأئمة المعصومين والملائكة (سلام الله عليهم أجمعين) يزورون الحسين (عليه السلام) ويدعون لزوّاره ويبشّرونهم بالبشائر وأنّ الله تعالى ينظر إلى زوّار الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) قبل نظره إلى من حضر عرفات، وأنّه إذا كان يوم القيامة تمنّى الخلق كلّهم أن كانوا من زوّاره (عليه السلام) لما يصدر منه (عليه السلام) من الكرامة والفضل في ذلك اليوم.
والأحاديث في ذلك لا تحصى وسنشير إلى جملة منها عند ذكر زيارته الخاصة وحسبنا هنا رواية واحدة: روى ابن قولويه والكليني والسيّد ابن طاووس وغيرهم بأسناد معتبرة عن الثقة الجليل معاوية بن وهب البجلي الكوفي قال: دخلت على الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) وهو في مصلّاه فجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربّه ويقول:

يا مَن خَصَّنا بِالكَرامَةِ وَوَعَدَنا الشَّفاعَةَ وَحَمَّلَنا الرِّسالَةَ وَجَعَلَنا وَرَثَةَ الأنبياءِ وَخَتَمَ بِنا الاُمَمَ السَّالِفَةَ وَخَصَّنا بِالوَصِيَّةِ وَأعطانا عِلمَ مامَضى وَعِلمَ مابَقِيَ وَجَعَلَ أفئِدَةَ النَّاسِ تَهوي إلَينا، اغفِر لي وَلإخواني وَزُوَّارِ قَبرِ أبي الحُسِينِ بن عَلِيّ (صلوات الله عليهما)، الَّذِينَ أنفَقُوا أموالَهُم وَأشخَصُوا أبدانَهُم رَغبَةً في بِرِّنا وَرَجاءً لِما عِندَكَ في وصلَتِنا وَسُرُوراً أدخَلُوهُ عَلى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وَإجابَةً مِنهُم لأمرِنا وَغَيظاً أدخَلُوهُ عَلى عَدُوِّنا، أرادوا بِذلِكَ رِضوانَكَ فَكافِهِم عَنّا بِالرِّضوانِ وَاكلأهُم بِاللَيلِ وَالنَّهارِ وَاخلُف عَلى أهالِيهِم وَأولادِهِم الَّذِينَ خَلَّفُوا بِأحسَنِ الخَلَفِ وَاصحَبهُم وَاكفِهِم شَرَّ كُلِّ جَبّارٍ عَنِيدٍ وَكُلَّ ضَعِيفٍ مِن خَلقِكَ أو شَدِيدٍ وَشَرَّ شياطِين الإنسِ وَالجِنِّ، وَأعطِهِم أفضَلَ ما أمّلُوا مِنكَ في غُربَتِهِم عَن أوطانِهِم وَما آثَرُونا عَلى أبنائِهِم وَأهالِيهِم وَقَراباتِهِم. اللهُمَّ إنَّ أعداءَنا عابُوا عَلَيهِم خُرُوجَهُم فَلَم يَنهِهِم ذلِكَ عَنِ النُّهُوضِ وَالشُّخُوصِ إلَينا خِلافاً عَلَيهِم فَارحَم تِلكَ الوُجُوهِ الَّتي غَيَّرَتها الشَّمسُ، وَارحَم تِلكَ الخُدُودَ الَّتي تُقَلَّبُ عَلى قَبرِ أبي عَبدِ اللهِ (عليه السلام) وَارحَم تِلكَ الأعيُنَ الَّتي جَرَت دُمُوعُها رَحمَةً لَنا وَارحَم تِلكَ القُلُوبَ الَّتي جَزَعَت وَاحتَرَقَت لَنا وَارحَم تِلكَ الصَرخَةَ الَّتي كانَت لَنا، اللهُمَّ إنّي استَودِعُكَ تَلكَ الأنفُسِ وَتِلكَ الأبدانِ حَتَّى تَروِيها مِنَ الحَوضِ يَومَ العَطَشِ.
فما زال (صلوات الله عليه) يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد، فلمّا انصرف قلت له: جعلت فداك لو أنّ هذا الذي سمعته منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أنّ النار لا تطعم منه شيئاً أبداً. والله لقد تمنّيت أنّي كنت زرته ولم أحجّ فقال لي: «ما أقربك منه؟! فما الذي يمنعك من زيارته يا معاوية لا تدع ذلك».
قلت: جعلت فداك فلم أدر أنّ الأمر يبلغ هذا كله فقال: «يا معاوية ومن يدعو لزوّاره في السماء أكثر ممّن يدعو لهم في الأرض، لا تدعه لخوفٍ من أحد فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان بيده (أي تمنّى أن يكون قد ظلّ عنده حتّى دفن هناك) أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله وعلي وفاطمة والأئمة المعصومون (عليهم السلام)؟ أما تحب أن تكون غداً ممّن تصافحه الملائكة؟ أما تحب أن تكون غداً في من يا تي وليس عليه ذنب فيتبع به؟ أما تحبّ أن تكون ممّن يصافح رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟».

Layer 5