Search
Close this search box.

باب في التعقيبات الخاصّة بفريضة الصبح وقد ورد في صلاة الصبح من التعقيبات ما لم يرد لسائر الصلوات وقد أورد الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان تعقيبات صلاة الصبح والروايات الشريفة الواردة بهذا الشأن.

Layer 5

إعلم أنّ ما ورد من الأذكار والدعوات لتعقيب صلاة الصبح أكثر مما ورد لغيرها والأحاديث في فضل هذا التعقيب خاصّة كثيرة.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): إن ذكر الله بعد صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض.
وعن النبي (صلّى الله عليه وآله) من جلس في مصلاه يعقب من صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ستره الله من النار. وعن الباقر (عليه السلام): إنّ إبليس إنّما يبث جنوده، جنود النهار، من حين طلوع الفجر إلى مطلع الشمس، ويبث جنوده، جنود الليل، من حين غروب الشمس إلى ذهاب الحمرة المغربيّة. فاذكروا الله تعالى في هاتين الساعتين ذكراً كَثِيراً فإن إبليس يبذل جهده في هاتين الساعتين حتى يجعل المرء غافلاً عن ذكر اللّه.
وروي بسند صحيح عن الرضا (عليه السلام) أنّه كان في خراسان إذا صلّى فريضة الصبح قعد في مصلاه يعقب إلى طلوع الشمس، ثم يؤتى إليه بخريطة فيها المساويك فيسوك بها واحداً واحداً ثم يمضغ شَيْئاً من الكندر، ثم يأخذ في تلاوة الكتاب المجيد. وعن النبي (صلى الله عليه وآله): من قعد في مصلاه الذي صلّى فيه الفجر يذكر الله حتى تطلع الشمس كان له حج بيت اللّه. وفي الحديث القدسي قال الله تعالى: يا أبن آدم اذكرني بعد الصباح بساعة وبعد العصر بساعة لكي أكفيك جميع ما أهمك.
وأما التعقيبات الخاصة بفريضة الصبح فهي كما يلي:
الأول: روى ابن بابويه بسند معتبر عن الباقر (عليه السلام) قال: من استغفر الله تعالى بعد صلاة الفجر سبعين مرة غفر الله له ولو عمل ذلك اليوم سبعين ذنبا. وعلى رواية أخرى سبعمائة ذنب.
الثاني: روى ابن بابويه أيضاً بسند صحيح وأسناد معتبرة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من صلى صلاة الفجر ثم قرأ: قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وإن رغم أنف الشيطان. وفي (البلد الأمين) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من قرأ التوحيد كل يوم عشر مرات لم يدركه في ذلك اليوم ذنب وإن جهد الشيطان.
الثالث: روى الكليني بسند صحيح عن الصادق (عليه السلام): إن من قال بعد فريضة الفجر مائة مرة:
ما شاءَ الله كانَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلي العَظيمِ لم ير مكروها في ذلك اليوم. ورواها أيضاً الطوسي وغيره في كتب الدّعوات.
الرابع: روى الكفعمي وغيره عن الباقر (عليه السلام) قال: من قرأ القدر بعد الصبح عشراً، وحين تزول الشمس عشراً، وبعد العصر عشراً، أتعب ألفي كاتب ثلاثين سنة.
وعنه أيضاً قال: ما قرأها عبد سبع مرّات بعد طلوع الفجر إِلاّ صلّى عليه صفُّ من الملائكة سبعين صلاة، وترحموا عليه سبعين رحمة. وقد روي عن محمد التقي (عليه السلام) ثواب جزيل لمن قرأ سورة القدر في كل يوم وليلة ستا وسبعين مرة يقرؤها بعد طلوع الفجر قبل صلاة الغداة سبعا، وبعدها عشراً، وإذا زالت الشمس قبل النافلة عشراً، وبعد نوافل الزوال إحدى وعشرين، وبعد صلاة العصر عشراً، وبعد العشاء الآخرة سبعاً، وحين يأوي إلى فراشه إحدى عشرة، ومن ثوابها أنّه يخلق الله تعالى له ألف ملك يكتبون ثوابها ستة وثلاثين ألف عام.
الخامس: روى ابن بابويه وغيره من العلماء رضوان الله عليهم بأسناد معتبرة عن الباقر (عليه السلام) أنّه قال: قال النبي (صلّى الله عليه وآله) إذا صليت الصبح فقل عشر مرات:
سُبْحانَ الله العَظيمِ وَبِحَمْدِهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَليّ العَظيمِ فإنّ الله عزَّ وجلَّ يعافيك بذلك من العمى والجنون والجذام والفقر والهدم أو الهرم.
السادس: في (البلد الأمين) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (عليه السلام) من أراد أن يؤخر الله تعالى أجله ويظفره بأعدائه ويصونه من ميتة السوء فليتحافظ على هذا الدعاء في كل صباح ومساء يقول ثلاثا:
سُبْحانَ الله مِلأ الميزانِ وَمُنْتَهى العِلْمِ وَمَبْلَغِ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي وثلاثا الحَمْدُ لله مِلأ الميزانِ وَمُنْتَهى العِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي وثلاثا: لا إِلهَ إِلاّ الله مِلا الميزانِ وَمُنْتَهى العِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي وثلاثا: الله أكْبَرُ مِلا الميزانِ وَمُنْتَهى العِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي.
السابع: روى السيد بن طاووس بسند معتبر عن الرضا (عليه السلام) قال: من قال بعد صلاة الفجر مائة مرة: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَليّ العَظيمِ. كان أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها. وبأسناد معتبرة عن الصادق والكاظم (عليه السلام): إنّ من دعا بهذا الدعاء في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يتكلم أو يتحول من مكانه سبع مرات دفع الله عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أهونها الجذام والبرص وكيد الشيطان وشرّ السلطان.
وعلى بعض الروايات المعتبرة يقوله ثلاث مرات، وفي بعضها يقوله عشر مرّات، وأقله ثلاث مرّات، وأكثره مائة مرة، وإن زاد زيد له في ثوابه.
الثامن: روى أحمد بن فهد وغيره أنّه أتى رجل أبا الحسن الكاظم (عليه السلام) فشكا إليه حرفته وأنّه لا يتوجه في حاجاته فتقضى له، فقال أبو الحسن (عليه السلام): قل بعد صلاة الفجر عشرا:
سُبْحانَ الله العَظيمِ وبِحَمْدِهِ اسْتَغْفِرُ الله وَأسْئَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ. قال الراوي: فلزمت ذلك فوالله ما لبثت إِلاّ قليلاً حتى ورد عليّ قوم من البادية فأخبروني أنّ رجلاً من قومي مات ولم يعرف له وارث غيري فانطلقت وقبضت ميراثه ولم أزل مستغنيا. وفي كتابي (الكافي) و (المكارم): أن رجلاً يدعى حلقام قال له (عليه السلام) جعلت فداك علمني دعاءً جامعاً للدنيا والآخرة وأوجز، فعلّمه هذا الدعاء ليدعو به في دبر الفجر إلى أن تطلع الشمس، فواظب عليه وحسن حاله.
التاسع: روى العياشي عن عبد الله بن سنان قال: ذهبت إلى الصادق (عليه السلام) فقال: ألا أعلمك شَيْئاً إذا قلته قضى اللّه دينك وأنعش حالك. فقلت: ما أحوجني إلى ذلك، فقال: قل في دبر صلاة الفجر:
تَوَكَلْتُ عَلى الحَيّ القَيّومِ الَّذِي لا يَمُوتُ وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذِّلِ وَكَبِرْهُ تَكْبيراً، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ البؤسِ وَالفَقْرِ وَمِنْ غَلَبَةِ الدَّينِ وَالسَقْمِ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعينَني عَلى أداءِ حَقِّكَ إلَيْكَ وإِلى النّاسِ.
وعلى رواية الطوسي وغيره: ومِنْ غَلَبَةِ الدَّينِ فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَأَعِنّي عَلى أداءِ حَقِّكَ إلَيْكَ وإِلى النّاسِ.
العاشر: روى الكفعمي أنّ رجلاً شكا إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الفقر والبؤس والمرض فوصاه بأن يدعو بهذا الدعاء في كل صباح ومساء عشر مرات. فواظب عليه ثلاثة أيام ونفي عنه الفقر والسقم.
وأتى الطوسي وغيره بهذا الدعاء لتعقيب فريضة الصبح وهو هذا الدعاء:
لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله تَوَكَلْتُ عَلى الحَيّ القَيّومِ الَّذِي لا يَمُوتُ وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذِّلِ وَكَبِرْهُ تَكْبيراً.
الحادي عشر: روى الطوسي والكفعمي وغيرهما عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال لأصحابه: أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومساء عهداً عند الله تعالى، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: يدعو بهذا الدعاء فإذا دعا به طبع عليه بطابع، ووضع تحت العرش، فإذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أين الذين لهم عند الرحمن عهداً فيعطون ذلك العهد ويدخلون الجنة.
وقد ذكر الطوسي هذا الدعاء لتعقيب فريضة الصبح:
اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالارضِ عالِمَ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ أعْهَدُ إلَيْكَ في هِذِهِ الدُّنْيا أنَّكَ انْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكْ وَأنَّ مُحَمَّدا صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، اللَّهُمَّ فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ولا تَكِلْني إِلى نَفْسي طُرْفَةَ عَيْنٍ أبَدا وَلا إِلى أحَدٍ مَنْ خَلْقِكَ فإِنَّكَ إنْ وَكَلْتَني إلَيْها تُباعِدْنِي مِنَ الخَيْرِ وَتُقَرِّبْني مِنَ الشَّرِّ. رَبِّ لا أثِقُ إِلاّ بِرَحْمَتِكَ فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ وَاجْعَلْ لي عِنْدَكَ عَهْداً تؤدِّيهِ إِلى يَوْمِ القيامَةِ إنَّكَ لا تُخْلِفُ الميعادَ.
الثاني عشر: في كتاب (عدة الداعي) عن الصادق (عليه السلام) قال: إنّ من دعا بهذا الدعاء في دبر صلاة الفجر قبل أن يتكلم بشيٍ: رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ وقى الله وجهه من نار جهنم. وروى ابن بابويه في كتاب (ثواب الأعمال) بسند معتبر: قل بعد فريضة الفجر مائة مرة: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ. لكي يقي الله تعالى وجهك من نار جهنم. وعلى رواية أخرى قل مائة مرة قبل أن تتكلم بشي: يا رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَاعْتِقْ رَقَبَتي مِنَ النّار.

Layer 5