Search
Close this search box.

الزيارة الثالثة المطلقة لأميرالمؤمنين (عليه السلام)، والزيارات المطلقة هي الزيارات التي لا تختص بمكان ولا زمان ،ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان.

Layer 5

روى السيّد عبد الكريم ابن طاووس عن صفوان الجمّال قال: لمّا وافيت مع جعفر الصادق (عليه السلام) الكوفة يريد أبا جعفر المنصور قال لي: «يا صفوان أنخ الراحلة فهذا قبر جدّي أمير المؤمنين (عليه السلام)» فأنختها ثمّ نزل فاغتسل وغيّر ثوبه وتحفّى وقال لي: «افعل مثل ما أفعله».
ثمّ أخذ نحو الذكوة (النجف) وقال: «قصّر خطاك وألق ذقنك نحو الأرض فإنّه يكتب لك بكلّ خطوة مائة ألف حسنة ويمحى عنك مائة ألف سيئة وترفع لك مائة ألف درجة وتقضى لك مائة ألف حاجة ويكتب لك ثواب كلّ صدّيق وشهيد مات أو قتل» ثمّ مشى ومشيت معه على السكينة والوقار نسبّح ونقدّس ونهلّل إلى أن بلغنا الذكوات (التلول) فوقف (عليه السلام) ونظر يمنةً ويسرةً وخطّ بعكازته فقال لي: «اطلب» فطلبت فإذا أثر القبر ثمّ أرسل دموعه على خده وقال:
إنَّا للهِ وَإنَّا إلَيهِ راجِعُونَ.
وقال: السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الوَصِيُّ البَرُّ التَّقِيُّ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها النَّبَأُ العَظِيمُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الصِّدِّيقُ الرَّشِيدُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها البَرُّ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا خِيَرَةَ اللهِ عَلى الخَلقِ أجمَعِينَ. أشهَدُ أنَّكَ حَبِيبُ اللهِ وَخاصَّةُ اللهِ وَخالِصَتِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَمَوضِعَ سِرِّهِ وَعَيبَةَ عِلمِهِ وَخازِنَ وَحيِهِ.
ثمّ انكبّ على القبر وقال: بِأبي أنتَ وَاُمّي يا أمِيرَ المُؤمِنِينَ بِأبي أنتَ وَاُمّي يا حُجَّةَ الخِصامِ بِأبي أنتَ وَاُمّي يا بابَ المَقامِ بِأبي أنتَ وَاُمّي يا نُورَ اللهِ التَّامَّ أشهَدُ أنَّكَ قَد بَلَّغتَ عَنِ اللهِ وَعَن رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) ما حُمِّلتَ وَرَعَيتَ ما استُحفِظتَ وَحَفِظتَ ما استُودِعتَ وَحَلَّلتَ حَلالَ اللهِ وَحَرَّمتَ حَرامَ اللهِ وَأقَمتَ أحكامَ اللهِ وَلَم تَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ وَعَبَدتَ اللهَ مُخلِصاً حَتّى أتاكَ اليَقِينُ صَلّى اللهُ عَلَيكَ وَعَلى الأئِمَّةِ مِن بَعدِكَ.
ثمّ قام (عليه السلام) فصلّى عند الرأس ركعات وقال: «يا صفوان من زار أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذه الزيارة وصلّى بهذه الصلاة رجع إلى أهله مغفوراً ذنبه مشكوراً سعيه ويكتب له ثواب كلّ من زاره من الملائكة» قلت: ثواب كلّ من يزوره من الملائكة؟ قال: «بلى يزوره في كلّ ليلة سبعون قبيلة» قلت كم القبيلة؟ قال: «مائة ألف» ثمّ خرج من عنده القهقرى وهو يقول:
يا جَدَّاهُ يا سَيِّداهُ يا طَيِّباهُ يا طاهِراهُ لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهدِ مِنكَ وَرَزَقَني العَودَ إلَيكَ وَالمُقامَ في حَرَمِكَ وَالكَونَ مَعَكَ وَمَعَ الأبرارِ مِن وُلدِكَ صَلّى اللهُ عَلَيكَ وَعَلى المَلائِكَةِ المُحدِقِينَ بِكَ.
قال صفوان، قلت: يا سيدي أتأذن لي أن اُخبر أصحابنا من أهل الكوفة وأدلهّم على هذا القبر فقال: «نعم» وأعطاني دراهم وأصلحت القبر.

Layer 5