Search
Close this search box.
  • من بركات الإحسان
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

حدیثنا حول الأحسان والمحسن ومن هو المحسن وما هي آثار الأحسان في الدنیا والآخره؛ نحن عندما نقول محسن یتبادر الی الذهن المنفق الذي ینفق ماله هذا یسمی في عرفنا محسناً ولکن مع شيء من التأمل في روایات اهل البیت وحتی في الاشتقاق اللغوي المحسن الذي یحسن الشيء إن الله یحب اذا عمل أحدکم عملاً أن یحسنه البناء الذي يبني بناء متقناً نقول له هذا محسن أي محسن في حرفته هذا الانسان یحسن مهنته هذا الطبیب یحسن في طبابته اذاً لا ینبغي أن ننسی هذا المعنی أن المحسن هو الذي یتقن العمل الآن هذا الاتقان في إنفاقه أو في غير إنفاقه العالم لا ینفق شیئا یعطي علمه ولکنه قد یکون محسناً وقد لا یکون محسناً من یفسر القرآن برأيه هذا غیر محسن والذي یفسر القرآن علی وفق من خوطب به علی وفق رأي من خوطب به هذا محسن ولهذا الآیة الکریمة تأملوا في هذه الآیة الآیة فیها اشارات بدیعة وأبتغي في ما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسی نصیبك من الدنیا لیتضح معنی الآیة تأملوا في هذا المثال لو قلت لفلان اذهب الی العمرة الی زیارة الرسول مثلاً في الطریق إن مررت علی المحل الفلاني لا تنسی الغداء والعشاء ماذا تفهم؟ تفهم أن الغایة القصوی الهدف الأتم هي تلك الزیارة تقول وأنت تذهب إسترح في المحطة الفلانیة یعني هذا أمر عرضي توقف بمقدار اللزوم والضرورة هذا المثال اجعله في بالك نطبقه علی الآیة وأبتغي في ما أتاك الله الدار الآخرة بالأثناء لا تنسی نصیبك من الدنیا هذا المال اُعطیت لتبني بها الآخرة ولکن في دار الدنیا لا بأس إبني منزلاً تزوج أنجب ذریة الی آخره هذا في طریق الآخرة کم العبارة فيها تخفیف تزهید في متاع الدنیا وتعظیم لمتاع الآخرة حدیثنا عن الاحسان آخر الآیة البعض یعبر بذیل الآیة الآیة لیس فیها رأس وذیل الآیة کلها رأس، نقول في آخر الآیة وأحسن کما أحسن الله الیك اذاً أنت عندما تحسن هذا في مقام الشکر أنت لست بمتفضل ترد الحسنة بالحسنة تتشبه بصفة الهیة کذلك هنا أحسن الله الیك العبارة مطلقة فتبارك الله أحسن الخالقین هو محسن في خلقك البدني في خلقك الروحي في إعطائك المال قل الاحسان معنی عام وأحسن لم یقل أحسن في الأنفاق! لم یقل أحسن في التجارة في معاملة الزوجة العبارة کما یقال مفتوحة لکل المعاني اذاً الأحسان من صفات المؤمن، امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یجعل الاحسان بمثابة تجارة وزراعة لماذا البعض یتاجر؟ لیرفع من مستوی رأس ماله، لماذا الفلاح یتعب في فصل الربیع تحت الشمس وغیره؟ لیحسن من وضعه، امیرالمؤمنین یقول علیك بالأحسان فإنه أفضل زراعة وأربح بضاعه، الزراعة رأيتم الصحراء في هذا البلد فصل الربیع قطعة من الزهور ولکن بعد أسابیع تری قاعاً صفصفاً الزراعة حتی الزراعة الهادفة البساتین وغیرها رب العالمین یجعلها قاعاً الزراعة الباقیة إحسانك الی الغیر، یتفق الانسان بیده قطعة من الحلوی شربة من الماء البارد یهم أن يأکله یعطیه لأخیه یقول اذا بلعته یدخل في معدتي ویخرج عندما أعطیته لأخي تحول الی شجرة في الجنه، فرق بین لقمة تخرج عذرة وبین شجرة تبقی الی أبد الأبدين! لو أنه جائك صهر یخطب ابنتك لم یکن علی جمال ممیز في وجهه سمرة لا تری فیه جمالاً ولکن لو کان محسناً في ماله وفي عمله وفي عبادته هذا أجمل رجل علی وجه الارض من أين؟ روایة امیرالمؤمنین لو رأيتم الأحسان شخصاً لرأيتموه شکلاً جمیلاً یفوق العالمین هذا المحسن من أحسن الناس وجهاً باطناً وإن کان عبداً ذمیماً یوم القیامة في عرصات القیامة یتبین جماله المحسن المتقن في ادائه هذا له خدم وحشم یکثر محبوه من کثر إحسانه کثر خدمه وأعوانه من اراد عزاً بلا عشیرة وهیبة بلا سلطان فلیخرج من ذل معصیة الله الی عز طاعته، قد تقول انا احسن لمن یحبني لمن یحسن الي هل اُحسن الی الاعداء؟ نعم اتفاقا هذا هو الکمال الفخر کل الفخر أن تحسن الی من اساء الیك بإي هدف؟ الآن الجواب إن کان رحماً صلة للرحم إن کان مؤمناً غافلاً توقظه بإحسانك يغتابك لعداوة تنهاه عن المنکر لا یسمع تأخذه العزة بالأثم عندما تبعث هدیة تحسن الیه هذا الاحسان قد یعیده الی رشده، یقول امیرالمؤمنین علیه السلام إن إحسانك الی من کادك من الأضداد والحساد طبعا کل ذي نعمة محسود! لأغیض علیهم من مواقع إسائتك منهم وهو داعٍ الی صلاحهم إن کان یرجی منه الخیر یعود الی صوابه وإن کان لا یرجی منه الخیر إحسانك یغیضه الا ترید أن تؤدبه؟ أدبه بالأحسان.
روایة أخيرة علی رأس المحسنین ائمة اهل البیت علیهم السلام عندما نقول ائمة اهل البیت علی رأسهم جدهم المصطفی صلی الله علیه وآله وسلم امیرالمؤمنین یقول انا من المحسنین في أي مناسبه؟ والذین جاهدوا فینا لنهدینهم سبلنا وإن الله لمع المحسنین معیة النصر والتأیید الآن اذکر لکم الروایه؛ الا وإني مخصوص في القرآن بأسماء یعني امیرالمؤمنین إسم علي والا انما ولیکم الله منطبق علی امیرالمؤمنین من تصدق بالخاتم وهو راکع غیر امیرالمؤمنین؟ اذاً الآیة منطبقة علیه الیوم أکملت لکم دینکم یعني بولایة امیرالمؤمنین، امیرالمؤمنین یقول أحذروا أن تغلبوا علیها فتضلوا في دینکم! هذه الاسماء هذه الانطباقات لي انا انا المحسن یقول الله عزوجل إن الله لمع المحسنین، کأن امیرالمؤمنین یرید أن یقول انا علی رأس المحسنین والله عزوجل ینصرني معي في جدالي مع خصومي واعدائي ولا ننسی أن امیرالمؤمنین أبالحسنین والحسن والحسین ووالد المحسن الذي قتل مظلوما هو محسن وفقد محسنا.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.