Search
Close this search box.

زيارة عاشوراء وهي من الزيارات الخاصة ولها من الفضل والثواب الكثير ويزار بها من بعد بآداب وكيفية ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان وذكر قصة طريفة حول من رفع الله عنهم العذاب ببركة ميت دفن عندهم كان يواظب على هذه الزيارة.

Layer 5

اعلم أنّ ما خص من الزيارات بيوم عاشوراء عديدة، ونحن للاختصار نقتصر منها على زيارتين. وقد ذكرنا في أعمال يوم عاشوراء أيضاً من الزيارة وغيرها ما يناسب المقام.
الزيارة الاُولى: ممّا أردنا إيراده هنا هي زيارة عاشوراء المشهورة ويزار بها من قرب ومن بعد.
وروايتها المشروحة كما رواها الشيخ أبو جعفر الطوسي في (المصباح) ما يلي: روى محمد بن إسماعيل بن صالح بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن الباقر (عليه السلام) قال: «من زار الحسين بن علي (عليهما السلام) في يوم عاشوراء من المحرّم يظلّ عنده باكيا لقي الله عزّ وجلّ يوم يلقاه بثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومع الأئمة الراشدين». قال: قلت: جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المسير إليه في ذلك اليوم؟
قال: «إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ إليه بالسلام واجتهد في الدعاء على قاتليه وصلّى من بعد ركعتين وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس ثمّ ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه ويا مر من في داره ممّن لا يتّقيه بالبكاء عليه ويقم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه وليعزّ فيها بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين (عليه السلام)، وأنا الضامن لهم إذا فعلوا ذلك جميع ذلك». قلت: جعلت فداك أنت الضامن ذلك لهم والزعيم؟ قال: «أنا الضامن وأنا الزعيم لمن فعل ذلك».
قلت: فكيف يعزّي بعضنا بعضاً؟ قال: «تقولون:
أعظَمَ اللهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالحُسَينِ (عليه السلام) وَجَعَلَنا وَإياكُم مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأرِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الإمام المَهدِيِّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ (عليهم السلام).
وإن استطعت أن لا تخرج في يومك في حاجة فافعل فإنّه يوم نحس لا تُقضى فيه حاجة مؤمن وإن قضيت لم يبارك له فيما ادّخر ولم يبارك له في أهله، فإذا فعلوا ذلك كتب الله لهم ثواب ألف حجّة وألف عمرة وألف غزوة كلّها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان له أجر وثواب مصيبة كلّ نبيّ ورسولٍ ووصيٍّ وصدّيق وشهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة».
قال صالح بن عقبة وسيف بن عميرة: قال علقمة بن محمّد الحضرمي: قلت للباقر (صلوات الله وسلامه عليه): علّمني دعاءً أدعو به في ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب ودعاءً أدعو به إذا لم أزره من قرب وأومأت من بعد البلاد ومن داري بالسلامة إليه.
فقال لي: يا علقمة إذا أنت صلّيت الركعتين بعد أن تومي إليه بالسلام فقل بعد الايماء إليه من بعد التكبير هذا القول (أي الزيارة الآتية) فإنّك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به زوّاره من الملائكة وكتب الله لك مائة ألف ألف درجة وكنت كمن استشهدوا معه تشاركهم في درجاتهم، وما عرفت إلاّ في زمرة الشهداء الذين استشهدوا معه، وكتب لك ثواب زيارة كلّ نبيّ وكلّ رسول و زيارة كلّ من زار الحسين (عليه السلام) منذ يوم قتل (سلام الله عليه وعلى أهل بيته)، تقول:

السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يابنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يابنَ أمِيرِ المُؤمِنِينَ وَابنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يابنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا ثارَ اللهِ وَابنَ ثأرِهِ وَالوِترَ المَوتُورَ، السَّلامُ عَلَيكَ وَعَلى الأرواحِ الَّتي حَلَّت بِفِنائِكَ عَلَيكُم مِنّي جَميعاً سَلامُ اللهِ أبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيلُ وَالنَّهارُ.
يا أبا عَبدِ اللهِ لَقَد عَظُمَتِ الرَزِيَّةُ وَجَلّت وَعَظُمَتِ المُصِيبَةُ بِكَ عَلَينا وَعَلى جَمِيعِ أهلِ الإسلامِ، وَجَلَّت وَعَظُمَت مُصِيبَتُكَ في السَّماواتِ عَلى جَمِيعِ أهلِ السَّماواتِ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً أسَّسَت أساسَ الظُّلمِ وَالجَورِ عَلَيكُم أهلَ البَيتِ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتكُم عَن مَقامِكُم وَأزالَتكُم عَن مَراتِبكُمُ الَّتي رَتَّبَكُمُ اللهُ فِيها، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتكُم وَلَعَنَ اللهُ المُمَهِّدِينَ لَهُم بِالتَّمكِينِ مِن قِتالِكُم، بَرِئتُ إلى اللهِ وَإلَيكُم مِنهُم وَمِن أشياعِهِم وَأتباعِهِم وَأوليائِهِم. يا أبا عَبدِ اللهِ إنّي سِلمٌ لِمَن سالَمَكُم وَحَربٌ لِمَن حارَبَكُم إلى يَومِ القيامة، وَلَعَنَ اللهُ آلَ زيادٍ وَآلَ مرَوانَ وَلَعَنَ اللهُ بَني اُمَيَّةَ قاطِبَةً وَلَعَنَ اللهُ ابنَ مَرجانَةَ وَلَعَنَ اللهُ عُمَرَ بنَ سَعدٍ وَلَعَنَ اللهُ شِمراً، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً أسرَجَت وَألجَمَت وَتَنَقَّبَت لِقِتالِكَ، بِأبي أنتَ وَاُمّي لَقَد عَظُمَ مُصابي بِكَ فَأسألُ اللهَ الَّذي أكرَمَ مَقامَكَ وَأكرَمَني بِكَ أن يَرزُقَني طَلَبَ ثأرِكَ مَعَ إمامٍ مَنصُورٍ مِن أهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله). اللهُمَّ اجعَلني عِندَكَ وَجِيهاً بِالحُسَينِ (عليه السلام) في الدُّنيا وَالآخِرةِ، يا أبا عَبدِ اللهِ إنّي أتَقَرَّبُ إلى اللهِ وَإلى رَسُولِهِ وَإلى أمِيرِ المُؤمِنِينَ وَإلى فاطِمَةَ وَإلى الحَسَنِ وَإلَيكَ بِمُوالاتِكَ وَبِالبَراءَةِ مِمَّن قاتَلَكَ وَنَصَبَ لَكَ الحَرْبَ وَبِالبَراءةِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ ، وَأَبْرَأُ إِلى الله وَإِلى رَسُولِهِ مِمَّنْ أسَّسَ أساسَ ذلِكَ وَبَنى عَلَيهِ بُنيانَهُ وَجَرى في ظُلمِهِ وَجَورِهِ عَلَيكُم وَعَلى أشياعِكُم، بَرِئتُ إلى اللهِ وَإلَيكُم مِنهُم وَأتَقَرَّبُ إلى اللهِ ثُمَّ إلَيكُم بِمُوالاتِكُم وَمُوالاةِ وَلِيِّكُم وَالبَراءَةِ مِن أعدائِكُم وَالنَّاصِبِينَ لَكُم الحَربَ وَبِالبَراءَةِ مِن أشياعِهِم وَأتباعِهِم.
إنّي سِلمٌ لِمَن سالَمَكُم وَحَربٌ لِمَن حارَبَكُم وَوَلِيُّ لِمَن وَالاكُم وَعَدُوٌ لِمَن عاداكُم، فَأسألُ اللهَ الَّذي أكرَمَني بِمَعرِفَتِكُم وَمَعرِفَةِ أوليائِكُم وَرَزَقَني البَراءَةَ مِن أعدائِكُم أن يَجعَلَني مَعَكُم في الدُّنيا وَالآخِرةِ وَأن يُثَبِّتَ لي عِندَكُم قَدَمَ صِدقٍ في الدُّنيا وَالآخِرَةِ، وَأسألُهُ أن يُبَلِّغَني المَقامَ المَحمُودَ لَكُم عِندَ اللهِ وَأن يَرزُقَني طَلَبَ ثأرِكُمْ مَعَ إمامٍ هُدىً ظاهِرٍ ناطِقٍ بِالحَقِّ مِنكُم، وَأسألُ اللهَ بِحَقِّكُم وَبِالشَّأنِ الَّذي لَكُم عِندَهُ أن يُعطِيَني بِمُصابي بِكُم أفضَلَ ما يُعطي مُصاباً بِمُصِيبَتِهِ، مُصِيبَةً ما أعظَمَها وَأعظَمَ رَزِيَّتَها في الإسلامِ وَفي جَمِيعِ السَّماواتِ وَالأرضِ، اللهُمَّ اجعَلني في مَقامي هذا مِمَّن تَنالَهُ مِنكَ صَلَواتٌ وَرَحمَةٌ وَمَغفِرَهٌ، اللهُمَّ اجعَل مَحيايَ مَحيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اللهُمَّ إنَّ هذا يَومٌ تَبَرَّكَت بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَابنُ آكِلَةِ الأكبادِ اللَّعِينُ ابنُ اللَّعِينِ عَلى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ (صلى الله عليه وآله) في كُلِّ مَوطِنٍ وَمَوقِفٍ وَقَفَ فِيهِ نَبِيُّكَ (صلى الله عليه وآله).
اللهُمَّ العَن أبا سُفيانَ وَمُعاوِيَةَ وَيَزِيدَ بنَ مُعاوِيَةَ عَلَيهِم مِنكَ اللَّعنَةُ أبَدَ الآبِدِينَ، وَهذا يَومٌ فَرِحَت بِهِ آلُ زيادٍ وَآلُ مَروانَ بِقَتلِهِمُ الحُسَينَ (صلوات الله عليه)، اللهُمَّ فَضاعِف عَلَيهِم اللَّعنَ مِنكَ وَالعَذابَ الأَلِيمَ، اللهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيكَ في هذا اليَومِ وَفي مَوقِفي هذا وَأيامِ حياتي بِالبَراءَةِ مِنهُم وَاللَّعنَةِ عَلَيهِم وَبِالمُوالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيهِ وَعَلَيهِمُ اَلسَّلامُ.
ثمّ تقول مائة مرة: اللهُمَّ العَن أوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلى ذلِكَ، اللهُمَّ العَن العِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ الحُسَينَ وَشايَعَت وَبايَعَت وَتابَعَت عَلى قَتلِهِ اللهُمَّ العَنهُم جَميعاً.
ثمّ تقول مائة مرة: السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللهِ وَعَلى الأرواحِ الَّتي حَلَّت بِفِنائِكَ، عَلَيكَ مِنّي سَلامُ اللهِ أبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهدِ مِنّي لِزيارَتِكُم. السَّلامُ عَلى الحُسَينِ وَعَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ وَعَلى أولادِ الحُسَينِ وَعَلى أصحابِ الحُسَينِ.
ثمّ تقول: اللهُمَّ خُصَّ أنتَ أوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعنِ مِنّي وَأبدأ بِهِ أوَّلاً ثُمَّ العَن الثَّاني وَالثَّالِثَ وَالرَّابِعَ، اللهُمَّ العَن يَزِيدَ خامِساً وَالعَن عُبَيدَ اللهِ بنَ زيادٍ وَابنَ مَرجانَةَ وَعُمَرَ بنَ سَعدٍ وَشِمراً وَآلَ أبي سُفيانَ وَآلَ زيادٍ وَآلَ مَروانَ إلى يَومِ القيامة.
ثمّ تسجد وتقول: اللهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدَ الشَّاكِرِينَ لَكَ عَلى مُصابِهِم، الحَمدُ للهِ عَلى عَظِيمِ رَزِيَّتِي، اللهُمَّ ارزُقني شَفاعَةَ الحُسَينِ يَومَ الوُرُودِ وَثَبِّت لي قَدَمَ صِدقٍ عِندَكَ مَعَ الحُسَينِ وَأصحابِ الحُسَينِ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُم دُونَ الحُسَينِ (عليه السلام).
قال علقمة: قال الباقر (عليه السلام): «وإن استطعت أن تزوره في كلّ يوم بهذه الزيارة في دارك فافعل فلك ثواب جميع ذلك».
وروى محمد بن خالد الطيا لسي، عن سيف بن عميرة قال: خرجت مع صفوان ابن مهران وجماعة من أصحابنا إلى الغري بعد ما خرج الصادق (عليه السلام) فسرنا من الحيرة إلى المدينة فلمّا فرغنا من الزيارة أي زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لنا: تزورون الحسين (عليه السلام) من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) من هاهنا أومأ إليه الصادق (عليه السلام) وأنا معه.
قال سيف بن عميرة: فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي عن الباقر (عليه السلام) في يوم عاشوراء ثمّ صلّى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين (عليه السلام) وودّع في دبرهما أمير المؤمنين (عليه السلام) وأومأ إلى الحسين (صلوات الله عليه) بالسلام مصرفاً بوجهه نحوه وودّع وكان ممّا دعا دبرها:

يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ يا مُجِيبَ دَعوَةَ المُضطَرِّينَ يا كاشِفَ كُرَبِ المَكرُوبِينَ يا غِياثَ المُستَغِيثِينَ يا صَرِيخَ المُستَصرِخِينَ، وَيا مَن هُوَ أقرَبُ إلَيَّ مِن حَبلِ الوَرِيدِ وَيا مَن يَحُولُ بَينَ المَرءِ وَقَلبِهِ وَيا مَن هُوَ بِالمَنظَرِ الأعلى وَبالأُفُقِ المُبِين وَيا مَن هُوَ الرَّحمنُ الرَّحِيمِ عَلى العَرشِ استَوى وَيا مَن يَعلَمُ خائِنَةَ الأعيُنِ وَما تُخفي الصُّدُورُ وَيا مَن لا يَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ، يا مَن لاتَشتَبِهُ عَلَيهِ الأصواتُ وَيا مَن لا تُغَلِّطُهُ الحاجاتُ وَيا مَن لا يُبرِمُهُ إلحاحُ المُلِحِّينَ، يا مُدرِكَ كُلِّ فَوتٍ وَيا جامِعَ كُلِّ شَملٍ وَيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعدَ المَوتِ يا مَن هُوَ كُلَّ يَومٍ في شَأنٍ، يا قاضِيَ الحاجاتِ يا مُنَفِّسَ الكُرُباتِ يا مُعطِيَ السُّؤُلاتِ يا وَلِيَّ الرَّغَباتِ يا كافِيَ المُهِمَّاتِ، يا مَن يَكفي مِن كُلِّ شيءٍ وَلا يَكفي مِنهُ شيءٌ في السَّماواتِ وَالأرضِ.
أسألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلِيٍّ أمِيرِ المُؤمِنِينَ وَبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنَتِ نَبِيِّكَ وَبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَينِ فَإنّي بِهِم أتَوَجَّهُ إلَيكَ في مَقامي هذا وَبِهِم أتَوَسَّلُ وَبِهِم أتَشَفَّعُ إلَيكَ وَبِحَقِّهِم أسألُكَ وَاُقسِمُ وَأعزِمُ عَلَيكَ، وَبِالشَّأنِ الَّذي لَهُم عِندَكَ وَبِالقَدرِ الَّذي لَهُم عِندَكَ وَبِالَّذي فَضَّلتَهُم عَلى العالَمِينَ وَباسمِكَ الَّذي جَعَلتَهُ عِندَهُم وَبِهِ خَصَصتَهُم دُونَ العالَمِينَ وَبِهِ أبَنتَهُم وَأبَنتَ فَضَلَهُم مِن فَضلِ العالَمِينَ حَتّى فاقَ فَضلُهُم فَضلَ العالَمِينَ جَميعاً.
أسألُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأن تَكشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَربي وَتَكفِيَني المُهِمَّ مِن اُمُوري وَتَقضِيَ عَنّي دَيني، وَتُجيرني من الفَقْر، وَتُجِيرَني مِنَ الفاقَةِ وَتُغنِيَني عَنِ المَسألَةِ إلى المَخلُوقِينَ، وَتَكفِيَني هَمَّ مَن أخافُ هَمَّهُ وَعُسرَ مَن أخافُ عُسرَهُ وَحُزُونَةَ مَن أخافُ حُزُونَتَهُ وَشَرَّ مَن أخافُ شَرَّهُ وَمَكرَ مَن أخافُ مَكرَهُ وَبَغيَ مَن أخافُ بَغيَهُ وَجَورَ مَن أخافُ جَورَهُ وَسُلطانَ مَن أخافُ سُلطانَهُ وَكَيدَ مَن أخافُ كَيدَهُ وَمَقدُرَةَ مَن أخافُ مَقدُرَتَهُ عَلَيَّ وَتَرُدَّ عَنّي كَيدَ الكَيَدَةِ وَمَكَرَ المَكَرَةِ.
اللهُمَّ مَن أرادَني فَأرِدهُ وَمَن كادَني فَكِدهُ وَاصرِف عَنّي كَيدَهُ وَمَكرَهُ وَبَأسَهُ وَأمانِيَّهُ وَامنَعهُ عَنّي كَيفَ شِئتَ وَأنَّى شِئتَ، اللهُمَّ اشغَلهُ عَنّي بِفَقرٍ لا تَجبُرُهُ وَبِبَلاءٍ لا تَستُرُهُ وَبِفاقَةٍ لا تَسُدُّها وَبِسُقمٍ لا تُعافِيهِ وَذُلٍّ لاتُعِزُّهُ وَبِمَسكَنَةٍ لا تَجبُرُها.
اللهُمَّ اضرِب بِالذُلِّ نَصبَ عَينَيهِ وَأدخِل عَلَيهِ الفَقرَ في مَنزِلِهِ وَالْعِلَّةَ وَالسُّقمَ في بَدَنِهِ حَتّى تَشغَلَهُ عَنّي بِشُغلٍ شاغِلٍ لافَراغَ لَهُ، وَأنسِهِ ذِكري كَما أنسَيتَهُ ذِكرَكَ وَخُذْ عَنّي بِسَمعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجلِهِ وَقَلبِهِ وَجَمِيعِ جَوارِحِهِ، وَأدخِل عَلَيهِ في جَمِيعِ ذلِكَ السُّقمَ وَلا تَشفِهِ حَتّى تَجعَلَ ذلِكَ لَهُ شُغْلاً شاغِلاً بِهِ عَنّي وَعَن ذِكرِي، وَاكفِني يا كافِيَ ما لا يَكفي سِواكَ فَإنَّكَ الكافي لا كافِيَ سِواكَ وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواكَ وَمُغِيثٌ لا مُغِيثَ سِواكَ وَجارٌ لا جارَ سِواكَ، خابَ مَن كانَ جارُهُ سِواكَ وَمُغِيثُهُ سِواكَ وَمَفزَعُهُ إلى سِواكَ وَمَهرَبُهُ إلى سِواكَ وَمَلجَؤُهُ إلى غَيرِكَ وَمَنجاهُ مِن مَخلُوقٍ غَيرِكَ. فَأنتَ ثِقَتي وَرَجائي وَمَفزَعي وَمَهرَبي وَمَلجَأي وَمَنجايَ فَبِكَ أستَفتِحُ وَبِكَ أستَنجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أتَوَجَّهُ إلَيكَ وَأتَوَسَّلُ وَأتَشَفَّعُ، فَأسألُكَ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ فَلَكَ الحَمدُ وَلَكَ الشُّكرُ وَإلَيكَ المُشتَكى وَأنتَ المُستَعانُ.
فَأسألُكَ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأن تَكشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَربي في مَقامي هذا كَما كَشَفتَ عَن نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَكَربَهُ وَكَفَيتَهُ هَولَ عَدُوِّهِ، فَاكشِف عَنّي كَما كَشَفتَ عَنهُ وَفَرِّج عَنّي كَما فَرَّجتَ عَنهُ وَاكفِني كَما كَفَيتَهُ وَاصرِف عَنّي هَولَ ما أخافُ هَولَهُ وَمَؤُونَةَ ما أخافُ مَؤُونَتَهُ وَهَمَّ ما أخافُ هَمَّهُ بِلا مُؤُونَةٍ عَلى نَفسِي مِن ذلِكَ، وَاصرِفني بِقَضاء حَوائِجي وَكِفايَةِ ما أهَمَّني هَمُّهُ مِن أمرِ آخِرَتي وَدُنيا يَ.
يا أمِيرَ المُؤمِنِينَ وَيا أبا عَبدِ اللهِ عَلَيكُما مِنّي سَلامُ اللهِ أبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهدِ مِن زيارَتِكُما وَلا فَرَّقَ اللهُ بَيني وَبَينَكُما، اللهُمَّ أحيِني حياةَ مُحَمَّدٍ وَذُرِّيَّتِهِ وَأمِتني مَماتَهُم وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِم وَاحشُرني في زُمرَتِهِم وَلا تُفَرِّق بَيني وَبَينَهُم طرفَةَ عَينٍ أبَداً في الدُّنيا وَالآخِرةِ.
يا أمِيرَ المُؤمِنِينَ وَيا أبا عَبدِ اللهِ أتَيتُكُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً إلى اللهِ رَبّي وَرَبِّكُما وَمُتَوَجِّهاً إلَيهِ بِكُما وَمُستَشفِعاً بِكُما إلى اللهِ تَعالى في حاجَتي هذِهِ فاشفَعا لي فَإنَّ لَكُما عِندَ اللهِ المَقامَ المَحمُودَ وَالجاهَ الوَجِيهَ وَالمَنزِلَ الرَّفِيعَ وَالوَسِيلَةَ، إنّي أنقَلِبُ عَنكُما مُنتَظِراً لِتَنَجُّزِ الحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللهِ بِشَفاعَتِكُما لي إلى اللهِ في ذلِكَ، فَلا أخِيبُ وَلا يَكُونُ مُنقَلَبي مُنقَلَباً خائِباً خاسِراً بَل يَكُونُ مُنقَلَبي مُنقَلَباً راجِحاً مُفلِحاً مُنجِحاً مُستَجاباً بِقَضاءِ جَمِيعِ حَوائِجِي، وَتَشَفَّعا لي إلى اللهِ.
انقَلَبتُ عَلى ما شاءَ اللهُ وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ مُفَوِّضاً أمري إلى اللهِ مُلجِئً ظَهري إلى اللهِ مُتَوَكِّلاً عَلى اللهِ، وَأقُولُ: حَسبِيَ اللهُ وَكَفى سَمِعَ اللهُ لِمَن دَعا لَيسَ لي وَراءَ اللهِ وَوَرائِكُمْ يا سادَتي مُنتَهى، ما شاءَ رَبّي كان وَما لَم يَشَأ لَم يَكُن وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ. استَودِعُكُما اللهَ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهدِ مِنّي إلَيكُما انصَرَفتُ يا سَيِّدي يا أمِيرَ المُؤمِنِينَ ومَولايَ وَأنتَ يا أبا عَبدِ اللهِ يا سَيِّدِي، وَسَلامي عَلَيكُما مُتَّصِلٌ ما اتَّصَلَ اللَيلُ وَالنَّهارُ واصِلٌ ذلِكَ إلَيكُما غَيرُ مَحجُوبٍ عَنكُما سَلامي إن شاءَ اللهِ، وَأسألُهُ بِحَقِّكُما أن يَشاءَ ذلِكَ وَيَفعَلَ فَإنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ انقَلَبتُ يا سَيِّدِيَّ عَنكُما تائِباً حامِداً للهِ شاكِراً راجياً لِلإجابَةِ غَيرَ آيِسٍ وَلا قانِطٍ آئِباً عائِداً راجِعاً إلى زيارَتِكُما غَيرَ راغِبٍ عَنكُما وَلا مِن زيارَتِكُما بَل راجِعٌ عائِدٌ إن شاءَ اللهُ وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ، يا سادَتي رَغِبتُ إلَيكُما وَإلى زيارَتِكُما بَعدَ أن زَهِدَ فِيكُما وَفي زيارَتِكُما أهلُ الدُّنيا فَلا خَيَّبَنِيَ اللهُ مما رَجَوتُ وَما أمَّلتُ في زيارَتِكُما إنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.
قال سيف بن عميرة، فسألت صفواناً فقلت له: إنّ علقمة بن محمد لم يا تنا بهذا عن الباقر (عليه السلام) إنّما أتانا بدعاء الزيارة فقال صفوان: وردت مع سيّدي الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) إلى هذا المكان ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلّى كما صلّينا وودّع كما ودّعنا. ثمّ قال صفوان: قال الصادق (عليه السلام): «تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء وزر به فإنّي ضامن على الله لكلّ من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد أنّ زيارته مقبولة وسعيه مشكورٌ وسلامه واصلٌ غير محجوب وحاجته مقضيّة من الله تعالى بالغة ما بلغت ولا يخيّبه، يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي وأبي عن أبيه عليّ بن الحسين (عليهما السلام) مضموناً بهذا الضمان عن الحسين (عليه السلام) والحسين (عليه السلام) عن أخيه الحسن (عليه السلام) مضموناً بهذا الضمان، والحسن (عليه السلام) عن أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) مضموناً بهذا الضمان، وأمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مضموناً بهذا الضمان، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) عن جبرئيل (عليه السلام) مضموناً بهذا الضمان، وجبرئيل عن الله تعالى مضموناً بهذا الضمان.
وقد آلى الله على نفسه عزّ وجلّ أنّ من زار الحسين (عليه السلام) بهذه الزيارة من قرب او بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفّعته في مسألته بالغةً ما بلغت وأعطيته سؤله ثمّ لا ينقلب عنّي خائباً وأقلبه مسروراً قريراً عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنّة والعتق من النار وشفّعته في كلّ من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت، آلى الله تعالى بذلك على نفسه وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته ثمّ قال جبرئيل: يا رسول الله أرسلني الله إليك سروراً وبشرى لك ولعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولدك وشيعتكم إلى يوم البعث لا زلت مسروراً ولا زال عليّ وفاطمة والحسن والحسين وشيعتكم مسرورين إلى يوم البعث».
قال صفوان: قال لي الصادق (عليه السلام) : «يا صفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزر بهذا الزيارة من حيث كنت وادع بهذا الدعاء وسل ربك حاجتك تأتك من الله، والله غير مخلف وعده رسوله بجوده وبمنّه والحمد لله».
أقول: ورد في‌ كتاب (النجم الثاقب) قصة تشرّف الحاج أحمد الرشتي بالحضور عند إمام العصر أرواحنا فداه في سفر الحج وقوله (عليه السلام) له: «لماذا لا تقرأ زيارة عاشوراء عاشوراء عاشوراء عاشوراء؟»
ونحن سنرويها بعد الزيارة الجامعة الكبيرة إن شاء الله. وقال شيخنا ثقة الإسلام النوري (رحمه الله): أمّا زيارة عاشوراء فكفاها فضلاً وشرفاً أنّها لا تسانخ سائر الزيارات التي هي من إنشاء المعصوم وإملائه في ظاهر الأمر وإن كان لا يبرز من قلوبهم الطاهرة إلاّ ما تبلغها من المبدأ الأعلى بل تسانخ الأحاديث القدسية التي أوحى الله جلّت عظمته بها إلى جبرئيل بنصها بما فيها من اللعن والسّلام والدعاء فأبلغها جبرئيل إلى خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله) وهي كما دلّت التجارب فريدة في آثارها من قضاء الحوائج ونيل المقاصد ودفع الأعادي لو واظب عليها الزائر أربعين يوماً أو أقل.
ولكن أعظم ما أنتجته من الفوائد ما في كتاب (دار السلام) وملخّصه: أنّه حدّث الثقة الصالح التقي الحاج المولى حسن اليزدي المجاور للمشهد الغرويّ وهو من الذين وفوا بحقّ المجاورة وأتعبوا أنفسهم في العبادة.
عن الثقة الأمين الحاج محمد علي اليزدي قال: كان في يزد رجل صالح فاضل مشتغل بنفسه ومواظب لعمارة رمسه يبيت في الليالي بمقبرة خارج بلدة يزد تعرف بالمزار وفيها جملة من الصلحاء وكان له جار نشأ معه من صغر سنّه عند المعلّم وغيره إلى أن صار عشّاراً وكان كذلك إلى أن مات ودفن في تلك المقبرة قريباً من المحل الذي كان يبيت فيه الرجل الصالح المذكور فرآه بعد موته بأقلّ من شهر في المنام في زي حسن وعليه نضرة النعيم فتقدّم إليه وقال له: إنّي عالم بمبدئك ومنتهاك وباطنك وظاهرك ولم تكن ممّن يحتمل في حقه حسن الباطن ولم يكن عملك مقتضياً إلاّ للعذاب والنكال، فبم نلت هذا المقام؟
قال: نعم الأمر كما قلت كنت مقيماً في أشدّ العذاب من يوم وفاتي إلى أمس، وقد توفيت فيه زوجة الأستاذ أشرف الحداد ودفنت في هذا المكان وأشار إلى طرف بينه وبينه قريب من مائة ذراع، وفي ليلة دفنها زارها أبو عبد الله (عليه السلام) ثلاث مرّات وفي المرة الثالثة أمر برفع العذاب عن هذه المقبرة فصرت في نعمة وسعة وخفض عيش ودعة. فانتبه متحيراً ولم تكن له معرفة بالحدّاد ومحلّه فطلبه في سوق الحدّادين فوجده فقال له: ألك زوجة؟ قال: نعم توفيت بالأمس ودفنتها في المكان الفلاني وذكر الموضع الذي أشار إليه.
قال: فهل زارت أبا عبد الله (عليه السلام) ؟ قال: لا. قال: فهل كانت تذكر مصائبه؟ قال: لا. قال: فهل كان لها مجلس تذكر فيه مصائبه؟ قال: لا. فقال الرجل: وما تريد من السؤال؟ فقص عليه رؤياه قال: كانت مواظبة على زيارة عاشوراء.

Layer 5