Search
Close this search box.
  • من حكم لقمان الحكيم
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

من الشخصیات القرآنیة حدیثنا كان في الأنبیاء ولکن من الشخصیات التي ورد ذکرها في القرآن الکریم ولا یجزم بأنه نبي الآن الکلام في أن هل هذا نبي أو عبد صالح؟ الروایة المرویة عن النبي صلی الله علیه وآله وسلم تقول عن هذه الشخصیة أنه لم یکن نبیاً هذه الشخصیة التي لم تکن من الأنبیاء سورة في القرآن بإسمه من هو هذا الرجل؟ هو العبد الصالح لقمان الحکیم النبي صلی الله علیه وآله وسلم یروی عنه أنه قال لم یکن لقمان نبیاً ولکن کان عبداً کثیر التفکر حسن الیقین احب الله فأحبه ومن علیه بالحکمة طبعا هذه الروایة یفتح لنا باباً للأمل لئن نکون علی مستوی من الحکمه، الآن النبوة انتهت بنبینا الخاتم، الوصاية بید رب العالمین الله اعلم حیث یجعل رسالته وحیث یجعل وصایة انبیائه کما یقال هذا الطریق مقفل حتی أن یکون الانسان من ذریة النبي هذا ایضا لا ینال من علویاً کان علویاً ومن لم یکن لو اعطی الدنیا وما فیها لا یعطی هذه الشرافه، ولکن الحکمة ضالة المؤمن هذه السورة سورة لقمان وقصة لقمان حقیقتا تبعث فینا الأمل هذا طریق مفتوح لیس کالنبوة ولا کالوصایة ولا کالسیادة هذا طریق مفتوح للجمیع لماذا اعطي الحکمه؟ یقول النبي صلی الله علیه وآله وسلم کان کثیر التفکر حسن الیقین احب الله فأحبه ذهنه ذکره فکره مشغول بالله عزوجل قلبه ممتلئ بحب الله عزوجل رب العالمین عندما رآه بهذه الحالة من علیه بالحکمه، ما هي الحکمه؟ الحکمة أن تجعل الشيء في موضعه نحن طالما وقعنا في ازمات مع الناس لأنه قلنا کلمة في غیر محلها مزحنا مزحةً في غیر محلها غضبنا في غیر موضع الغضب اقدمنا في غیر موضع الإقدام وقس علیه باقي الامور لو أن الانسان کان حکیماً لما وقع في خلاف مع احد من المخلوقین إن وقع خلاف فبظلم والا هو لا یظلم هذه صفة هذا الانسان الذي یصفه رب العالمین في سورة لقمان ولقد آتینا لقمان الحکمة أن اشکر لله ومن یشکر فانما یشکر لنفسه، من لوازم الحکمة أن یکون الانسان عبداً شکورا اتفاقا البعض قد یظن أن الشکر من لوازم النعمة نقرأ في حیاة هذا الرجل العظیم الروایة عن الامام الصادق علیه السلام کان له من الاولاد الکثیر ولکن یبدوا قدمهم بمعنی في حیاته رأى موت واحداً بعد الآخر لا اقول الجمیع ولکن في حیاته فقد اولاده لقمان کان حکیما وکان مبتلیً ایضا.
من صفاته صلوات الله علیه کان عندما یتعجب من شيء کان لا یضحك نحن نقهقه عادة هو لم یضحك من شيء قط مخافة الاثم ولم یغضب قط لوجدت انساناً في عمره لا یغضب طبیعي هذا الانسان في مضان نزول الحکمه.
هناك قصة طریفة نذوکرها في ختام الحدیث لهذا الرجل العظیم کان نائما نصف النهار المؤمنون اهل قیام اللیل عادة أو البعض منهم ینام نوم القیلولة قبل الزوال یأتیه النعاس النوم هو من الصباح مستیقظ سهر اللیل طبیعي أن ینام قبل الزوال ومن جرب النوم قبل الزوال طبعا لا النوم علی الشبع هو نام طول اللیل وینام قبل الزوال لا انسان سهر اللیل عندما ینام قبیل الزوال ینتعش، في صلاة اللیل نام قبله یستیقظ منتعشاً قبل الزوال ایضا ینام قلیلا فیستیقظ منتعشاً کأنه یهيء جسمه للقاء الله عزوجل کان نائما نصف النهار اذ جائه نداء یا لقمان هل لك أن یجعلك الله خلیفة في الارض تحکم بین الناس بالحق؟ یا له من نداء ترید أن تکون حاکما قاضیا؟ وکان لقمان في زمان نبي الله داوود فأجاب الصوت انظروا الی الادب ما قال مادام رب العالمین اقترح علي علی الرحب والسعة ما قال لا یارب ما هذا الاقتراح القضاء صعب جدا لا اتحمل القضاء مثلا! قال إن خیرني ربي قبلت العافیة ولم اقبل البلاء اذا انا مخیر لا اقبل القضاء لئن القضاء فیه بلاء والعافیة اولی معنی کلامه وإن عزم علي فسمعاً وطاعه؛ رب العالمین اذا یریدني قاضیا اقبل والا لو ترك الامر بیدي لما قبلت هذا المقام، فقالت الملائکة بصوت لا یراهم نعرف الملائکة تنزل علی الأنبیاء اتفاقا هذه الروایة تؤکد علی أن لقمان ما کان نبیا والا ما المانع أن یری الملائکه؟ قالوا له لم یا لقمان؟ قال لئن الحکم اشد المنازل وآکدها یغشاه الظلم من کل مکان بعض اخواننا الذین کانوا في القضاء بعد التقاعد بعد انتهاء سنوات الخدمة یجلس یتحسر یقول طالما قضیت بالباطل لا عمداً حتی سهواً یقول بعد ایام اکتشفت أن المرأة کاذبة الرجل کاذب حکم لصالح الرجل وهو ظالم حکم لصالح المرأة وهي ظالمة مع الایام یعلم کم من الفدائح ارتکبها، هذا اذا لم یکن ظالما في قضائه مع الاسف هذه الایام الوصول الی القضاة في بعض الحالات أمر سهل جدا بعنوان الهدیة أو ما شابه ذلك البعض یقلب الحکم یا له من جریمة کبری، لقمان لم یقبل القضاء، کلمة جمیلة لهذا الرجل الحکیم اجعلوها في بالکم یقول ومن یکن في الدنیا ذلیلاً وفي الآخرة شریفا خیر من أن یکون في الدنیا شریفا وفي الآخرة ذلیلا الآن بعد القضات یأخذ بعض المناصب لقب القاضي یحترم یُخاف منه رواتب مجزیة یقول لئن اکون في الدنیا ذلیلا یعني لا شأن لي وفي الآخرة شریفا ابحثوا عن الشرف في الآخرة المنزلة في الآخرة والتفوق في الآخرة فإن هذا هو الذي یبقی لأحدنا.
من صفات لقمان الجمیلة أنه لم یکن فضولیا البعض منا کثیر الفضول رأى داوود علیه السلام وهو یضع حلقة في حلقه؛ لو أن احدنا کان مکان لقمان یقول ایها النبي ما هذا العلم أنت تلعب یا داوود! داوود رب العالمین آتاه الحکم جعله حاکماً هذا اشبه بلعب الاطفال یضع حلقة في حلقه؛ سکت ولم یسئل ما له والسئوال؟ وبعد أن انتهی داوود من عمله واذا به صنع درعاً الآن علم أن هذه الحرکات لصنع الدرع ما سئل النبي حتی فرغ من عمله وعلم الامر من دون سئوال المؤمن غیر متطفل لیس بفضولي یذهب الی دور الناس من أين اشتریت هذا بکم کذا؟ وما لك وهذه الاسئله؟ المؤمن في غنی عن هکذا سئوال ومن یؤتی الحکمة فقد اوتي خیرا کثیرا.

اللهم بارك لنا في اعمارنا اللهم اجعل الدنیا قنطرة لآخرتنا اللهم لا تجعل الدنیا اکبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا منتهی رغبتنا ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.