من هم أولى بالرحمة ؟

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
في عالم الهندسة هنالك ما یسمی بالمسطرة الانسان یقیس بها الخط المستقیم؛ الخط المستقیم أقرب خط بین نقطتین وبین النقطین لعله إلی ما لا نهایة من الخطوط المعوجة اذاً في عالم الهندسة هناك مقیاس عندما تخرج إلی الشارع من یمشی علی الجادة یصل إلی المبتغی وهکذا، في عالم الأرواح هنالك ایضاً معیار من المعاییر أقول من المعاییر إن وجد فیك هذا المعیار اُشکر الله عزوجل علی النعمة وإلا راجع نفسك لعل هذا سبب لکثیر من البلاء.
ما هو هذا المعیار ما هذه المسطرة في عالم الأرواح؟ الا وهي الرحمة الشفقة رقة القلب القرآن الکریم عندما یذکر النبي والذین معه أشداء علی الکفار تخیل انسان في ساعة المعرکة في الأیام القدیمة السیف والخنجر والسهام حقیقتاً المناظر موحشة الدماء تسیل وعلی رأس الذین أشبع سیفه من دماء الکفار امیرالمؤمنین صلوات الله علیه صاحب ذوالفقار وبطولاته في بدر وخیبر ولکن هذا الشدید الذي بیده السیف عندما یصل إلی المؤمنین رحماء بینهم امیرالمؤمنین عندما یسمع خبر الإعتداء علی تلك المرأة ماذا جری علیه؟ لم یقر له قرار هذه الرحمة العلویة عندما ضربه إبن ملجم بسیفه القاتل هکذا سمعتم کیف أوصی بالأسیر خیراً نحن نقول الذي یظهر العداوة لأهل البیت هذا ناصبي فکیف بمن رفع سیفه علی امیرالمؤمنین هذا ناصبي کما یقال من الدرجة الأولی ولکن رحمة امیرالمؤمنین إلی أين وصلت؟ طبعا هذه الروایة سمعناها وأنتم تسمعونها ولکن إن صدقت الروایة مذهل بعض الروایات الانسان واقعا اذا لم یقطع بصدورها یشك في الصدور ما هذه الرحمة؟ الروایة المعروفة انا ما رأیت لها مصدراً بعینه لعل من بحث یجد المصدر انا ما رأيت غيري قد یری الرحمة الإلهیة یوم القیامة تنتشر وتنتشر إلی درجة یمتد لها عنق ابلیس؛ الذي کان سبباً للغوایة منذ آدم إلی قیام الساعة ابلیس یطمع للرحمة الإلهیة إذن رحماء بینهم.
امیرالمؤمنین یقول إرحم من دونك یرحمك من فوقك قاعدة عامة الآن أن ترحم الولد إبنك من باب الشفقة هذا مطابق للفطرة أن ترحم الزوجة لئن هناك علاقة الزوجیة مثلا ولکن ترحم من دونك الخادم الخادمة العامل من یشتغل عندك هذا الذي لا تعطیه وزناً یرحمك من فوقك وقس سهوهُ بسهوك تقول للخادم أو الخادمة لماذا ما صنعت هکذا؟ یقول نسیت سهوت أنت طالما سهوت عن الصلاة الواجبة بعض المؤمنون یفاجئه اذان المغرب یضع یدا علی ید یقول نسیت صلاة الظهرین مثلا قس سهوه بسهوك ومعصیته لك بمعصیتك لربك امیرالمؤمنین یترقی یقول اولا لو سهی أنت سهوت ایضا وثانیا اذا خالفك لا تشدد في العقوبة أنت طالما خالفت ربك ایضا اذاً تجاوز عن خطأه رب العالمین یتجاوز عن خطأك ایضا ثم یقول وفقره إلی رحمتك بفقرك إلی رحمة ربك هذا الذی یسمی وافداً فقیرا مسکیناً یغتاة علی رزقك هو فقیر إليك وأنت فقیر إلی الله عزوجل لا تحتقره ولهذا في التعقیب ماذا نقول؟ رب العالمین لا یحتقر من سأله اذاً إجعل معاملتك مع العبید مقدمةً للرحمة الإلهية.
کلمة أخيرة الرحمة ینبقي أن تكون لکل أحد ولکن الامام الصادق علیه السلام یخص ثلاث فئات بالرحمة إرحم الجمیع ولکن ثلاثة يقول الامام إني لأرحم ثلاثةً وحق لهم أن یُرحموا هذه الرحمة أظهرها لهم من هم؟ عزیز أصابته مذلة بعد العز کان عزیزا ثم صار ذلیلاً إرحموا عزیز قوم ذل هذا منکسر القلب یستحق الرحمة وغني أصابته حاجة بعد الغنی بعض کبار الأثریاء یُفلس إلی حد یحتاج إلی قوت یومه هذا یوجب الشفقة والرحمة وعالم یستخف به أهله والجهلة العالم اذا اُبتلي بالجهال ایضا هذا من مضان الشفقة والرحمة.
وأخيرا امیرالمؤمنین علیه السلام ایضا یذکر ممن یُرحم أقیلوا ذوي المروئات عثراتهم، انسان وجیه سید له حرمته اذا عثر یعني زلة قدمه یقول أعینوهم فما یعثر منهم عاثر إلا وید الله بیده یرفعه انسان کریم کان في یوم من الایام یلتجئ إلیه المحتاجون الآن وقع في أزمة ما خذ بیده رب العالمین یأخذ بیده کن أنت المرشح للآخذ بید عباده الفقراء المساکین.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدی ثواب الفاتحة مع الصلوات.