Search
Close this search box.
  • من هو العادل ؟
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
من تسویلات ابلیس للبعض وخاصة من یرید أن یتکامل من الشباب وغیرهم من تسویلات ابلیس أن یقول لك بأن هذا الدین صعب المراس هذا الدین فیه تکالیف شاقة اذا أردت أن تصبح مؤمناً لابد أن تترك الکثیر من ملذات الدنیا تعیش العقد والحرمان هذا کلام ابلیس من أبالسة الجن والإنس، الجواب علی هذا الأمر أن نقول الدین عبارة قیود محدودة في الجوارح المحرمات ما هي؟ انظروا إلی المحرمات في الوجه انظر إلی ما شئت من الطبیعة من جمال الطبیعة من البر والبحر انظر إلی محارمك بشفقة انظر إلی زوجتك بشهوة انظر إلی أولادك بحنان هذه النظرات کلها راجحة لا تنظر إلی ما یجوز النظر إلی عورة الغیر هل هذا التکلیف شاقٌ مثلا؟ تکلم بما شئت اُذکر الحکمة مازح المؤمنين تلطف في القول حتی لو قلت لغواً ما کنت محاسباً أي معاقباً لا تذکر الغیبة والنمیمة والکذب هذه أمور یرفضها حتی غیر المسلمین السامع إستمع لأصوات البلابل والطیور النغم الحلال ما یعبر عنه بالموسیقی المهم ما جاز استماعه ولکن امتنع عن الغناء المحرم واستماع الغیبة انظروا إلی دائرة الحلال انظروا إلی دائرة الحرام، الآن هذه المضامین تتبین من خلال روایات ائمتنا علیهم السلام.
الامام الصادق علیه السلام سُئل عن صفة العادل هنا اسمحولي بین قوسین سریعین أحدنا یقول صفة العدالة وقف علی المرجع وقف علی القاضي وقف علی البینة وقف علی الامام المسجد ما لي والعدالة؟ اولا صفة العدالة منقذةٌ لك في القبر العادل لما یحاسب؟ لا حساب علیه، العادل في البرزخ یعیش أعلی درجات الإرتیاح لأنه ليس هناك ما یغلقه في عرصات القیامة کذلك اذاً لو خرج العادل من قبره ودخل الجنة بغیر حساب ما کان عجیباً هذه الصفة ألا تستحق السعي لها؟ لیس للمحراب فقط هذه الصفة لتنجیك من الأهوال الکبری.
وثانیاً العادل یصلی خلفه ولو في منزله بعض النساء تتحسر علی صلاة الجماعة وخاصة الفجر ما المانع أن یقف الرجل وتصلي زوجتة خلفه؟ أولاده یصلون خلفه أنتم تعرفون في هذا المجال لا مجاملة المرأة لا تصلي خلف الزوج وهي لا تعتقد بعدالته مجاملةً مثلا هذا الواجب لا یُمکن أن یُتحمل هکذا اذاً برکات العدالة أن تؤام الاخوان في السفر في الطریق جماعة من المؤمنین یذهبون یصلون فرادی ما المانع؟ أن تکون موثوقاً تصلي بهم جماعةً! الامام الصادق علیه السلام سُئل عن العادل من هو العادل؟ الامام ما عقد الأمر قال اذا غض طرفه عن المحارم انسان نقسم بالقرآن أن هذا لا ینظر للحرام لا شخصاً ولا صورةً هذه مزیة مهمة هذه الایام ولسانه عن المآثم ما قال عن الغیبة والنمیمة عن المآثم مطلقا وکفه عن المظالم بقي شيء؟ ثلاث جمل کفه نظره عن المحارم ولسانه عن المآثم وکفه عن المظالم هذه الصفات من الصعب أن نحصل علیها، الآن قیام اللیل المراقبة والمحاسبة هذه مکملات مزینات أنت بنیت منزلاً ولکن هذا المنزل غیر مُزین هذا المکان یُسکن فیه.
في روایة عن امیرالمؤمنین علیه السلام العادل من هو؟ من هو اذا کُشف باطنه لا تری أمراً خلاف ظاهره من طابق سره علانیته ووافق فعله مقالته انتهی الأمر، لو سئلت زوجته في المنزل تقول هذا الرجل لم نری منه حراما انا سمعت بعض العلماء یقول فلان عاشرناه لم نری منه مکروهاً فضلا عن المعصیة هذا ممکن في البشر اذاً هذه ایضاً من صفات العادل.
انسان قد لا یصل للعدالة ولکنه یظن به خیراً کما یقال تصلي خلف فلان؟ یقول لا ولکن انا أرتاح الیه اطمئن الیه أثق به من هو هذا؟ قال امامنا الصادق علیه السلام من صلی خمس صلاة في الیوم واللیلة في جماعة الذي لا یفوت الجماعة سنة سنتین ثلاث یقول فظنوا به خیراً هذا الانسان الذي وُفق للجماعة ظُنوا به خیراً وأجیزوا شهادته.
روایة أخيرة الآن علمنا من هو العادل من هو الأعدل؟ هذا سئوال سئله موسی علیه السلام ربه قال یارب أي عبادك أغنی؟ العبارة هکذا فقال بلا یارب أي عبادك أغني؟ الجواب ماذا؟ رب العالمین ما قال أصاحب الکنوز قارون وأمثاله فقال أقنعهم بما أعطیته، التاجر یملك الملایین في المصارف في أماکن بعیدة له ناطحات السحب وأنت فقیر لا تبالي بما عند التاجر أنت سيان! هو لا یبالي لأنه متمکن وأنت لا تبالي لأنك قانع لك هذه اللیلة عشاء تأکله وسقف یُضلك انتهی الأمر، قال وأيهم أعدل؟ هنا الشاهد قال من أنصف من نفسه، قال الحق ولو علی خلاف میله الذي یُنصف الناس من نفسه هذا الانسان حقیقتاً من أعدل الناس ولهذا اذا رأیت انساناً یتجاوز عن ذاته، ذاته مندکةٌ في رضی الله عزوجل هذا الانسان بلغ الأوج من الکمال.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لوليك الفرج أبلغه عنا تحیة کثیرةً وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.