Search
Close this search box.
Layer 5

من سنة إحدى عشرة يوم وفاة خاتم النبيين (صلوات الله عليه وآله) وقد صادفت يوم الاثنين من أيام الاسبوع باتفاق الآراء وكان له عندئذ من العمر ثلاث وستون سنة هبط عليه الوحي وله أربعون سنة ثمّ دعا الناس الى التوحيد في مكة مدة ثلاث عشرة سنة ثمّ هاجر الى المدينة وقد مضى من عمره الشريف ثلاث وخمسون سنة وتوفي في السنة العاشرة من الهجرة، فبدأ أمير المؤمنين (عليه السلام) في تغسيله وتحنيطه وتكفينه ثمّ صلّى عليه ثمّ كان الأصحاب يا تون أفواجاً فيصلّون عليه فرادى من دون إمام يا تمون به وقد دفنه أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في الحجرة الطاهرة في الموضع الذي توفي فيه. عن أنس بن مالك قال: لما فرغنا من دفن النبي (صلى الله عليه وآله) أتت إليّ فاطمة (عليها السلام) فقالت: كيف طاوعتكم أنفسكم على أن تهيلوا التراب على وجه رسول الله ثمّ بكت وقالت: «يا أبتاه أجاب ربّاً دعاه يا أبتاه من ربه ما أدناه» الخ.
وعلى رواية معتبرة : إنّها أخذت كفّاً من تراب القبر الطاهر فوضعته على عينيها وقالت:

ماذا على المشتمّ تربة أحمد * * * أن لايشمّ مدى الزّمان غواليا
صبّت عليّ مصائب لو أنّها * * * صبّت على الأيام صرن لياليا

وروى الشيخ يوسف الشّامي في كتاب الدرّ النظيم أنّها قالت فـي رثـاء أبيهـا:

قل للمغيّب تحت أثواب الثّرى‌ * * * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صبّت عليّ مصائب لو أنّها * * * صبّت على الأيام صرن لياليا
قد كنت ذات حمىً بظلّ محمّدٍ * * * لا أخش من ضيمٍ وكان حمىً ليا
فاليوم أخضع للذليل وأتّقي * * * ضيمي وأدفع ظالمي بردائيا
فإذا بكت قمريّةٌ في ليلها * * * شجناً على غصنٍ بكيت صباحيا
فلأجعلنّ الحزن بعدك مؤنسي * * * ولأجعلنّ الدّمع فيك وشاحيا

Layer 5