Search
Close this search box.

باب في آداب حمل الجنازة وكيفية تشييع المؤمن أورده الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان وذكر الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) في بعض الآداب المهمة في ما يتعلق بمن رأى جنازة أو سائر ما يتعلق بذلك.

Layer 5

وروي عن الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) أنه يستحب إعلام الاخوان المؤمنين بالموت، ليحضروا جنازته ويصلّوا عليه ويستغفروا له، فيثاب الميت ويثابوا.
وفي حديث حسن عن الصادق (عليه السلام) قال: إن المؤمن إذا أدخل قبره ينادى: ألا إنّ أوّل حبائك الجنّة وأوّل حباء من تبعك المغفرة. وقال في حديث آخر: أوّل تحفة المؤمن في قبره أن يغفر لمن تبع جنازته. وقال في حديث آخر: من تبع جنازة مؤمن حتى يدفن وكل الله عليه يوم القيامة سبعين ملكاً يشيعونه ويستغفرون له من القبر إلى موقف الحساب، وقال من أخذ بقائمة السرير غفر الله له خمسا وعشرين كبيرة، فإذا ربّع خرج من الذنوب، وينبغي أن يحمل السرير أربعة رجال والأفضل للمشيّع أن يبدأ بحمل الميّت من طرف يده اليمنى الواقع إلى يسار السرير، ثم يحمله من جانب الرجل اليمنى، ثم يدور خلف الجنازة فيحمل جانب الرجل اليسرى على العاتق الأيسر، ثم جانب اليد اليسرى على العاتق الأيسر، فإذا أراد أن يربع ثانيا فليجانب المرور أمام الجنازة بل يدور من خلفها، فيبدأ في التربيع من جانب اليد اليمنى كما صنع أوّلاً، وهذه الطريقة في التربيع معاكسة لمذهب أكثر العلماء، حيث ذهبوا إلى أنّ التربيع يبدأ بحمل الجانب الأيمن من مقدّم السرير ثم الأيمن من مؤخره ثم الأيسر منه ثم الأيسر من مقدّمه.
والطريقة الأولى هي الموافقة للأحاديث المعتبرة، والأولى العمل بالطريقتين والأفضل أن يكون مشي المشيع خلف الجنازة أو إلى أحد جانبيها لا مقدما عليها، وظاهر أكثر الأحاديث أنّه يحسن المشي أمام جنازة المؤمن ولا يحسن أمام جنازة المخالف في المذهب، فإن الملك تستقبلها بالعذاب. ويكره التشييع راكبا. وعن النبي (صلّى الله عليه وآله) أن من رأى جنازة فقال:

الله أكْبَرُ هذا ما وَعَدَنا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ، اللّهُمَّ زِدْنا إيْمانا وَتَسْلِيماً الحَمْدُ لله الَّذِي تَعَزَّزَ بِالقُدْرَةِ وَقَهَرَ العِبادَ بِالمَوْتِ، لم يبق في السماء ملك إِلاّ بكى رحمة له. وعن الصادق (عليه السلام) قال: يقول من يحمل الجنازة:
بَسْمِ الله وَبِالله اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ.
وروي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) أنّه كان إذا رأى جنازة يقول:
الحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَجْعَلْنِي مِنَ السَّوادِ الُمخْتَرَمِ.
وليس من المسنون للمرأة أن تشيّع جنازة، ويكره لمن حضر الجنازة أن يضحك أو يتكلم بالباطل. وقال العلامة المجلسي (رض) أيضاً في كتاب (الحلية): روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال: من صلّى على ميّت صلّى عليه سبعون ألف ملك، وغفر الله له ماتقدّم من ذنبه وما تأخّر فإن أقام حتّى يدفن ويحثى عليه التراب، كان له بكل قدم نقلها قيراط من الاجر.
والقيراط مثل جبل أحد. وقال في حديث آخر: أيّما مؤمن صلّى على جنازة وجبت له الجنة إِلاّ إذا كان منافقاً أو عاقّاً لوالديه. وروي بسند معتبر عن الصادق صلوات الله عليه أنّه إذا مات المؤمن فحضر جنازته أربعون من المؤمنين وقالوا:
اللّهُمَّ إنَّا لا نَعْلَمُ مِنْهُ إِلاّ خَيْراً وَأنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنَّا قال الله تعالى: قبلت شهادتكم وغفرت له ما لم تعلموه وعلمته.
وفي حديث معتبر آخر عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال: أوّل عنوان صحيفة المؤمن بعد موته ما يقول الناس فيه: إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً.

Layer 5