Search
Close this search box.

الزيارة السابعة المطلقة لأميرالمؤمنين (عليه السلام)، والزيارات المطلقة هي الزيارات التي لا تختص بمكان ولا زمان ،ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان.

Layer 5

رواها السيد ابن طاووس في كتاب (مصباح الزائر) فقال: اقصد باب السلام أي باب الروضة المقدّسة للأمير (عليه السلام) حيث يرى الضريح المقدّس فقل أربعاً وثلاثين مرة: اللهُ أكبَرُ، وقل:
سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَأنبيائِهِ المُرسَلِينَ وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهداءِ وَالصِّدِّيقِينَ عَلَيكَ يا أمِيرَ المُؤمِنِينَ، السَّلامُ عَلى آدَمَ صَفوَةِ اللهِ، السَّلامُ عَلى نُوحٍ نَبِيِّ اللهِ، السَّلامُ عَلى إبراهِيمَ خلِيلِ اللهِ، السَّلامُ عَلى مُوسى كَلِيمِ اللهِ، السَّلامُ عَلى عِيسى رُوحِ اللهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى اسمِ اللهِ الرَّضِيِّ وَوَجهِهِ العَلِيِّ وَصِراطِهِ السَّوِيِّ، السَّلامُ عَلى المُهَذَّبِ الصَّفِيِّ، السَّلامُ عَلى أبي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى خالِصِ الأخِلّاءِ، السَّلامُ عَلى المَخصُوصِ بِسَيِّدَةِ النِّساءِ، السَّلامُ عَلى المَولُودِ في الكَعبَةِ المُزَوَّجِ في السَّماءِ، السَّلامُ عَلى أسَدِ اللهِ في الوَغى، السَّلامُ عَلى مَن شُرِّفَت بِهِ مَكَّةُ وَمِنى، السَّلامُ عَلى صاحِبِ الحَوضِ وَحامِلِ اللّواءِ، السَّلامُ عَلى خامِسِ أهلِ العَباءِ، السَّلامُ عَلى البائِتِ عَلى فِراشِ النَّبِيِّ وَمُفدِيهِ بِنَفسِهِ مِنَ الأعداءِ، السَّلامُ عَلى قالِعِ بابِ خَيبَرَ وَالدَّاحي بِهِ في الفَضاءِ، السَّلامُ عَلى مُكَلِّمِ الفِتيَةِ في كَهفِهِم بِلِسانِ الأنبياءِ، السَّلامُ عَلى مُنبِعِ القَلِيبِ في الفَلا، السَّلامُ عَلى قالِعِ الصَّخرَةِ وَقَد عَجَزَ عَنها الرِّجالُ الأشِداءِ، السَّلامُ عَلى مُخاطِبِ الثُّعبانِ عَلى مِنبَرِ الكُوفَةِ بِلِسانِ الفُصَحاءِ، السَّلامُ عَلى مُخاطِبِ الذِّئبِ وَمُكَلِّمِ الجُمجُمَةِ بِالنَّهرَوانِ وَقَد نَخِرَتِ العِظامُ بِالبِلا، السَّلامُ عَلى صاحِبِ الشَّفاعَةِ في يَومِ الوَرى وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى الإمام الزَّكي حَلِيفِ المِحرابِ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ المُعجِزِ الباهِرِ وَالنَّاطِقِ بِالحِكمَةِ وَالصَّوابِ، السَّلامُ عَلى مَن عِندَهُ تَأوِيلُ المُحكَمِ وَالمُتَشابِهِ وَعِندَهُ اُمُّ الكِتابِ، السَّلامُ عَلى مَن رُدَّت عَلَيهِ الشَّمسُ حِينَ تَوارَت بِالحجابِ، السَّلامُ عَلى مُحيي اللَيلِ البَهِيمِ بِالتَّهَجُّدِ وَالاكتِئابِ، السَّلامُ عَلَى مَنْ خاطَبَهُ جِبْرَئيلُ بِإِمْرَةِ المُؤمِنينَ بِغَيْرِ ارْتِيابٍ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلى سَيِّدِ السَّاداتِ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ المُعجِزاتِ، السَّلامُ عَلى مَن عَجِبَ مِن حَمَلاتِهِ في الحُرُوبِ مَلائِكَةُ سَبعِ سَماواتٍ، السَّلامُ عَلى مَن ناجى الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَينَ يَدَي نَجواهُ صَدَقاتٍ، السَّلامُ عَلى أمِيرِ الجُيُوشِ وَصاحِبِ الغَزَواتِ، السَّلامُ عَلى مُخاطِبِ ذِئبِ الفَلَواتِ، السَّلامُ عَلى نُورِ اللهِ في الظُّلُماتِ، السَّلامُ عَلى مَن رُدَّت لَهُ الشَّمسُ فَقَضى ما فاتَهُ مِنَ الصَّلَواتِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
السَّلامُ عَلى أمِيرِ المُؤمِنِينَ، السَّلامُ عَلى سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلى إمامِ المُتَّقِينَ، السَّلامُ عَلى وَارِثِ عِلمِ النَبيِّينَ، السَّلامُ عَلى يَعسُوبِ الدِّينِ، السَّلامُ عَلى عِصمَةِ المُؤمِنِينَ، السَّلامُ عَلى قُدرَةِ الصَّادِقِينَ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى حُجَّةِ الأبرارِ، السَّلامُ عَلى أبي الأئِمَّةِ الأطهارِ، السَّلامُ عَلى المَخصُوصِ بِذي الفِقارِ، السَّلامُ عَلى ساقي أوليائِهِ مِن حَوضِ النَّبِيِّ المُختارِ (صلى الله عليه وآله) ما اطَّرَدَ اللَيلُ وَالنَّهارُ، السَّلامُ عَلى النَّبَأ العَظِيمِ، السَّلامُ عَلى مَن أنزَلَ اللهُ فِيهِ وَإنَّهُ في اُمِّ الكِتابِ لَدَينا لَعَلِيُّ حَكِيمٌ، السَّلامُ عَلى صِراطِ اللهِ المُستَقِيمِ، السَّلامُ عَلى المَنعُوتِ في التَّوراةِ وَالإنجِيلِ وَالقُرآنِ الحَكِيمِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ انكب على الضريح وقبّله وقل:
يا أمِينَ اللهِ يا حُجَّةَ اللهِ يا وَلِيَّ اللهِ يا صِراطَ اللهِ زارَكَ عَبدُكَ وَوَلِيُّكَ اللائِذُ بِقَبرِكَ وَالمُنِيخُ رَحلَهُ بِفِنائِكَ المُتَقَرِّبُ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالمُستَشفِعُ بِكَ إلى اللهِ زيارة مَن هَجَرَ فِيكَ صَحبَهُ وَجَعَلَكَ بَعدَ اللهِ حَسبَهُ أشهَدُ أنَّكَ الطُّورُ وَالكِتابُ المَسطُورُ وَالرِّقُّ المَنشُورُ وَبَحرُ العِلمِ المَسجُورِ يا وَلِيَّ اللهِ إنَّ لِكُلِّ مَزُورٍ عِنايَةً في مَن زارَهُ وَقَصَدَهُ وَأتاهُ وَأنا وَلِيُّكَ وَقَد حَطَطتُ رَحلي بِفنائِكَ وَلَجَأتُ إلى حَرَمِكَ وَلُذتُ بِضَرِيحِكَ لِعِلمي بِعَظِيمِ مَنزِلَتِكَ وَشَرَفِ حَضرَتِكَ، وَقَد أثقَلَتِ الذُّنُوبُ ظَهري وَمَنَعَتني رُقادي فَما أجِدُ حِرزاً وَلا مَعقِلاً وَلا مَلجأً ألجأُ إلَيهِ إلاّ اللهَ تَعالى وَتَوَسُّلي بِكَ إلَيهِ وَاستِشفاعي بِكَ لَدَيهِ، فَها أنا ذا نازِلٌ بِفِنائِكَ وَلَكَ عِندَ اللهِ جاهٌ عَظِيمٌ وَمَقامٌ كَرِيمٌ فَاشفَع لي عِندَ اللهِ رَبِّكَ يا مَولايَ.
ثمّ قبّل الضريح واستقبل القبلة وقل:
اللهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيكَ يا أسمَعَ السَّامِعِينَ وَيا أبصَرَ النَّاظِرِينَ وَيا أسرَعَ الحاسِبِينَ وَيا أجوَدَ الأجوَدِينَ بِمُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ رَسُولِكَ إلى العالَمِينَ وَبِأخِيهِ وَابنِ عَمِّهِ الأنزَعِ البَطِينِ العالِمِ المُبِينِ عَلِيٍّ أمِيرِ المُؤمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ الإمامينِ الشَّهِيدَينِ وَبِعَلِيّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العابِدِينَ وَبِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ باقِرِ عَلمِ الأوَّلِينَ وَبِجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ زَكِيِّ الصِّدِّيقِينَ وَبِمُوسى بنِ جَعفَرٍ الكاظِمِ المُبِينِ وَحَبِيسِ الظَّالِمِينَ وَبِعَلِيِّ بنِ مُوسى الرِّضا الأمِينِ وَبِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الجَوادِ عَلَمِ المُهتَدِينَ وَبِعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ البَرِّ الصَّادِقِ سَيِّدِ العابِدِينَ وَبِالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ العَسكَري وَليِّ المُؤمِنِينَ وَبِالخَلَفِ الحُجَّةِ صاحِبِ الأمرِ مُظهِرِ البَراهِينِ أن تَكشِفَ ما بي مِنَ الهُمُومِ وَتَكفِيَني شَرَّ البَلاءِ المَحتُومِ وَتُجِيرَني مِنَ النَّارِ ذاتِ السَّمُومِ بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمِينَ. ثمّ ادع بما شئت وودّعه وانصرف.
أقول: روى السيد عبد الكريم بن طاووس في كتاب (فرحة الغري) أنّ زين العابدين (عليه السلام) ورد الكوفة ودخل مسجدها وبه أبو حمزة الثمالي وكان من زهّاد أهل الكوفة ومشايخها فصلّى ركعتين. قال أبو حمزة: فما سمعت أطيب من لهجته، فدنوت لأسمع ما يقول فسمعته يقول: إِلهِي إِنْ كانَ قَدْ عَصَيْتُكَ فَإِنِّي قَدْ أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الاَشْياءِ إِلَيْكَ…، (وهو دعاء معروف).
أقول: الدعاء سيأتي في أعمال جامع الكوفة وسنروي هناك أن أبا حمزة قال: ثم أتى (عليه السلام) الأسطوانة السابعة فخلع نعليه ووقف فرفع يديه إلى حيال أذنيه وكبّر تكبيرة قفّ لها كل شعرة في بدني فصلّى أربع ركعات يحسن ركوعها وسجودها ثم دعا بدعاء:
إِلهِي إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ… إلى آخر الدعاء.
وعلى الرواية التي نحن بصددها الان ثم نهض (عليه السلام) قال أبو حمزة فتبعته إلى مناخ الكوفة فوجدت عبداً أسود معه نجيب وناقة فقلت يا أسود من الرجل؟ فقال: أو يخفى عليك شمائله؟ هو علي بن الحسين (صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِما). قال أبو حمزة فأكببت على قدميه أقبلهما فرفع رأسي بيده وقال: لا يا أبا حمزة إنّما يكون السجود للهِ عزَّ وجلَّ. فقلت: يا بن رسول الله ما أقدمك إلينا؟
قال: ما رايت أي الصلاة في مسجد الكوفة ولو علم الناس ما فيه من الفضل لاتوه ولو حبوا أي ولو شق عليهم السير غاية المشقّة فكانوا كالأطفال قبلنا يقوون على المشي فيحبون زحفاً على أيديهم وبطونهم. ثم قال هل لك أن تزور معي قبر جدي علي بن أبي طالب؟ قلت: أجل فسرت في ظل ناقته يحدّثني حتى أتينا الغريين وهي بقعة بيضاء تلمع نوراً فنزل عن ناقته ومرّغ خديه عليها وقال يا أبا حمزة هذا قبر جدّي علي بن أبي طالب ثم زاره بزيارة أولها:
السَّلامُ عَلى اسْمِ الله الرَّضِيِّ وَنُورِ وَجْهِهِ المُضِي…. ثم ودعه ومضى إلى المدينة ورجعت إلى الكوفة.
أقول: كنت آسف على ترك السيد هذه الزيارة في كتاب (الفرحة) وكنت أفتش عنه فتصفحت لذلك كل زيارة مروية للأمير (عليه السلام) علني أعثر على زيارة تبدأ بالجملة السابقة فلم أجد سوى هذه الزيارة الشريفة وهي قد افتتحت بما افتتحت بها الجملة السابقة وهي كلمة:
السَّلامُ عَلى اسْمِ الله الرَّضِيِّ، واختلفت عنها في العطف وهو: ونور وجهه المضي، فلعل هذه هي تلك الزيارة وهذا الاختلاف يسير لايكترث به.
فإن قلت: لم يكن بدء هذه الزيارة كلمة: السَّلامُ على اسم الله الرضيَّ بل كلمة: سلام الله وسلام ملائكته، أجبنا أن مايتقدم على الكلمة المذكورة من السلام فهي بمنزلة الاستئذان والإسترخاص والزيارة نفسها إنما تبدأ من كلمة: السَّلامُ على اسم الله الرَّضي، ويشهد على ما نقول المقابلة بين هذه الزيارة والزيارة الواردة في يوم الميلاد وهما تتشابهان غاية التشابه فلاحظهما لتعرف ذلك.
واعلم أن هذه الجملة مع ما فيها من العطف ولكن من دون كلمة نور قد ذكرت في الزيارة السادسة وفي زيارة يوم الميلاد ولكن لافي بدئهما بل في خلالهما والله العالم وبالجملة حسبنا من الزيارات المطلقة هذه الزيارات السبع ومن يبتغي أكثر منها فليزره (عليه السلام) بالزيارات الجامعة وليزره بما سنذكرها من الزيارة المبسوطة ليوم الغدير وليغتنم الزائر زيارة الأمير (عليه السلام) والصلاة في حرمه الطاهر فالصلاة عنده تعدل مائتي ألف صلاة.
وعن الصادق (عليه السلام): أن من زار إماما مفترض الطاعة وصلّى عنده أربع ركعات كتب له حجة وعمرة وقد ألمحنا في كتاب (هدية الزائر) إلى مالجوار قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) من الفضل، وذلك أن حفظ المجاور حق الجوار وهذا شرط بالغ العسر والمشقة فلا يتيسر لكل أحد والمقام لا يقتضي البسط فليراجع من شاء الكتاب الفارسي (كلمه طيبه).

Layer 5