Search
Close this search box.
  • مكافأة الإحسان
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا اللیلة حول مکافئة الإحسان ومکافئة الاسائه، نحن في حیاتنا اللیومیة إما أن نواجه الإحسان واما أن نواجه الإسائة کیف نتعامل مع المحسنین وکیف نتعامل مع المسیئن؟ اما بالنسبة للمحسنین الآیة المعروفة هل جزاء الاحسان الا الاحسان في سورة الرحمن واذا حییتم بتحیة فحیوا بأحسن منها الآن الکلام في التحیة ولکن البعض قد یستفید من هذه الآیة أن المؤمن یرد الجمیل بالجمیل وأکثر من الجمیل، الآن ماذا نعمل امام اهل الاحسان؟ من أتاكم معروفاً فکافئوه عن النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم ما معنی کافئوه؟ یعني ردوا له الجمیل؛ انسان دعاك الی منزله أكرمك أنت ایضاً أکرمه ادعه الی منزلك زارك في مرضك أنت زره في مرضه هذه الایام هناك عرف لا بأس به إن لم یکن حیاءً فهو عرف جمیل! بعض الناس عندما تأتيه الهدایا في الزواج وفي غیره في إنجاب مولود البعض یلتزم برد الهدیة وعادة یدفع هدیة أفضل من هدیة صاحبه طبعاِ هنا لابد أن نقول لابد من الدقة في النیة البعض هکذا من باب العرف الاجتماعي یخشی من کلام الغیر هذا لم یدخل في قصد القربه! حقیقتا ننوي الهدیة فلان اهداني النبي الأکرم أمرنا قال فکافئوا الآن الطرف المقابل میسور رب العالمین فتح علیه اعطاك هدیة قیمة أنت لا یمکنك المکافئة لا الأصل ولا الزیادة هناك طریق آخر النبي الأکرم یرشدنا الیه وإن لم تجدوا ما تکافئونه فأدعوا الله له حتی تظنوا أنكم قد کافیتموه الدعاء لا یحتاج الی رأس مال الدعاء یحتاج الی قلب رقیق! في جوف اللیل في المشاهد المشرفة ادعوا الله عزوجل له في مرة من المرات الآن رب العالمین أجری علی یدينا خیر لأحدهم ذلك الغیر من اولیاء الله الصالحین دعی ربه امامنا قال یارب فلان أحسن الي أحسِن اليه في الدنیا الی درجة انا اعلم انك قد أحسنت الیه یعني انا لا ارید المجازاة في الآخرة ارید في الدنیا أن تريني مکافئتك لفلان الذي أحسن الي هذا طبع جمیل المؤمن عنده هکذا إحساس، امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه کلهم من معدن واحد أطل یدك في مکافئة من أحسن الیك المطلوب أن ترد بالأفضل تکون یدك هي العلیا فإن لم تقدر فلا أقل من أن تشکره! البعض حقیقتا الانسان یستغرب مؤمن تسدي الیه معروفاً لا یرد الجمیل ولا یشکرك وفي بعض الحالات تسمع وتعلم أنه أغتابك ایضا یعني هذا الانسان کم بعید عن منهج اهل البیت ما عمل بقانون المکافئة ما عمل بقانون الدعاء ما عمل بقانون الشکر وانما عمل بالعکس هذا الانسان کما یقال سيء جداً، من صنع مثل ما صُنع الیه فقد کافئه ومن أضعف کان شکوراً أضعف أي جعله مضاعفاً اذاً البناء علی مضاعفة المعروف لا علی المواجهة بالمثل.
کلمة أخيرة وعدناکم کیف نواجه المحسن والمسيء إن شاءالله غداً نتکلم عن مواجهة المسیئین وهو بحث مهم مکافئة الجمیل بالجمیل أمر طبیعي لا یحتاج الی جهاد نفس الکلام کیف نتعامل مع المسیئین وهناك آیات وروایات مهمه! کلمة أخيرة امامنا موسی بن جعفر واقعا نحن عندما نأخذ الباب الأخلاقي نری الروایات المتنوعة تارة من جدهم المصطفی محمد صلی الله علیه وآله وسلم وتارة من ذریته الطاهرة الطیبة الامام موسی بن جعفر وهو کاظم الغیظ في قوله تعالی هل جزاء الإحسان الا الإحسان؟ الی الآن المتبادر في الأذهان أن المکافئة بالجمیل للمؤمنین أو قل للمسلمین! امامنا موسی بن جعفر یعلمنا شیئا یقول حتی هذه القاعدة طبقها علی الکافر کافر أحسن اليك رد الجمیل هذا کافر ولکن له حق علیك بادله بالإحسان ومن الممکن هذه الحرکة تجعله یفکر في دينك في منهجك یقول هذا أخلاق الأسلام هذا اخلاق أتباع جعفر بن محمد الصادق علیه السلام یقول امامنا موسی بن جعفر جرت أي هذه الآیة هل جزاء الإحسان الا الإحسان یقول جرت في المؤمن والکافر والبر والفاجر! الفاجر أحسن اليك أحسن اليه الکافر أحسن اليك أحسن اليه ثم امامنا فدته نفوسنا هذه روایة أخيرة یقول ولیست المکافئة أن تصنع کما صنع حتی تری فضلك أن ترد الجمیل بالجمیل هو لازال متفوقاً علیك لماذا؟ یقول فإن صعنت کما صنع فله الفضل بالإبتداء إحسانه ابتداء أنت احسانك رد الجمیل لو کافئته بالمثل ما کافئته المکافئة أن تزید علی مکافئته هذه اخلاق اهل البیت صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین ولکن یا للأسف کیف ردوا الجمیل لرسول الله صلی الله علیه وآله قل لا اسئلکم علیه أجرا الا المودة في القربی نبینا الأعظم خلافاً للأنبیاء السلف! الأنبیاء السلف شعارهم إن أجري علی الله لا یریدون منهم شیئا ولکن النبي جعل الاُجرة علی الرسالة مودة ذوي القربی ولکن تعلمون ما صنعوا في قربی رسول الله صلی الله علیه وآله ولهذا اسرارنا علی احیاء ذکرهم فرحاً وحزناً لئلا نکون من هذه الطبقة التي کفرت بنعمة الله عزوجل وما ردت الجمیل الی رسول الله صلی الله علیه وآله.

اللهم اجعلنا من الذین عرفوا معرفة ذوي القربی في حبيبك رسولك اللهم اجعلنا ممن یحيي أمرهم اللهم اجعل فرحنا لفرحهم وحزننا لحزنهم زد في قلوبنا محبتك ومحبة نبيك وآل نبیك انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.