Search
Close this search box.

زيارة النبي والزهراء والأئمة بالبقيع (عليهم السلام) في المدينة المنورة التي ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان ويستحب للحجاج أن يتشرفوا بزيارة تلك القبور الطاهرة وأن يزوروا الأئمة بهذه الزيارات.

Layer 5

في زيارة النبي والزهراء(عليها السلام)
والأئمة بالبقيع (صلوات الله عليهم أجمعين) في المدينة الطيبة
فضل زيارة النبي والزهراء وأئمة البقيع(عليهم السلام)
اعلم أنّه يستحب استحباباً أكيداً لكافة الناس ولا سيّما للحجاج أن يتشرّفوا بزيارة الروضة الطاهرة والعتبة المنورة لمفخرة الدهر مولانا سيد المرسلين محمد بن عبد الله (صلوات الله وسلامه عليه)، وترك زيارته جفاءٌ في حقّه يوم القيامة. وقال الشهيد (رحمه الله): فإن ترك الناس زيارته فعلى الإمام أن يجبرهم عليها فإنّ ترك زيارته جفاء محرّم.
روى الصدوق عن الصادق (عليه السلام): «إذا حجّ أحدكم فليختم حجّه بزيارتنا لأنّ ذلك من تمام الحج».
وروي أيضاً عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «أتمّوا بزيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجّكم، فإنّ تركه بعد الحج جفاء». وبذلك أمرتم بالقبور التي ألزمكم الله عزّ وجلّ حقّها وزيارتها واطلبوا الرزق عندها.
وروي أيضاً عن أبي الصلت الهروي قال: قلت للرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث أنّ المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة؟ ويعني الراوي بسؤاله أنّ الرواية إن صحّت فما معناها وهي بظاهرها تحتوي على ما لا يستقيم مع الاعتقاد الحق. فأجابه (عليه السلام) فقال: «يا أبا الصلت إنّ الله تبارك وتعالى فضّل نبيه محمداً (صلى الله عليه وآله) على جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته ومبايعته مبايعته وزيارته زيارته فقال الله عزّ وجلّ: مَن يُطِع الرَّسولَ فَقَد أطاعَ اللهَ، وقال:
إنَّ الَّذينَ يُبايِعونَكَ إنَّما يُبايِعونَ اللهَ يَدُ اللهَ فَوقَ أيديهِم».
وقال النبي (صلى الله عليه وآله): «من زارني في حياتي أو بعد مماتي فقد زار الله تعالى» الخ وروى الحميري في (قرب الاسناد): عن الصادق (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «من زارني حيا أو ميتاً كنت له شفيعاً يوم القيامة».
وفي الحديث: إنه شهد الصادق (عليه السلام) عيداً بالمدينة فانصرف فدخل على النبي (صلى الله عليه وآله) فسلم عليه ثمّ قال لمن حضره: «أما لقد فضّلنا على أهل البلدان كلهم مكة فمن دونها لسلامنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ».
وروى الطوسي (رحمه الله) في (التهذيب): عن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن جده أنّه قال: دخلت على فاطمة (سلام الله عليها) فبدأتني بالسلام ثمّ قالت: «ما غدا بك؟» قلت: طلب البركة.
قالت: «أخبرني أبي وهو ذا هو، أنه من سلم عليه وعليّ ثلاثة أيام أوجب الله له الجنة». قلت لها: في حياته وحياتك؟ قالت: «نعم وبعد موتنا».
قال العلّامة المجلسي (رحمه الله): روي في حديث معتبر عن عبد الله بن عباس، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «من زار الحسن (عليه السلام) بالبقيع ثبت قدمه على الصراط يوم تزول فيه الاقدام».
وفي (المقنعة) عن الصادق (عليه السلام): من زارني غفرت ذنوبه ولم يصب بالفقر والفاقة».
وروى الطوسي في (التهذيب): عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قال: «من زار جعفر الصادق وأباه لم يشك عينه ولم يصبه سقم ولم يمت مبتلىً».
وروى ابن قولويه في (الكامل) في حديث طويل عن هشام بن سالم، عن الصادق (عليه السلام) أنه أتاه رجل فقال: هل يزار والدك؟ فقال: «نعم».
قال: فما لمن زاره؟ قال: «الجنة إن كان يا تم به» قال: فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: «الحسرة يوم الحسرة» الخ، والاحاديث في ذلك كثيرة حسبنا منها ما ذكرناه.

Layer 5