Search
Close this search box.
  • مناقب ومزايا السيدة فاطمة الزهراء (ع)
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

مناقب ومزايا السيدة فاطمة الزهراء (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم

قمة السعادة في حياة الزهراء (عليها السلام)

حديثنا حول مناقب ومزايا مولاتنا فاطمة الزهراء (ع)؛ هذه السيدة الجليلة التي ما عُرف قدرها، وسيبين رب العالمين في عرصات القيامة جلالة قدرها. لا شك أن من أفضل الأيام التي عاشها أمير المؤمنين (ع) وأحلاها هي هذه الفترة من زواجه بفاطمة (ع) إلى وفاة النبي الأعظم (ص)؛ فكم كان علي (ع) مسروراً بهذه الزيجة وبهذه الأسرة المباركة؟ وقد لفهم النبي (ص) في يوم من الأيام بالكساء اليماني الذي كان تحت هذا الكساء رسول الله وهو أشرف الخلق، وسيدة النساء، وسيد الأوصياء، والحسن والحسين (ع). ويا لها من ساعة تلك الساعة..! ثم بدأت المآسي أو العد التنازلي لها – كما يقال – من بعد وفاة النبي (ص).

حسد نساء  قريش من فاطمة (عليها السلام)

لقد كانت للنبي (ص) خلوات؛ تارة مع علي (ع) وتارة مع الزهراء (ع). هناك رواية في كشف الغمة تتحدث عن إحدى هذه الخلوات. ويبدو أن هذه الخلوة كانت بعد زواجها من أمير المؤمنين (ع). تقول الرواية أن النبي (ص) سأل فاطمة (س) بعد زواجها فقال: (كَيْفَ أَنْتِ يَا بُنَيَّةِ وَكَيْفَ رَأَيْتِ زَوْجَكِ قَالَتْ لَهُ يَا أَبَتِ خَيْرَ زَوْجٍ إِلاَّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيَّ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَقُلْنَ لِي زَوَّجَكِ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنْ فَقِيرٍ لاَ مَالَ لَهُ)[١]. إنه لم يتركوا فاطمة (ع) تتهنأ حتى في زواجها؛ فبدل التهنئة، وبدل أن يقولوا لها: زواجك زواج خير، وزواج سعادة قلن ما قلن.

ولم تصرح الرواية من هن النساء من قريش؛ ولكن الواضح أن الحسد قد قتلهن وجعلهن يذكرن عليا (ع) بهذا الكلام. إننا بصدد أخذ العبرة من كل فقرة من فقرات هذه الرواية. إن الرجل يزوج ابنته ويقول لها الكلمة المعروفة: من بياض لباس العرس إلى بياض ثوب الكفن؛ أي يا بنية، لا شأن لنا بك بعد ذلك. وهذا الكلام في غير محله؛ فالأب يتفقد حال البنت بعد الزواج ويسأل عن حالها، وكيف هو بعلها؟ وهذا أمر راجح. وبالطبع إن عليا (ع) لا يحتاج إلى السؤال عنه؛ فهو معصوم اقترن بمعصومة، وكما قال سبحانه: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ)[٢]، ومع ذلك النبي (ص) يقول: كيف رأيت زوجك؟

كلام النبي (صلى الله عليه وآله) في تطييب خاطرها

وهنا النبي الأكرم (ص) طيب خاطرها – فإن كن الشامتات من نساء قريش فالمادح هو رسول الله – وقال لها: (يَا بُنَيَّةِ مَا أَبُوكِ بِفَقِيرٍ وَلاَ بَعْلُكِ بِفَقِيرٍ وَلَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ خَزَائِنُ اَلْأَرْضِ مِنَ اَلذَّهَبِ وَاَلْفِضَّةِ فَاخْتَرْتُ مَا عِنْدَ اَللَّهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ يَا بُنَيَّةِ لَوْ تَعْلَمِينَ مَا عَلِمَ أَبُوكِ لَسُمِجَتِ اَلدُّنْيَا فِي عَيْنِكِ وَاَللَّهِ يَا بُنَيَّةِ مَا أَلَوْتُكِ نُصْحاً أَنْ زَوَّجْتُكِ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً وَأَكْثَرَهُمْ عِلْماً وَأَعْظَمَهُمْ حِلْماً)[٣]. ثم قال كلمات رفعت عليا (ع) إلى العرش، وهي: (يَا بُنَيَّةِ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اِطَّلَعَ إِلَى اَلْأَرْضِ اِطِّلاَعَةً فَاخْتَارَ مِنْهَا رَجُلَيْنِ فَجَعَلَ أَحَدَهُمَا أَبَاكِ وَاَلْآخَرَ بَعْلَكِ).

عظمة النبي والوصي

فكانت فاطمة (ع) بين رجلين؛ الأول هو الوالد وهو أفضل الخليقة والثاني هو أفضل الخليقة بعد النبي (ص). ثم قال لها: (يَا بُنَيَّةِ نِعْمَ اَلزَّوْجُ زَوْجُكِ لاَ تَعْصِي لَهُ أَمْراً ثُمَّ صَاحَ بِي رَسُولُ اَللَّهِ يَا عَلِيُّ فَقُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ فَقَالَ اُدْخُلْ بَيْتَكِ وَاُلْطُفْ بِزَوْجَتَكِ واُرْفُقْ بِهَا فَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْلِمُنِي مَا يُؤْلِمُهَا وَيَسُرُّنِي مَا يَسُرُّهَا أَسْتَوْدِعُكُمَا اَللَّهَ وأَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمَا قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَوَ اَللَّهِ مَا أَغْضَبْتُهَا وَلاَ أَكْرَهْتُهَا عَلَى أَمْرٍ حَتَّى قَبَضَهَا اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ وَلاَ أَغْضَبَتْنِي وَلاَ عَصَتْ لِي أَمْراً وَلَقَدْ كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا فَتَنْكَشِفُ عَنِّي اَلْهُمُومُ وَاَلْأَحْزَانُ). وكأن النبي (ص) أشار من طرف خفي أن هذه البنت سيجري عليها ما يجري من الآلام. وقد ذكر أمير المؤمنين (ع) صفة الزوجة المثالية بقوله: (وَلَقَدْ كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا فَتَنْكَشِفُ عَنِّي اَلْهُمُومُ وَاَلْأَحْزَانُ).

تسبيحات السيدة الزهراء (سلام الله عليها)

تقول الرواية: (ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لِيَنْصَرِفَ فَقَالَتْ لَهُ فَاطِمَةُ يَا أَبَهْ لاَ طَاقَةَ لِي بِخِدْمَةِ اَلْبَيْتِ فَأَخْدِمْنِي خَادِماً يَخْدُمُنِي ويُعِينُنِي عَلَى أَمْرِ اَلْبَيْتِ فَقَالَ لَهَا يَا فَاطِمَةُ أَ وَلاَ تُرِيدِينَ خَيْراً مِنَ اَلْخَادِمِ فَقَالَ عَلِيٌّ قُولِي بَلَى قَالَتْ يَا أَبَهْ خَيْراً مِنَ اَلْخَادِمِ فَقَالَ تُسَبِّحِينَ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ مَرَّةً وَتَحْمَدِينَهُ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ مَرَّةً وَتُكَبِّرِينَهُ أَرْبَعاً وَ ثَلاَثِينَ مَرَّةً فَذَلِكِ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفُ حَسَنَةٍ فِي اَلْمِيزَانِ يَا فَاطِمَةُ إِنَّكِ إِنْ قُلْتِهَا فِي صَبِيحَةِ كُلِّ يَوْمٍ كَفَاكِ اَللَّهُ مَا أَهَمَّكِ مِنْ أَمْرِ اَلدُّنْيَا وَاَلْآخِرَةِ)[٤]. وهناك طريقة أخرى لهذه التسبيحات وهي ما نأتي به نحن بعد الصلاة الواجبه. وخذها عادة جارية إلى آخر عمرك وهي: أن تفتتح نهارك بتسبيحات الزهراء (ع) لتكون من الفائزين في ذلك اليوم المبارك.

[١] كشف الغمة  ج١ ص٣٥٣.
[٢] سورة الرحمن: ١٩.
[٣] کمال الدين و تمام النعمة ج١  ص٢٦٢.
[٤] بحار الأنوار  ج٤٣  ص١٢٤.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • لا شك أن من أجمل الأيام التي عاشها أمير المؤمنين هي هذه الفترة من زواجه بفاطمة (ع) إلى وفاة النبي الأعظم (ص). فكم كان مسروراً بهذه الزيجة وبهذه الأسرة. وقد لفهم النبي (ص) في يوم من الأيام بالكساء اليماني الذي كان تحت هذا الكساء رسول الله، وسيدة النساء، وسيد الأوصياء، والحسنان.
Layer-5.png