Search
Close this search box.

زيارة حمزة (قدسّ سرّه) في أحد، وهو عم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ومن أبرز الثيادات في معركة أحد وكان يلقب بـ أسدالله وأسد رسوله وسيد الشهداء، كان من كبار قريش ومن أكبر المساندين للنبي في دعوته، ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان.

Layer 5

تقول عند قبره إذا مضيت لزيارته:
السَّلامُ عَلَيكَ يا عَمَّ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله)، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ الشُّهَدَاءِ السَّلامُ عَلَيكَ يا أسَدَ اللهِ وَأسَدَ رَسُولِهِ، أشهَدُ أنَّكَ قَد جاهَدتَ في اللهِ عَزَّ وَجَل وَجُدتَ بِنَفسِكَ وَنَصَحتَ رَسُولَ اللهِ وَكُنتَ فِيما عِندَ اللهِ سُبحانَهُ، راغِباً بِأبي أنتَ وَاُمّي أتَيتُكَ مُتَقَرِّباً إلى رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) بِذلِكَ، راغِباً إلَيكَ في الشَّفاعَةِ أبتَغي بِزيارَتِكَ خَلاصَ نَفسي مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ نارٍ استَحَقَّها مِثلي بِما جَنَيتُ عَلى نَفسي هارِباً مِن ذُنُوبي الَّتي احتَطَبتُها عَلى ظَهري فَزِعاً إلَيكَ رَجاءَ رَحمَةِ رَبّي أَتَيْتُكَ مِن شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ طالِباً فَكاكَ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ، وَقَد أوقَرَت ظَهري ذُنُوبي وَأتَيتُ ما أسخَطَ رَبّي وَلَم أجِد أحَداً أفزَعُ إلَيهِ خَيراً لي مِنكُم أهلَ بَيتِ الرَّحمَةِ فَكُن لي شَفِيعاً يَومَ فَقري وَحاجَتِي، فَقَد سِرتُ إلَيكَ مَحزُوناً أَتَيْتُكَ مَكرُوباً وَسَكَبتُ عَبرَتي عِندَكَ باكِيا وَصِرتُ إلَيكَ مُفرَداً، وَأنتَ مِمَّن أمَرَني اللهُ بِصِلتِهِ وَحَثَّني عَلى بِرِّهِ وَدَلَّني عَلى فَضلِهَ وَهَداني لِحُبِّهِ وَرَغَّبَني في الوِفادَةِ إلَيهِ وَألهَمَني طَلَبَ الحَوائِجِ عِندَهُ، أنتُم أهلُ بَيتٍ لا يَشقى مَن تَوَلّاكُم وَلا يَخِيبُ مَن أتاكُم وَلا يَخسَرُ مَن يَهواكُم وَلا يَسعَدُ مَن عاداكُم.
ثمّ تستقبل القبلة وتصلّي ركعتين للزيارة وبعد الفراغ تنكبّ على القبر وتقول:
اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اللهُمَّ إنّي تَعَرَّضتُ لِرَحمَتِكَ بِلُزُومي لِقَبرِ عَمِّ نَبِيِّكَ (صلى الله عليه وآله) لِيُجِيرَني مِن نِقمَتِكَ في يَومٍ تَكثُرُ فِيهِ الأصواتُ وَتُشغَلُ كُلُّ نَفسٍ بِما قَدَّمَت وَتُجادِلُ عَن نَفسِها، فَإن تَرحَمَني اليَومَ فَلا خَوفٌ عَلَيَّ وَلا حُزنٌ وَإن تُعاقِب فَمَولىً لَهُ القُدرَةُ عَلى عَبدِهِ وَلا تُخَيِّبني بَعدَ اليَومِ وَلا تَصرِفني بِغَيرِ حاجَتِي، فَقَد لَصِقتُ بِقَبرِ عَمِّ نَبِيِّكَ وَتَقَرَّبتُ بِهِ إلَيكَ ابتِغاءَ مَرضاتِكَ وَرَجاءَ رَحمَتِكَ فَتَقَبَّل مِنّي وَعُد بِحِلمِكَ عَلى جَهلي وَبِرَأفَتِكَ عَلى جِنايَةِ نَفسِي، فَقَد عَظُمَ جُرمي وَما أخافُ أن تَظلِمَني وَلكِن أخافُ سُوءَ الحِسابِ فانظُرِ اليَومَ تَقَلُّبي عَلى قَبرِ عَمِّ نَبِيِّكَ، فَبِهما فُكَّني مِن النَّارِ وَلا تُخَيِّب سَعيي وَلا يَهُونَنَّ عَلَيكَ ابتِهالي وَلا تَحجُبَنَّ عَنكَ صَوتي وَلا تَقلِبني بِغَيرِ حَوائِجِي، يا غِياثَ كُلِّ مَكرُوبٍ وَمَحزُونٍ وَيا مُفَرِّجاً عَنِ المَلهُوفِ الحَيرانِ الغَرِيقِ المُشرِفِ عَلى الهَلَكَةِ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانظُر إليَّ نَظرَةً لا أشقى بَعدَها أبَداً، وَارحَم تَضَرُّعي وَعَبرَتي وَانفِرادي فَقَد رَجَوتُ رِضاكَ وَتَحَرَّيتُ الخَيرَ الَّذي لا يُعطِيهِ أحَدٌ سِواكَ فَلا تَرُدَّ أمَلِي، اللهُمَّ إن تُعاقِب فَمَولىً لَهُ القُدرَةُ عَلى عَبدِهِ وَجَزائِهِ بِسُوءِ فِعلِهِ فَلا أخِيبَنَّ اليَومَ، وَلا تَصرِفني بِغَيرِ حاجَتي وَلا تُخَيِّبَنَّ شُخُوصي وَوِفادَتي فَقَد أنفَذتُ نَفَقَتي وَأتعَبتُ بَدَني وَقَطَعتُ المَفازاتِ وَخَلَّفتُ الأهلَ وَالمالَ وَما خَوَّلتَني وَآثَرتُ ما عِندَكَ عَلى نَفسي وَلُذتُ بِقَبرِ عَمِّ نَبِيِّكَ (صلى الله عليه وآله) وَتَقَرَّبتُ بِهِ ابتِغاءَ مَرضاتِكَ، فَعُد بِحِلمِكَ عَلى جَهلي وَبِرأفَتِكَ عَلى ذَنبي فَقَد عَظُمَ جُرمي بِرَحمَتِكَ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ.
أقول: فضائل حمزة (سلام الله عليه) وفضل زيارته أكثر من أن يذكر. وقال فخر المحققين (رحمه الله) في (الرسالة الفخرية): يستحب زيارة حمزة (رحمه الله) وباقي الشهداء بأُحد لما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «من زارني ولم يزر عمّي حمزة فقد جفاني».
وأقول: إنّي قد ذكرت في كتاب (بيت الأحزان) في مصائب سيّدة النسوان أنّ فاطمة (صلوات الله عليها) كانت تخرج يومي الاثنين والخميس من كلّ اسبوع بعد وفاة أبيها إلى زيارة حمزة وباقي شهداء اُحد فتصلّي هناك وتدعو إلى أن توفّيت. وقال محمود بن لبيد: إنّها كانت تأتي قبر حمزة وتبكي هناك، فلمّا كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة فوجدتها تبكي هناك فأمهلتها حتى سكنت فأتيتها وسلّمت عليها وقلت: يا سيّدة النسوان قد والله قطعت أنيا ط‍ قلبي من بكائك فقالت: «يا أبا عمرو يحقّ لي البكاء فلقد اُصبت بخير الآباء رسول الله (صلى الله عليه وآله) .ثمّ قالت: واشوقاه إلى رسول الله» ثمّ أنشدت تقول:

«إذا ماتَ يوماً ميّتٌ قلَّ ذِكرُهُ‌ *** وذِكُر أبي مُذ ماتَ واللهِ أكثَرُ»

وقال الشيخ المفيد: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر في حياته بزيارة قبر حمزة (عليه السلام) وكان يلمّ به وبالشهداء ولم تزل فاطمة (عليها السلام) بعد وفاته (صلى الله عليه وآله) تغدو إلى قبره وتروح والمسلمون ينتابون على زيارته وملازمة قبره.

Layer 5