Search
Close this search box.
  • من هو العارف الحق ؟
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حدیثنا حول المعرفة بالله عزوجل هکذا من المعروف في محله أن شرف کل علمٍ بموضوعه من یعالج البشر أرقی ممن یعالج الحیوان مثلا لئن موضوع الطب عند الطبیب هو البشر من یعالج جسماً حیاً أرقی ممن یبني بناءً صامتاً من الواضح أن الحي مقدم علی المیت والجماد اذاً شرف کل علم بموضوعه.
بعد هذه المقدمة القصیرة الانسان في هذه الدنیا لو اشتغل بهذا العلم الآن له علم ینفعه في معاشه طبیب مهندس زارع إلی آخره ولکن هذا علم المعاش أو علم للمعاش المؤمن الذي یعتقد بالأبدیة بالخلود بالبرزخیة علیه أن لا یذهب من الدنیا إلا بهذا العلم والعلم الذي نقصده هنا واضح لا نقصد العلم بالذات والکُنه! هذا لا یلیق بمقام الجلالة ما للتراب ورب الأرباب نحن اُمرنا بمعرفة صفات جماله وکماله اُمرنا بالتأمل في آثاره کما یقول القرآن اُنظروا إلی آثار رحمة الله اذاً البحث في صفات جلاله وکماله ولهذا من الآیات البلیغة المؤثرة ختام سورة الحشر لو أنزلنا هذا القرآن علی جبلٍ لرأیته خاشعاً متصدعاً من خشیة الله ثم القرآن الکریم یذکر الأسماء الحسنی في اول سورة الحدید وفي آخر سورة الحشر علیکم بالتدبر في هذه المعاني، المهم الانسان اذا وصل إلی مرحلة العلم بصفات الله عزوجل طبعاً العلم البشري بما أمکنه ما النتیجة؟ الجائزة علی لسان امیرالمؤمنین صلوات الله علیه من سکن قلبه العلم بالله سکنه الغنی عن خلق الله؛ انسان ینظر إلی الله عزوجل بعنوان الخالقیة قلنا التدبر في صفاته! من صفات کماله أنه خالق فاطر من بیده ملکوت السماوات والأرض لا یجعل عینه علی مخلوق فانٍ مثله أحدهم له کلمة جمیلة اذا أردنا أن نصور منظراً مضحکاً مثیراً هکذا للتعجب هکذا إرسم انساناً فقیراً یستجدي من فقیر مثله یمد یده إلی مسکین یقول هذا مقلب هذه نکتة هذا الذي نراه مضحکاً نحن وقعنا فیه، مرة تنظر إلی من تذهب الیه أنه وسیلة سخرها الله عزوجل لا ضیر رب العالمین أبی إلا أن یجري الأمور بإسبابها ولکن لا تنظر إلیه علی أنه هو الفعال هو الفاعل شعار الطبیب المؤمن الدواء عندنا والشفاء عند الله عزوجل اذاً هذه المعرفة في الباطن في الذهن في النفس أياً کان هذه المعرفة ثمرتها کما قلنا في الخارج، من آثار الیقین بهذا الأمر العلم بصفاته أنه أحق خلق الله أن یسلم لما قضی الله عزوجل من عرف الله عزوجل الروایة باقریة رب العالمین من صفاته أنه حکیم انتهی الأمر نقول یا حکیم ألف مرة ما الفائدة؟ تعتقد بأنه حکیم لو قبض عزیزك حکیم ایضا لمصلحةٍ یراها إستسلم لو سلبك مالك إستسلم لو سلب صحتك إستسلم لأنه حکیم اتفاقا في بعض البلدان یقال للطبیب الحکیم هذا یطلق علی الطبیب اسم الحکیم البعض منا یدفع المال الکثیر للطبیب یقول إقطع رجلي فیه مرض في أصابعي جرح یمتد إلی القلب ایها الحکیم إقطع رجلي وخذ مني هذا المال؛ لماذا أنت امام الطبیب مستسلم یفتح بطنك وقلبك وامام رب العالمین لا تستسلم؟ لسان حالك یارب لم فعلت کذا؟ لیتني ما خرجت من المنزل هذا الیوم للمسجد أصابني حادث في الطریق یا لیتني ما خرجت یعني یارب ما عملته بي خلاف الحکمة طبعاً الانسان یستغفر ولکن الشیطان هکذا یلقنه.
غایة المعرفة الخشیة الآیة في القرآن معروفة انما یخشی الله من عباده العلماء العالم الذي لا یخشی لیس بعالم هذا الکافر المُلحد في مرصد النجوم یری المجرات من وراء تلسکوب مثلا هذا لیس بعالم هذا الانسان باحث هکذا قل العالم من أورثته النظرة الخشیة لو کان عالماً لبکی من خشیة الله عزوجل.
روایتان ونختم الحدیث امیرالمؤمنین علیه السلام یقول لا یزکوا عند الله سبحانه إلا عقل عارف ونفس عزوفٌ یا له من تعبیر امیر البلاغة والبیان والسعادة الذي ینموا عند الله أمران عقل عارفٍ لا جامع للمعلومات بعض الناس حاله حال القرص المدمج قرص تشتریه بنصف دینار فیه الملایین من العلم ما قیمة هذا القرص؟ المهم العقل العارف الذي فیه خشیة ونفس عزوف یعني غیر متولهةٍ بالشهوات الانسان یقدم الطعام للمریض یقول نفسي عازفة زاهدة یعني الدنیا بین یدیك کالطعام بین یدي المریض النفس عازفة لأنك مشغول بما هو أهم.
عن النبي الأکرم صل الله علیه وآله لکل شيء معدن هناك ذهب في محلات الصاغة قطع صغیرة قلادة وغیرها وهناك منجم للذهب أين محل الذهب وأين المنجم؟ لکل شيء معدن ومعدن التقوی قلوب العارفین قلب العارف معدن التقوی کل ما یمت التقوی بصلةٍ تجده في قلوب العارفین.

اللهم اجعلنا منهم زهدنا في الدنیا وزُخرفها لا تجعل الدنیا أکبر همنا ولا مبلغ علمنا أبلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.