Search
Close this search box.
  • من الأعمال التي تهون سكرات الموت
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

من الأعمال التي تهون سكرات الموت

بسم الله الرحمن الرحیم

الاهتمام بشئون الفقراء والمستضعفين يهون على الإنسان سكرات الموت

إن هناك الكثير من الأعمال الصغيرة التي قد لا يبالي بها الإنسان ولكنها منجية. إن الله سبحانه يقول: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)[١]؛ فقد يكسو الرجل أخاه كسوة شتاء أو صيف يدخل بها الجنة. لقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (مَنْ كَسَاهُ ثَوْباً كِسْوَةَ شِتَاءٍ أَوْ صَيْفٍ كَانَ حَقّاً عَلَى اَللَّهِ أَنْ يَكْسُوَهُ مِنْ ثِيَابِ اَلْجَنَّةِ وَأَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْهِ سَكَرَاتِ اَلْمَوْتِ)[٢]؛ هذا وثيابنا في الجنة من الحرير والسندس والاستبرق ولونها يميل إلى الخضرة. إنك قد تكفل يتيماً وتطعمه في أول شتاء وفي أول صيف، ومن الجدير بك أن توصي من يتكلفه أن يلبسه من عندك في أول الفصل الدراسي، والبعض من المؤمنين يشتري بيده ثوباً ويبعثه إلى ذلك اليتيم. إن الإمام الصادق (ع) يقول: من كسى أخاه؛ فكيف إذا كان المكتسي يتيماً وفقيراً ومن ذرية رسول الله (ص)؟ ولم يقل الإمام (ع): من كسى أخاه الفقير؛ فالحديث عام وهذه الأمور من موجبات إراحة الإنسان عند الموت.

أطعم أخاك حلاوة إن أردت موتا هنيئا..!

ومما يهون عليك سكرات الموت؛ عندما تذهب للمستشفى وتأخذ معك قطعة من الحلوى للمريض، أو تدعو أخاك إلى منزلك وكما هو المتعارف هذه الايام تقدم له الحلوى بعد وجبة الغداء. ولذلك روي عن النبي الأكرم (ص) أنه قال: (مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ حَلاَوَةً أَذْهَبَ اَللَّهُ عَنْهُ مَرَارَةَ اَلْمَوْتِ)[٣]؛ وقد رأيت البعض من المؤمنين – وكأنه يريد أن يعمل بالرواية حرفياً – يلاطف أخاه؛ فيجعل الحلوى في فمه، ويقول: بهذه الطريقة أتيقن من أنني أطعمتك. ومن المخففات في ساعة الاحتضار؛ أن يقرأ هو أوغيره سورة ياسين والصافات عند المحتضر. ولهذا من الجيد أن تحفظ سورة ياسين؛ فقد تكون في فراش الموت أو في غرفة العمليات أو في الطريق والدم ينزف منك وتعلم أنها اللحظات الأخيرة، فلا تجد مصحفاً فرتل هذه السورة في اللحظات الأخيرة من عمرك. ورحم الله السيد بحر العلوم قد نظم ذلك في بيت من الشعر وهي أرجوزة جميلة، يقول فيها:

واتل عليه سور القرآن
لا سيما ياسين ذات الشاني جعلها

دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) للتخفيف من سكرات الموت

ومن موجبات تخفيف سكرات الموت ما نقرأه في القنوت، وهي كلمات الفرج: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم فيقرأ المحتضر هذه الكلمات ليدفع الله عزوجل عنه مرارة الموت. وهناك دعاء جميل فيه مضامين جميلة وهو مروي عن النبي الأكرم (ص)، وينبغي قراءته عشر مرات في كل يوم، وإذا اعتبرنا اليوم من الصباح إلى الليل فبإمكاننا أن نأتي بالدعاء على طول هذه الفترة؛ حيث لم تشترط الرواية الإتيان به متوالياً. وهو دعاء فيه من المفاهيم والأفكار الكثير؛ والدعاء هو: (أَعْدَدْتُ لِكُلِّ هَوْلٍ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَ لِكُلِّ هَمٍّ وَغَمٍّ مَا شَاءَ اَللَّهُ وَلِكُلِّ نِعْمَةٍ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَلِكُلِّ رَخَاءٍ اَلشُّكْرُ لِلَّهِ وَلِكُلِّ أُعْجُوبَةٍ سُبْحَانَ اَللَّهِ وَلِكُلِّ ذَنْبٍ أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ وَلِكُلِّ مُصِيبَةٍ إِنّٰا لِلّٰهِ وَإِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ وَلِكُلِّ ضِيقٍ حَسْبِيَ اَللَّهُ وَلِكُلِّ قَضَاءٍ وَقَدَرٍ تَوَكَّلْتُ عَلَى اَللَّهِ وَلِكُلِّ عَدُوٍّ اِعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ وَلِكُلِّ طَاعَةٍ وَمَعْصِيَةٍ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ)[٤].

وسيد الأذكار لا إله إلا الله، وهو بتعبير البعض يعني: لا مؤثر في الوجود إلا الله. وهو الخالق، وهو البارئ، وهو المقدم، وهو المؤخر، وهو الشافي، وهو الكافي، وهو الضار، وهو النافع، ولو راجعت الأسماء الحسنى كلها لرأيت أنها تدل على هيمنته، فهو القابض، وهو الباسط، وهو الذي كل شيء بيده، وهو المعز، وهو المذل.

للأسف الشديد إذا وقع البعض في مشكلة سرعان ما يتصل بالعالم وغيره. وقد قلت لأحدهم: لماذا لا تستنجد بعالم الغيب قبل أن تستنجد بي؟ إننا عندما نقع في أزمة؛ نبحث في الجهاز عن الأسماء التي يمكنها أن تنفعنا؛ من قبيل الواسطة أو الأغنياء ومن شابههم. والحال أنه يجدر بنا أن نلجأ إلى أمثال هذه الأدعية.

وهناك رواية تذكر لنا عملا عباديا نأتي به في أوقات الشدة، وهو أربع ركعات بتسليمة، تقول بعدها مائة مرة: ما شاءالله؛ أي يا رب، ما شئت كان، لك الأمر والنهي.

وفي هذا الدعاء حث على أن نحمد الله على كل نعمة. فإن سمعت خبراً طيباً كشفاء مريضك أو حصولك على مال غير متوقع أو صليت صلاة خاشعة بعدما كان قلبك مدبراً، قل: الحمدلله على هذه النعم. وجعل الشكر في الدعاء لكل رخاء ويبدو أن الذي يناسب الرخاء هوالشكر لله. وذكر فيه: (ولكل أعجوبة سبحان الله)؛ إن بعض المخترعين أو المكتشفين وبعض كبار الجراحين؛ هم والجهاز الأصم على حد سواء. ينظر أحدهم إلى أعماق البدن أو إلى المجرات والنجوم وينكر صاحبها.

سبروا أغوار الفضاء ولما يسبروا أنفسهم..!

قبل فترة بعثوا مسباراً فضائياً فوق غلاف الكرة الأرضية لئن هذا الغلاف فيه غبار وما شابه ذلك. وفي الحقيقة إن هذا العقل البشري الذي هو شحم في جمجمة الإنسان ماذا يعمل. إن كل هذه الأعاجيب هي من بركات هذا الشحم في رأس البشر. لقد بعثوا مسباراً فضائياً فوق هذه الكتلة لتراقب النجوم، وبعد أن بعثوه؛ أخذ هذا الجهاز يعمل ويخترق المجرات ويأتي بالصور المذهلة التي رأيتم في مواقع التواصل بعض المجرات الملونة العجيبة الغريبة.

ولقد كنت أنظر إلى هذا الحدث، وبمجرد أن بدأ الجهاز بالعمل والتقط هذه الصور المذهلة؛ رأيت العلماء حول الجهاز وهم ينظرون إلى هذه الصور البديعة التي أرسلها هذا الجهاز الذي قطع آلاف الأميال وإذا بهم يحضرون زجاجة خمراً ويفتحونها ليرش عليهم. وفي الحقيقية آلمني هذا المشهد كثيرا. هكذا هم بنو آدم. أ تفتح زجاجة من الخمر إن رأيت أعجوبة؟ أي عقل يمتلك هؤلاء؟ نحن المنتفعون حقيقة. إننا ننظر لهذه الصور فتؤثر على صلاتنا وقيامنا. فنحن نقول في صلواتنا: إياك نعبد. ونقولها لمن خلق المجرات على بعد مليار سنة ضوئية. هذا الذي أعبده وهذا الذي أقول له: يا رب يا رب يا رب، وهذا هوصاحبي، ألسنا نقرأ في الدعاء: يا جاري اللصيق ويا رفيق ويا شفيق؟ ولهذا كلما رأيت أعجوبة قل: سبحان الله.

ما هي العديلة عند الموت؟

قد تعيش حياة طيبة وتحضر المجالس والمساجد، وتقرأ الكتب وغير ذلك من الأعمال، ولكن في ساعة الاحتضار لا تدري ماذا سيجري عليك. إن البعض في ساعة الموت عليه أن يقرأ هذا الدعاء وقبل الموت كذلك: اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت. فقد ينقلب الإنسان ساعة الموت؛ لا ساعة الموت بالتحديد؛ بل قبل أيام من موته. إنني أعرف رجلا كان يدعي السير والسلوك إلى الله عز وجل؛ وقد رأيت له تصريحاً هو الكفر بعينه. ما الذي جرى؟ لماذا هذا الانقلاب؟ سل الله عز وجل أن يقيك العديلة عند الموت.

[١] سورة الزلزال: ٧.
[٢] إرشاد القلوب  ج١ ص١٤٧.
[٣] بحار الأنوار  ج٦٣ ص٢٨٨.
[٤] بحار الأنوار  ج٨٤ ص٥.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • كثيرة هي الأعمال والأوراد التي وردت في الروايات الشريفة التي تخفف على الإنسان سكرات الموت وأهواله. ومن هذه الأعمال التي هي صغيرة في حجمها كبيرة في مفعولها؛ أن تكسي أخاك كسوة شتاء أو صيف أو تطعمه حلاوة لما ورد عن النبي (ص): من أطعم أخاه حلاوة أذهب الله عنه مرارة الموت.
  • قد تعيش حياة طيبة وتحضر المجالس والمساجد، وتقرأ الكتب وغير ذلك من الأعمال، ولكن في ساعة الاحتضار لا تدري ماذا سيجري عليك. إن البعض في ساعة الموت عليه أن يقرأ هذا الدعاء وقبل الموت كذلك: اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت. فقد ينقلب الإنسان ساعة الموت
Layer-5.png