Search
Close this search box.
  • موجبات السخاء
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وصل الله علی سیدنا ونبینا محمد وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حدیثنا اللیلة عن السخاء وأهل السخاء، اولا غیر السخي البخیل فیه آفتان الآفة الأولی القُبح الباطني انسان یبخل بماله في موضعٍ یرجح فیه الإنفاق وقد یجب، بعض البخلاء لا یصرف علی نفسه علی علاجه إلی أن یتضرر ضرراً بلیغاً هذا یؤجر علی مرضه مثلا؟ اذاً البخل في النفس أمر قبیح من القبائح أضف إلی أن هنالك حالة سوء ظنٍ بالله عزوجل البخیل لماذا یبخل؟ یخاف علی نفاذ المال له رصید في المصرف هذا الرصید یتناقص والغریب أن بعض البخلاء له من المال لو نام علی فراشه ماله یکفیه إلی آخر العمر هکذا کبار الأثریاء ولکن یأتیه فقیر مؤمن أو ملهوف یتصدق علیه بأقل القلیل إن لم ینهرهُ مثلاً فإذاً البخل هکذا صفته.
بالمقابل السخي له خُلق من أعظم الخُلق، الروایة منقولة في کُتب العامة نذکر المصادر لم أراها في کتبنا ولکن حقیقتاً إن صحت هذه الروایة عن النبي الأکرم فهو حدیث ملفت الآن أستبعده قبل أن أذکر هذا الحدیث فقط أشیر إلی قوله تعالی بسم الله الرحمن الرحیم الحمدلله رب العالمین الرحمن الرحیم في الیوم في الرکعة الواحدة تذکر الرحمة أربعة مرات وفي الرکعة الثانیة أربعة مرات في کل صلاةٍ ثمانیة مرات في الفرائض الخمس یقارب أربعون مرة وأنت تقول الرحمن الرحیم، من مقتضیات الرحمة أو قل من لوازم الرحمة أن تکون سخیاً کیف تکون رحیماً وأنت بخیل؟ بعد هذه المقدمة الموجزة الروایة المنقولة عن النبي السخاء خُلق الله الأعظم بالسخاء وُجد الوجود رب العالمین لکونه سخیاً أعطی الوجود وجوده أعطی بني آدم رزقه إلی آخره، الجنة من سخاء الله بعثة الأنبیاء والمرسلین من سخاء الله عزوجل اذاً الوجود، بعثة الأنبیاء الجنة کل هذه من مظاهر الرحمة والسخاء الإلهي، السخاء له وزن إلی درجة لو وجدت هذه الصفة في قلب غیر مؤمن قلنا هذه صفة إلهیة رب العالمین یُحب صفتة ویُحب هذه الصفة اذا تجلت في نفس الغیر ایضا ولهذا اذا رأينا انساناً غیر مسلم ولکن له شفقةٌ علی الناس ما یسمی هذه الأیام حقوق الإنسان الرفق بالحیوان إن کانوا صادقین في کلامهم لا مقدمة لأمور أخری، إن وُجد انسان هکذا صادقاً من الممکن تناله الرحمة ولو بعنوان تخفیف العذاب، النبي رأی عدي بن حاتم الطایي، حاتم الطائي کرمه یُضرب به المثل یقال فلان کحاتم قال له دُفع عن أبيك العذاب الشدید، من أهل الجاهلیة الآن حاتم معروف بکرمه لا بصفات اُخری دُفع عن أبیك العذاب الشدید لسخاء نفسه، کرم حاتم سبب له تخفیف العذاب فکیف اذا کان صاحبنا مسلماً ومؤمناً ما هي النتیجة؟
روي في کتاب الإختصاص روي أن قوماً جیئ بهم إلی رسول الله فأمر امیرالمؤمنین بضرب أعناقهم النبي بیده نواصي الخلق بإذن الله عزوجل أولی بالناس من أنفسهم ثم أمره بإفراد واحدٍ منهم وأن لا یقتله هذا إجعله جانبا فقال الرجل لما أفردتني من أصحابي والجنایة واحدة؟ إن کان الأمر الذي یوجب القتل والقصاص فأنا منهم، فقال صل الله علیه وآله إن الله عزوجل أوحی إلي أنك سخي قومك لم یکن سخیاً متعارفاً سخي قومه معروف في الوسط أنه سخي رب العالمین أمرني أن لا أقتلك فقال الرجل فإني أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله، اذاً هذه الصفة کم لها من الأثر نجی هذا الأسير من ما نجاه.
یتفق انسان شاب سخي وحسنُ الخُلق، کونوا معي جیدا حُسن الخُلق لا یعني البشاشة دائما حُسن الخُلق سجیةٌ في الباطن من آثاره البشاشة المودة الملاطفة حُسن المعاملة حُسن التجاوز کل هذه الصفات من لوازم حُسن الخُلق لا الذي یضحك الناس مثلا، نحن في عرفنا نقول فلان حسن الخُلق من یُکثر من المزاح مثلا هذا المعنی غیر صحیح النبي الأکرم یجعل شابا سخیاً حسن الخُلق في کفة وانسان بخیل عابد سيء الخُلق عابد لا یعني یصلي کل الناس تصلي یعني له صفة العبادة یقوم اللیل یحیي النهار، عابد بکل معنی الکلمة النبي الأکرم یقول هذا الشاب أحب إلی الله من هذا الشیخ البخیل، اذاً القضیة کما یقال لها أبعاد في وجود الإنسان.
من آثار السخاء زوجكِ سخيٌ کلامنا للنساء هذا الزوج السخي الذي یملأ البیت بأثاثه وطعامه وشرابه الیوم لظرف ما رفع صوته غضب غضباً ایتها الزوجة إغفري له زلةَ سخائه یشفع له تأتینا رسالة من أُخت مؤمنة زوجي لا یقصر في شیئاً ابداً کل حوائجنا مقضیة ولکن بین وقت وآخر یرفع صوته علینا نقول هذه بتلك إغفري زلتةُ بسخائه لیس هذا کلامنا کلام النبي الأکرم کما روي عنه تجافوا عن ذنب السخي، السخي اذا أذنب سامحوه لمَ؟ فإن الله آخذ ببده کلما عثر هذا الشاب السخي نظر إلی امرأةٍ بشهوةٍ أو بریبة ثم ذهب إلی والدیه وأنفق علیهما بسخاء هذا اشارة تکفي لو قال یا رب إغفرلي جُملة منه تکفیه لذلك.
کلمة أخيرة وهذه ایضا مهمة بعض رؤساء القبائل ما یسمی بالعشائر سخي بلا ریب له مضیف مفتوح صباحاً ولیلاً ولکن عندما تدقق في مکسبه تراه أنه یسرق مال الغیر یرابي یأخذ مال المستضعفین قسراً ویُنفقه علی مستضعفین آخرین هذا سخي؟ لا امیرالمؤمنین علیه السلام یقول السخاء أن تکون بمالك متبرعاً التبرع وعن مال غیرك متورعاً، متبرعاً ومتورعاً کلمتان قریبتان یحفظهما الانسان.

إلهي بحق اولیائك حاسبنا حساباً یسیرا ألحقنا بالصالحین من عبادك اغفر لنا ذنوبنا واستر عیوبنا أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.