Search
Close this search box.

أعمال يوم عيد الغدير – اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة – وهو عيد الله الأكبر وعيد آل محمد (عليهم السلام)، وهو أعظم الأعياد ما بعث الله (تعالى) نبيا إِلاّ وهو يعيد هذا اليوم ويحفظ‍ حرمته، واسم هذا اليوم في السماء يوم العهد المعهود، واسمه في الأَرْض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود ولهذا اليوم في الروايات الشريفة بعض الأعمال والمناسك ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان.

Layer 5

يوم عيد الغدير وهو عيد الله الأكبر وعيد آل محمد (عليهم السلام) ، وهو أعظم الأعياد ما بعث الله تعالى نبياً إلاّ وهو يعيّد في هذا اليوم ويحفظ‍ حرمته، واسم هذا اليوم في السماء يوم العهد المعهود، واسمه في الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود.
وروي أنّه سئل الصادق (عليه السلام) : هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟ قال: «نعم أعظمها حرمة».
قال الراوي: وأيّ عيد هو؟ قال: «اليوم الذي نصب فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وهو يوم الثامن عشر من ذي الحجة» قال الراوي: وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم؟ قال: «الصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد (عليهم السلام) والصلاة عليهم، وأوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتخذ ذلك اليوم عيداً وكذلك كانت الأنبياء تفعل، كانوا يوصون أوصياءَهم بذلك فيتخذونه عيداً».
وفي حديث أبي نصر البزنطي عن الرضا (صلوات الله وسلامه عليه) أنّه قال: «يا بن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنّ الله تبارك وتعالى يغفر لكلّ مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر ولدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين، وأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسرّ فيه كلّ مؤمن ومؤمنة، والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كلّ يوم عشر مرّات» والخلاصة أنّ تعظيم هذا اليوم الشريف لازم وأعماله عديدة.
الأول: الصوم وهو كفارة ذنوب ستين سنة. وقد روي أنّ صيامه يعدل صيام الدهر ويعدل مائة حجة وعمرّة.
الثاني: الغسل.
الثالث: زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) وينبغي أن يجتهد المرء أينما كان فيحضر عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد حكيت له (عليه السلام) زيارات ثلاث في هذا اليوم، أولاها زيارة أمين الله المعروفة ويزار في القرب والبعد وهي من الزيارات الجامعة المطلقة أيضاً وستأتي في باب الزيارات إن شاء الله تعالى.
الرابع: أن يتعوّذ بما رواه السيد في (الاقبال) عن النبي (صلى الله عليه وآله).
الخامس: أن يصلّي ركعتين ثمّ يسجد ويشكر الله عزّ وجلّ مائة مرّة، ثمّ يرفع رأسه من السجود ويقول:

اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِأنَّ لَكَ الحَمدَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ وَأنَّكَ وَاحِدٌ أحَدٌ صَمَدٌ لَم تَلِد وَلَم تولَد وَلَم يَكُن لَكَ كُفواً أحَدٌ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبدُكَ وَرَسولُكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ، يا مَن هُوَ كُلَّ يَومٍ في شَأنٍ كَما كانَ مِن شَأنِكَ أن تَفَضَّلتَ عَلَيَّ بِأن جَعَلتَني مِن أهلِ إجابَتِكَ وَأهلِ دينِكَ وَأهلِ دَعوَتِكَ وَوَفَّقتَني لِذلِكَ في مُبتَدَئ خَلقي تَفَضُّلاً مِنكَ وَكَرَماً وَجوداً، ثمّ أردَفتَ الفَضلَ فَضلاً وَالجودَ جوداً وَالكَرَمَ كَرَماً رَأفَةً مِنكَ وَرَحمَةً إلى أن جَدَّدتَ ذلِكَ العَهدَ لي تَجديداً بَعدَ تَجديدِكَ خَلقي، وَكُنتُ نَسياً مَنسياً ناسياً ساهياً غافِلاً فَأتمَمتَ نِعمَتَكَ بِأن ذَكَّرتَني ذلِكَ وَمَنَنتَ بِهِ عَلَيَّ وَهَدَيتَني لَهُ، فَليَكُن مِن شَأنِكَ يا إلهي وَسَيِّدي وَمَولايَ أن تُتِمَّ لي ذلِكَ وَلا تَسلُبنيهِ حَتّى تَتَوَفَّاني عَلى ذلِكَ وَأنتَ عَنّي راضٍ فَإنَّكَ أحَقُّ المُنعِمينَ أن تُتِمَّ نِعمَتَكَ عَلَيَّ اللهُمَّ سَمِعنا وَأطَعنا وَأجَبنا داعيَكَ بِمَنِّكَ فَلَكَ الحَمدُ غُفرانَكَ رَبَّنا وإلَيكَ المَصيرُ، آمَنَّا بِاللهِ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَبِرَسولِهِ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَدَّقنا وَأجَبنا داعيَ اللهِ، وَاتَّبَعنا الرَّسولَ في موالاةِ مَولانا وَمَولى المُؤمِنينَ أميرِ المُؤمِنينَ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ عَبِد اللهِ وَأخي رَسولِهِ وَالصِّدّيقِ الأكبَرِ وَالحُجَّةِ عَلى بَريَّتِهِ المُؤَيِّدِ بِهِ نَبيَّهُ وَدينَهُ الحَقَّ المُبينَ، عَلَماً لِدينِ اللهِ وَخازِناً لِعِلمِهِ وَعَيبَةَ غَيبِ اللهِ وَمَوضِعَ سِرِّ اللهِ وَأمينَ اللهِ عَلى خَلقِهِ وَشاهِدَهُ في بَريَّتِهِ، اللهُمَّ رَبَّنا إنَّنا سَمِعنا مُنادياً يُنادي لِلإيمانِ أن آمِنوا بِرَبِّكُم فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغفِر لَنا ذُنوبَنا وَكَفِّر عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الأبرارِ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخزِنا يَومَ القيامة إنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ فَإنَّا يا رَبَّنا بِمَنِّكَ وَلُطفِكَ أجَبنا داعيَكَ وَاتَّبَعنا الرَّسولَ وَصَدَّقناهُ وَصَدَّقنا مَولى المُؤمِنينَ وَكَفَرنا بِالجِبتِ والطَّاغوتِ، فَوَلِّنا ما تَوَلَّينا وَاحشُرنا مَعَ أئِمَّتِنا فَإنَّا بِهِم مُؤمِنونَ مُوقِنُونَ وَلَهُم مُسلّمونَ، آمَنَّا بِسِرّهِم وَعَلانيَتِهِم وَشاهِدِهِم وَغائِبِهِم وَحَيِّهِم وَمَيِّتِهِم وَرَضينا بِهِم أئِمَّةً وَقادَةً وَسادَةً وَحَسبُنا بِهِم بَينَنا وَبَينَ اللهِ دونَ خَلقِهِ لا نَبتَغي بِهِم بَدَلاً، ولا نَتَّخِذُ مِن دونِهِم وَليجَةً وَبَرِئنا إلى اللهِ مِن كُلِّ مَن نَصَبَ لَهُم حَرباً مِنَ الجِنِّ وَالإنسِ مِنَ الأوّلينَ وَالآخرينَ، وَكَفَرنا بِالجِبتِ والطَّاغوتِ وَالأوثانِ الأربَعَةِ وَأشياعِهِم وَأتباعِهِم وَكُلِّ مَن وَالاهُم مِنَ الجِنِّ وَالإنسَ مِن أوَّلِ الدَّهرِ إلى آخِرِهِ، اللهُمَّ إنَّا نُشهِدُكَ أنَّا نَدينُ بِما دانَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَيهِم) وَقَولُنا ما قالوا وَدينُنا ما دانوا بِهِ، ما قالوا بِهِ قُلنا وَما دانوا بِهِ دِنَّا وَما أنكَروا أنكَرنا وَمَن وَالَوا وَالَينا وَمَن عادَوا عادَينا وَمَن لَعَنوا لَعَنَّا وَمَن تَبَرَّأوا مِنهُ تَبَرَّأنا مِنهُ وَمَن تَرَحَّموا عَلَيهِ تَرَحَّمنا عَلَيهِ، آمَنَّا وَسَلَّمنا وَرَضينا وَاتَّبَعنا مَواليَنا (صلوات الله عليهم) ، اللهُمَّ فَتَمِّم لَنا ذلِكَ وَلا تَسلُبناه وَاجعَلهُ مُستَقِراً ثابِتاً عِندَنا وَلا تَجعَلهُ مُستَعاراً وَأحيِنا ما أحيَيتَنا عَلَيهِ وَأمِتنا إذا أمَتَّنا عَلَيهِ، آلُ مُحَمَّدٍ أئِمَّتُنا فَبِهِم نَأتَمُّ وَإياهُم نوالي وَعَدوَّهُم عَدوَّ الله نُعادي فَاجعَلنا مَعَهُم في الدُّنيا وَالآخرةِ وَمِنَ المُقَرَّبينَ فَإنَّا بِذلِكَ راضونَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.
ثمّ يسجد ثانيا ويقول مائة مرّة: الحمد لله، ومائة مرّة: شكراً لله.
وروي أنّ من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الولاية، الخبر. والأفضل أن يصلّي هذه الصلاة قرب الزوال وهي الساعة التي نصب فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) بغدير خم إماماً للناس. وأن يقرأ في الركعة الاُولى منها سورة القدر وفي الثانية التوحيد.
السادس: أن يغتسل ويصلّي ركعتين من قبل أن تزول الشمس بنصف ساعة يقرأ في كلّ ركعة سورة الحمد مرّة وقل هو الله أحد عشر مرّات وآية الكرسي عشر مرّات وإنا أنزلناه عشراً، فهذا العمل يعدل عند الله عزّ وجلّ مائة ألف حجة ومائة ألف عمرّة ويوجب أن يقضي الله الكريم حوائج دنيا ه وآخرته في يسر وعافية ولا يخفى عليك أنّ السيد في (الاقبال) قدّم ذكر سورة القدر على آية الكرسي في هذه الصلاة وتابعه العلّامة المجلسي في «زاد المعاد» فقدّم ذكر القدر كما صنعت أنا في سائر كتبي ولكني بعد التتبّع وجدت الأغلب ممّن ذكروا هذه الصلاة قد قدّموا ذكر آية الكرسي على القدر واحتمال سهو القلم من السيد نفسه أو من الناسخين لكتابه في كلّا موردي الخلاف وهما عدد الحمد وتقديم القدر بعيد غاية البعد كاحتمال كون ما ذكره السيد عملاً مستقلاً مغايراً للعمل المشهور والله تعالى هو العالم. والأفضل أن يدعو بعد هذه الصلاة بهذا الدعاء:
رَبَّنا إنَّنا سَمِعنا مُناديا… الدعاء بطوله.
السابع: أن يدعو بدعاء الندبة.
الثامن: أن يدعو بهذا الدعاء الذي رواه السيد ابن طاووس عن الشيخ المفيد:

اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبيِّكَ وَعَليٍّ وَليِّكَ وَالشَّأنِ وَالقَدرِ الَّذي خَصَصتَهُما بِهِ دونَ خَلقِكَ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍ وَاَنْ تَبدَءَ بِهِما في كُلِّ خَيْرٍ عاجِلٍ اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأئِمَّةِ القادَةِ وَالدُّعاةِ السَّادَةِ وَالنُّجومِ الزَّاهِرَةِ وَالأعلامِ الباهِرَةِ وَساسَةِ العِبادِ وَأركانِ البِلادِ وَالنَّاقِة المُرسَلَةِ وَالسَّفينَةِ النَّاجيَةِ الجاريَةِ في اللُّجَجِ الغامرّة، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ خُزَّانِ عِلمِكَ وَأركانِ تَوحيدِكَ وَدَعائِمِ دينِكَ وَمَعادِنِ كَرامَتِكَ وَصَفوَتِكَ مِن بَريَّتِكَ وَخيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ الأتقياءِ الأنقياءِ النُّجَباءِ الأبرارِ وَالبابِ المُبتَلى بِهِ النَّاسُ مَن أتاهُ نَجا وَمَن أباهُ هَوى، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أهلِ الذِّكرِ الَّذينَ أمَرتَ بِمَسألَتِهِم وَذَوي القُربى الَّذينَ أمَرتَ بِمَوَدَّتِهِم وَفَرَضتَ حَقَّهُم وَجَعَلتَ الجَنَّةَ مَعادَ مَنِ اقتَصَّ آثارَهُم، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أمَروا بِطاعَتِكَ وَنَهوا عَن مَعصيَتِكَ وَدَلّوا عِبادَكَ عَلى وَحدانيَّتِكَ، اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبيِّكَ وَنَجيبِكَ وَصَفوَتِكَ وَأمينكَ وَرَسولِكَ إلى خَلقِكَ وَبِحَقِّ أميرِ المُؤمِنينَ وَيَعسوبِ الدّينِ وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلينَ الوَصيَّ الوَفيَّ وَالصِّدّيقِ الأكبَرِ وَالفاروقِ بَينَ الحَقِّ وَالباطِلِ وَالشَّاهِدِ لَكَ وَالدَّالِّ عَلَيكَ وَالصَّادِعِ بأمرِكَ وَالمُجاهِدِ في سَبيلِكَ، لَم تَأخُذهُ فيكَ لَومَةُ لائِمٍ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأن تَجعَلَني في هذا اليَومِ الَّذي عَقَدتَ فيهِ لِوَليِّكَ العَهدَ في أعناقِ خَلقِكَ وَاكمَلتَ لَهُم الدّينَ مِنَ العارِفينَ بِحُرمَتِهِ وَالمُقِرّينَ بِفَضلِهِ مِن عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ، وَلا تُشمِت بي حاسِدي النِّعَمِ، اللهُمَّ فَكَما جَعَلتَهُ عيدَكَ الأكبَرَ وَسَمَّيتَهُ في السَّماءِ يَومَ العَهدِ المَعهودِ وَفي الأرضِ يَومَ الميثاقِ المَأخوذِ وَالجَمعِ المَسؤولِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأقرِر بِهِ عُيونَنا وَاجمَع بِهِ شَملَنا وَلا تُضِلَّنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا وَاجعَلنا لأنعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ يا أرحَم الرَّاحِمينَ الحَمدُ للهِ الَّذي عَرَّفَنا فَضلَ هذا اليَومِ وَبَصَّرَنا حُرمَتَهُ وَكَرَّمَنا بِهِ وَشَرَّفَنا بِمَعرِفَتِهِ وَهَدانا بِنورِهِ، يا رَسولَ اللهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ عَلَيكُما وَعَلى عِترَتِكُما وَعَلى مُحِبّيكُما مِنّي أفضَلُ السَّلامِ ما بَقيَ الليلُ وَالنَّهارُ وَبِكُما أتَوَجَّه إلى اللهِ رَبّي وَرَبِّكُما في نَجاحِ طَلِبَتي وَقَضاء حَوائِجي وَتَيسيرِ اُموري، اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأن تَلعَنَ مَن جَحَدَ حَقَّ هذا اليَومِ وَأنكَرَ حُرمَتَهُ فَصَدَّ عَن سَبيلِكَ لإطفاءِ نورِكَ فَأبى اللهُ إلاّ أن يُتِمَّ نورَهُ، اللهُمَّ فَرِّج عَن أهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ نَبيِّكَ وَاكشِف عَنهُم وَبِهِم عَن المُؤمِنينَ الكُرُباتِ، اللهُمَّ املأ الأرضَ بِهِم عَدلاً كَما مُلِئَت ظُلماً وَجوراً وَأنجِز لَهُم ما وَعَدتَهُم إنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ.
وليقرأ إن أمكنته الأدعية المبسوطة التي رواها السيد في (الاقبال).
التاسع: أن يهنّئ من لاقاه من إخوانه المؤمنين بقوله:
الحَمدُ للهِ الَّذي جَعَلَنا مِنَ المُتَمَسِّكينَ بِولايَةِ أميرِ المُؤمِنينَ وَالأئِمَّةِ (عليهم السلام) .
ويقول أيضاً: الحَمدُ للهِ الَّذي أكرَمَنا بِهذا اليَومِ وَجَعَلَنا مِنَ الموفينَ بِعَهدِهِ إلَينا وَميثاقِهِ الَّذي وَاثَقَنا بِهِ مِن ولايَةِ وُلاةِ أمرِهِ وَالقوَّامِ بِقِسطِهِ وَلَم يَجعَلنا مِنَ الجاحِدينَ وَالمُكذِّبينَ بيَومِ الدّينِ.
العاشر: أن يقول مائة مرّة: الحَمدُ للهِ الَّذي جَعَلَ كَمالَ دينِهِ وَتَمامَ نِعمَتِهِ بِولايَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عَليّ بنِ أبي طالِبٍ (عليه السلام) .
واعلم أنّه قد ورد في هذا اليوم فضيلة عظيمة لكلّ من أعمال تحسين الثيا ب والتزين واستعمال الطيب والسرور والابتهاج وإفراح شيعة أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) والعفو عنهم وقضاء حوائجهم وصلة الأرحام والتوسيع على العيال وإطعام المؤمنين وتفطير الصائمين ومصافحة المؤمنين وزيارتهم والتبسّم في وجوههم وإرسال الهدايا اليهم وشكر الله تعالى على نعمته العظمى نعمة الولاية، والإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد (عليهم السلام) ، ومن العبادة والطاعة. ودرهم يعطي فيه المؤمن أخاه يعدل مائة ألف درهم في غيره من الأيام وإطعام المؤمن فيه كإطعام جميع الأنبياء والصدّيقين.
ومن خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم الغدير: «ومن فطّر مؤمناً في ليلته فكأنما فطّر فئاماً وفئاماً يعدّها بيده عشراً» فنهض ناهض فقال: يا أمير المؤمنين وما الفئام ؟ قال: «مائتا ألف نبي وصدّيق وشهيد فكيف بمن يكفل عدداً من المؤمنين والمؤمنات فأنا ضمينه على الله تعالى الأمان من الكفر والفقر» إلخ.
والخلاصة أنّ فضل هذا اليوم الشريف أكثر من أن يذكر وهو يوم قبول أعمال الشيعة ويوم كشف غمومهم وهو اليوم الذي انتصر فيه موسى على السحرة وجعل الله تعالى النار فيه على إبراهيم الخليل برداً وسلاماً ونصب فيه موسى (عليه السلام) وصيّه يوشع بن نون وجعل فيه عيسى (عليه السلام) شمعون الصّفا وصياله وأشهد فيه سليمان (عليه السلام) قومه على استخلاف آصف بن برخيا وآخى فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه ولذلك ينبغي فيه أن يؤاخي المؤمن أخاه، وهي على ما رواه شيخنا في (مستدرك الوسائل) عن كتاب زاد الفردوس بأن يضع يده اليمنى على اليد اليمنى لأخيه المؤمن ويقول:

وآخَيتُكَ في اللهِ وَصافَيتُكَ في اللهِ وَصافَحتُكَ في اللهِ وَعاهَدتُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وكُتُبَهُ وَرُسُلَهُ وَأنبياءَهُ وَالأئِمَّةَ المَعصومينَ (عليهم السلام) عَلى أنّي إن كُنتُ مِن أهلِ الجَنَّةِ وَالشَّفاعَةِ وَأُذِنَ لي بِأن أدخُلَ الجَنَّةَ لا أدخُلُها إلاّ وَأنتَ مَعي. ثمّ يقول أخوه المؤمن: قبلت. ثمّ يقول: أسقَطتُ عَنكَ جَميعَ حُقوقِ الاُخوَّةِ ما خَلا الشَّفاعَةَ وَالدُّعاءَ وَالزيارة.
والمحدّث الفيض أيضاً قد أورد إيجاب عقد المؤاخاة في كتاب (خلاصة الأذكار) بما يقرب ممّا ذكرناه ثمّ قال: ثمّ يقبل الطرف الآخر لنفسه او لموكّله باللفظ الدال على القبول، ثمّ يسقط كلّ منهما عن صاحبه جميع حقوق الأخوّة ما سوى الدّعاء والزيارة.

Layer 5