Search
Close this search box.
  • من هو الذي في عصمة الله عزوجل ؟
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حدیثنا عن العصمة وکیف أن الله عزوجل یعصم قلوب البعض من عباده الآن لیس الکلام في عصمة الأنبیاء والائمة علیهم السلام تلك العصمة بمعنی امتناع صدور الحرام منهم طبعا امتناعاً اختیاریاً والا لو کان الأمر جبراً بحسب الخلقة الملائکة مخلوقها کذا لا شهوة لهم؛ ولکن المعصوم کما في الروایة هو الممتنع بالله من جمیع محارم الله عبارة جامعة مانعة عن الامام الصادق علیه السلام أولا یقول الممتنع ولکن بالله عزوجل إنما یرید الله لیذهب عنکم الرجس هکذا نقرأ.
کلامنا في عصمة غیر المعصومین الانسان المؤمن من الممکن أن یصل إلی درجة من هذه الدرجات بمعنی أن الله عزوجل یعصمه یحفظه والقرآن الکریم یقول فأما الذین آمنوا بالله وأعتصموا به فسیُدخلهم في رحمة منه، اذاً المؤمن یعتصم بالله عزوجل ایضا في آیة أُخری ومن یعتصم بالله فقد هُدي إلی صراط مستقیم آیة بلیغه، من لم یعتصم بالله فهو اما ظالٌ أو مغضوب علیه؛ الصراط المستقیم لمن کان معتصماً بالله عزوجل.
الآن ما هي آثار العصمة؟ انسان یرید أن یعلم أنه معصوم بالله عزوجل طبعا قلنا بدرجة نازلة مقام عصمة المعصوم هذا أمر محفوظٌ؛ اولا من علامات الذي عصمه الله عزوجل أنه یصبر عن الشهوة، انا قلت للبعض من الإخوان اذا رأيت نفسك یقام الحرام مقاومةً تحیا وتموت تذهب إلی السوق بعض المؤمنین وهو متزوج زوجته بجواره وزوجته لا ینقصها شيء یقول ذهبت السوق ورجعت وانا مثلا عشت المجاهدة العظمی أقول أي مجاهدة؟ الذي شهوته تدفعه ویُفرمل هذا علی خطر عظیم؛ الصبر علی الشهوة يرى أنه صابر الحرام لأنه حرام لا یغریه وإن کان الأمر مطابقاً لشهوته ولهذا یقول امیرالمؤمنین علیه السلام کیف یصبر عن الشهوة من لم تعنه العصمة؟ اذاً الذي هو مسدد بالله عزوجل هذا الانسان معصوم بمعنی من المعاني من الشهوات.
من آثار العصمة أن الانسان الشیطان لا یقترب منه! الشیطان له شباك له فخاخ حبله الشهوة والغضب والوهم من اعتصم بالله عزوجل یقول امیرالمؤمنین علیه السلام لم یضره شیطانٌ، النکرة في سیاق النفي یقولون یُفید العموم لم یقل لم یضره الشیطان جعله من دون أل لم یضره شیطان إن عبادي لیس لك علیهم سلطان؛ الذي یعیش الوسوسة وسوسة الشیاطین هذا الانسان ما عصمه رب العالمین.
من موجبات العصمة أن تمر علی الانسان مصیبة أن یمر علیه مکروه فیصبر علیه ولهذا نری بعض الناس قبل أن تصیبه المصیبة له جو کذائي ولکن بعد المصیبة نراه انسان متزناً فقد عزیزاً فقد مالاً نری فیه درجة من درجات الإستقامة هذا من برکات الصبر علی المکروه التصبر علی المکروه یعصم القلب، من برکات العصمة أن الإنسان الذي هو في عصمة الله عزوجل لا یضره شيء الا بإذن الله عزوجل في درع الله الحصینة، في روایة الامام الصادق علیه السلام ومن إعتصم بالله بتقواه عصمه الله ومن أقبل الله علیه وعصمه لم یُبالي لو سقطت السماء علی الأرض وإن نزلت نازلةٌ علی اهل الأرض هو في درع الله عزوجل.
وأخیراً ختامه مسك روایة بدیعة وصاحبها امیرالمؤمنين الراوي نوف البکالي یقول رأيت علیاً مولیاً مبادراً یبدوا خرج وهو مسرع فقلت أين ترید یا مولاي؟ قال دعني یا نوف یعني لا تناقشني لا تسئلني انا مستعجل دعني یا نوف إن آمالي تقدمني في المحبوب، العبارة فیها رائحة من روائح السیر إلی الله عزوجل فقلت یا مولای فما آمالك؟ کل انسان له أماني في الدنیا؛ یبدوا نوف ما سمع کلام الامام أخذ یستدرجه وما آمالك؟ قال قد علمه المأمول هو یعلم آمالي وأستغنیت عن تبیینها لغیره ما لك والسئوال یعني وکفی بالعبد أدباً أن لا یُشرك في نعمه وأري به غیر ربه یعني لیس لي مقصود سواه؛ قلت یا امیرالمؤمنین إني خائف علی نفسي من الشره من الطمع والتطلع إلی طمع من أطماع الدنیا یعني أخاف من نفسي ماذا أصنع؟ فقال لي وأين أنت عن عصمة الخائفین وکهف العارفین؟ هذه من الروایات التي وردت فیها کلمة العارف وکهف العارفین؛ فقلت دُلني علیه إلی أين أعتصم؟ فقال الله العلي العظیم بلا مقدمات ذکر لفظ الجلالة؛ ثم قال وانقطع إلی الله سبحانه فإنه یقول وعزتي وجلالي لأقطع أمل کل مؤمل غیري بالیأس ولأکسونهُ ثوب المذلة في الناس ولاُبعدنه من قربي ولأقطعنه عن وصلي.

إلهي بحق امیرالمؤمنین الذي عرفته مقاماتك اللهم عرفنا سبیل القرب الیك اللهم لا تکلنا إلى أنفسنا طرفة عین اللهم اجعل عواقب أمورنا خیرا أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.