Search
Close this search box.
  • من حكم روح الله المسيح
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا في بعض النماذج المرویة عن روح الله المسیح هذا النبي العظیم الذي هو من بین الأنبياء خُص بهذه الشرافة ادخره الله عزوجل لینزل في آخر الزمان مع امامنا المهدي روحي له الفداء، له مواعظ جمیلة وهذه المواعظ تقریبا مبتنیة علی التمثیل في هذه الروایات ومعظمها مرویة من کتاب تحف العقول حقیقتاً هذا الکتاب تُحفٌ للعقول! في هذا الکتاب ینقل وصایا المسیح علیه السلام والغالب علیها أو قسم کبیر منها يبنتني علی الامثلة من الامثلة التي یذکرها المسیح مسئلة القلوب المظلمة والافکار أو العقول النیرة بعض الناس له مطالعات جیدة معمقة کثیرة یلقي محاضرات في مختلف المجالات ولکن في مقام العمل لا تراه یتمیز عن الجاهل، تصور انسان قرأ کتباً في الصلاة الخاشعة علم اسرار الصلاة قرأ روایات الصلاة الخاشعة عندما یُکبر یسهو کما تسهو ربات البیوت ما الفرق بین هذا الانسان المتعمق العالم وبین هذه المرأة الجاهلة في المنزل؟ هما علی حدٍ سواء! المسیح یضرب مثلاً یقول السراج انتم تعرفون السراج منیر لو جعل الانسان سراجاً علی سطح المنزل هذا البیت بیت مظلم لا یختلف عن باقي البیوت المظلمة متی یضيء السراج؟ اذا ادخلته في المنزل ولو شمعه! کشافات عملاقة علی السطح ماذا یفید ذلك!؟ یقول علیه السلام ماذا یغني عن البیت المظلم أن یوضع السرج فوق ظهره وجوفه وحشٌ مظلم! وحش مظلم یعني موحش مظلم داخل البیت مظلم ولکن علی السطح هنالك سراج هذا لا ینفعه یقول کذلك في روایات المسیح جمیل یذکر القصة أو المثل ثم یطبقها علی الواقع؛ یقول کذلك لا یغني عنكم أن یکون نور العلم بأفواهکم واجوافکم منه وحشة معطله، کما قلنا بعض الناس هکذا وضعه؛ فأسرعوا الی بیوتکم المظلمة فأنیروا فیها کذلك فأسرعوا الی قلوبکم القاسیة بالحکمة قبل أن ترین عنها الخطایا فتکون أقسی من الحجاره، المسیح علیه السلام ذکر مثال العلم وانا اعطف علیها طبعا عطفاً صحیحاً، أقول بعض العبادات الشکلیة البدنیة الذي يصلي صلاة غیر خاشعة هذا الانسان حرك بدنه في المحراب في المسجد، هذه الحرکة العبادیة البدنیة ایضا کالسراج علی السطح الذي یأتي الی المسجد ویصلي وهو لا یفقه ما یقول کأنه أنار السراج علی سطح البیت باطنه لا یستفید أن الصلاة تنها عن الفحشاء والمنکر.
مثال آخر ونختم یقول بحق أقول لکم إنه کما ینظر المریض الی طیب الطعام فلا یلتذه مع ما یجده من شدة الوجع بعض المرضی في المستشفیات یؤتی له بطعام شهي اُم المریض تقسم علیه تترجاه بني کُل لقمةً وهو لا یشتهي طبعا أن عذره أنه انا ما فیه من الاوجاع شغلني عن الطعام هذا مثال یذکره المسیح علیه السلام کما روي عنه، یقول کذلك صاحب الدنیا لا یلتذ بالعبادة هو لا یجد حلاوتها لماذا؟ یقول مع ما یجد من حب المال! قلب الانسان کما تعلمون في القرآن الکریم رب العالمین ما جهل لرجل من قلبین في جوفه عاشق الهوی لا یکون عاشقاً للهدی فقط یقول قائل اذا مت أحببت الدنیا والمال وکذا کیف نعمر الدنیا کیف أبني بیتاً بإي داعي؟ الجواب فرق بین حب الدنیا في مقابل الله عزوجل وبین حب الدنیا بأمر الله عزوجل یعبر عنه بالاصطلاح حب طولي لا عرضي انا لا احب الدنیا في عرض الله عزوجل! اُعمر الدنیا اُتجار لأکف بها عن القیظ وادفع بها حق رب العالمین دنیا مزرعة الآخرة الذي یحب الحصاد یوسع المزرعة یوسعها لا حباً لذات المزرعة وانما طمعاً بالحصاد الزائد، المؤمن یوسع ماله یتاجر یقول انا عندما کنت فقیراً کنت أخمس مالي أدفع مئة دینار! بعض المؤمنین یدفع لك دون العشرة یقول هذا خمس مالي طبعا رب العالمین یبارك لك في ذلك ایضاً درهم شطیطة القصة المعروفه، ولکن یقول انا عندما أثریت عندما تمکنت خمس اموالي کذا وکذا کم دفعت فیها للمشاریع التي ترضي رب العالمین اذاً حب الدنیا للمؤمن لله عزوجل ولهذا لو أقبلت علیه الدنیا محرمة نحن نعلم في بعض البلدان الرشاوی الاموال المحرمة بالملایین المؤمن لا یمکن أن یقبل هذا المال الحرام الباطل لئن هذا ماذا؟ لیس مزرعة للآخره، مثال آخر یقول وکما یلتذ المریض نعت الطبیب العالم بما یرجوا فیه من الشفاء، البعض یذهب للطبیب یصف له الدواء یفرح یقول مرضك هذا له علاج ولکن العلاج عملیة جراحیة دقیقة فیخاف من العلاج فإذا ذکر مرارة الدواء وطعمه کدر علیه الشفاء ولهذا یقول للطبیب اعطني دواءً لا اتحمل هذه العملیة یقول کذلك اهل الدنیا یلتذون ببهجتها وانواع ما فیها فإذا ذکروا فجأة الموت کدرها علیهم وافسدها؛ یرید الحدیث حدیثاً سلساً مسلیاً اذا ذکرته بالآخرة کأنه تذکر مرارة الدواء والحال أن هذا هو العلاج الذي یفید المریض.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.