Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

إن من مزايا الجنة الالتفاتة الإلهية للعبد، وهذا هو معنى القرب الذي وصل إليه قليل من الآخرين.. ومن صور نعيم الجنة جو السلام، حيث أن هناك أربعة أنواع من السلام تنهمر على أهل الجنة، وهي:

أولاً: سلام من أهل الجنة لبعضهم البعض؛ ﴿وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾.
ثانياً: سلام من أهل الأعراف؛ ﴿وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ﴾.
ثالثاً: سلام من الملائكة؛ ﴿وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾.
رابعاً: سلام من رب العالمين؛ ويا لها من تحية ﴿سَلامٌ قَوْلا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾.. ولكن هذا السلام لا يتوقف على أهل الجنة، إذ من الممكن أن يتوجه هذا السلام للعبد في دار الدنيا، قبل البرزخ والقيامة.. ومن هنا فإن انتقال المؤمن من الدنيا للجنة، هو عبارة عن انتقال من دار ضيقة إلى دار فسيحة؛ وإلا فإن جوهر الجنة هو القرب الإلهي؛ الموجود في الدنيا أيضاً.

مقارنة بين نعيم الجنة وعذاب جهنم:
١: في الجنة: لحوم الطير، والأشجار المثمرة؛ ﴿وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾، ﴿فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَّنضُود﴾.. أما في جهنم: الزقوم، والحميم؛ ﴿لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ﴾، ﴿لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ﴾.
٢: في الجنة: ﴿وَظِلٍّ مَّمْدُود﴾؛ هذا الظل ظل كريم، ظل بارد.. أما في جهنم: ﴿وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ﴾؛ أي الدخان الأسود هذا هو ظل أهل النار.
٣: في الجنة: الفاكهة؛ ﴿لّا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ﴾.. أما في جهنم: ﴿لّا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ}﴾؛ ذلك هو العذاب.
٤: في الجنة: الشراب الطهور؛ ﴿وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾.. أما في جهنم: بماء كالمهل هذا الماء يغلي؛ ﴿كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ﴾، ﴿بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ﴾.
٥: في الجنة: الأنهار جارية؛ ﴿فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ﴾، الإنسان عندما يقف أمام النهر الجاري، يأخذ بمقدار ما يشتهي.. أما في جهنم: ﴿أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء﴾؛ يتمنون شربة من الماء.
٦: في الجنة: أنهار من لبن؛ ﴿وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ﴾.. أما في جهنم: أنهار من سم وحميم وغساق؛ ﴿فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ﴾، ﴿هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ﴾، ﴿إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا﴾.
٧: في الجنة: أنهار من خمر؛ ﴿وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ﴾.. أما في جهنم: من غسلين؛ ﴿وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ﴾.
٨: في الجنة: أنهار من عسل مصفى؛ ﴿وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى﴾.. أما في جهنم: ماء صديد يخرج من القروح والجروح؛ ﴿وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيد﴾.
9: في الجنة: التحية هي السلام؛ ﴿إِلاَّ قِيلا سَلامًا سَلامًا﴾.. أما في جهنم: اللعن؛ ﴿لَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا﴾.
١٠: في الجنة: هناك تحية الدخول؛ ﴿طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾.. أما في جهنم: أول الاستقبال ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ﴾.
١١: في الجنة: تحية من رب العالمين؛ ﴿سَلامٌ قَوْلا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾، أما في جهنم: رب العالمين يخاطبهم: ﴿اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ﴾.
١٢: في الجنة: يطوف عليهم الغلمان المخلدون؛ ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ﴾.. أما في جهنم: فهم الذين يطوفون، ولكنه طواف من نوع آخر؛ ﴿يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾.
١٣: في الجنة: المؤمن في سعة؛ ﴿فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ يقول بعض المفسرين: يمكن القول: أن هذه “جنات النعيم” للفرد الواحد، لا أن المقربين في جنات النعيم؛ أي كل فرد له جنات.. أما في جهنم: فالمكان ضيق، وغير مريح.

إن هناك مسافة شاسعة بين العالمين!.. وكل هذه الدرجات والدركات؛ محلها الحياة الدنيا!..

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.