Search
Close this search box.
  • مغبة إيذاء المؤمن
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاتة
من صفات المؤمن أو قل حتی المسلم الذي سلم المسلمون من یده ولسانه، هنیئا لمن لو قامت القیامة وقیل هناك من مشتکي هل هناك من مدعي هل هنالك من مظلوم ظلمه فلان؟ لا أحد یقوم في المحشر هنیئا لهکذا انسان! طبعا المعصوم معلوم حاله، یتفق في غیر المعصومین هکذا في دار الدنیا لم یؤذي أحداً أبداً حتی الحیوان والنمل! أحد العلماء کنت أعرفه سمعت عنه أنه کان یراعي النملة ایضا لا یقتل النملة بلا سبب بل له أمر أعظم من ذلك، طبعا في هذا الأسوة والقدوة امیرالمؤمنین لو اُعطي الأقالیم السبع بما تحت افلاکها أن ینزع جلب الشعیرةٍ من هکذا حشرة لم یفعل هکذا امیرالمؤمنین صلوات الله علیه! اتفاقا هناك روایة قد یکون ظاهرها قریبا ولکنه هذا الأمر معقول، الامام الصادق علیه السلام یقول فاز والله الأبرار، إلی هنا معلوم الأبرار هم الفائزون، أتدري من هم؟ ثم الامام یخاطب الطرف من هم الأبرار؟ الامام ما ذکر الصفات العلیا مثلا قال هم الذین لا یؤذون الذر (أي صغار النمل) إذاً من قلبه لا یطاوعه أن یؤذي نملةً يؤذي حیواناً؟ من لا يؤذي حیواناً یؤذي انساناً؟ من لا يؤذي انساناً یؤذي مسلماً؟ من لا یؤذي مسلماً یؤذي مؤمناً؟ وهکذا المؤمن في هذه الدرجة.
الآن لو تورط الإنسان بأذیة مؤمن، الآن انسان قتل حیوان هکذا قتله بغیر وجه لا نقول هناك عقوبة مغلظة! کلام في ایذاء مؤمن، القضیة مخیفة والمؤمن قد یکون انساناً مستضعفاً لا یکون وجیها نحن مشکلتنا قد نحترم المؤمن لوجاهتة، عالم لا نتجرأ أن نتجاسر علیه أو انسان مقتدر کلامنا في ضعاف الخلق! القضیة خطیرة جداً ما هي العقوبة؟ العقوبة مجملة ولکن أنت اقرأ ما بین السطور الامام الصادق علیه السلام یقول (الروایة قدسیة) لیأذن بحرب مني من آذی عبدي المؤمن، رب الأرباب یرید أن یحارب انساناً لا وزن له ما للتراب ورب الأرباب! إذاً العقوبة خطیرة رب العالمین هکذا! أحد العلماء آذاه أحدهم سمعت هذا العالم بإسمه عرفتة بإسمه ولکن في مقام العمل سکت عنه ما دافع عن نفسه بعض الأوقات الإنسان لا مزاج له أن یدخل في نزاع مع الغیر هذا خطیر! بعد فترة قصیرة إنتقم الله من ذلك الذي أهانه عندما سمع الخبر ما فرح قال لیتني دافعت عن نفسي سکوتي قتله أنا بسکوتي فوضت أمره إلی الله معنی کلامه لو إنتقمت منه لعله ما وقع ما وقع علیه هذا حرب الله علی من یؤذي المؤمن! المؤمن منتسب إلی الله ورسوله وخاصةً إذا کان من ذریة النبي هذا خطیر ایضا، من تورط بذریة رسول الله أمره مشکل النبي یقول من آذی مؤمناً فقد آذاني فکیف إذا کان من ذریتة ایضا! إذا تأذی النبي طبیعي رب العالمین یتأذی ایضاً.
الآن الإنسان قد یؤذي ایذاءً بلیغاً یطعنه بسیف بخنجر بکذا ولکن القضیة قد یصدق علیه ما هو أقل، من أهان لي ولیاً فقد أرصد لمحاربتي، آذای لیس بمعنی قتله حبسه أهانه أهان مؤمناً ایضاً هذا في هذا المجال.
بعض الناس یؤذي ثم یستغفر الشخص نفسه یؤذیه ثانیةً ثم یذهب یشتري منه قطعة من الحلوی یُعطیه مبلغاً هذا یکفي، کسر قلباً بمالٍ تشتري! یقول النبي النبي الأکرم من أحزن مؤمناً ثم أعطاه الدنیا لم یکن ذلك کفارتة یعني أنت کسرت قلباً بالدنیا لا تُعوض الآن إذا هو سامحك أمر آخر ولهذا عندما تعطیه شیئا قل له قل لي صریحاً أبرئت ذمتك أنت من جهتك أحسنت إلیه ولکن هو لا یُعلم ماذا حاله.
طبعا القرآن الکریم في آیة ذکر العقوبة مجملاً والذین یؤذون المؤمنین والمؤمنات بغیر ما أکتسبوا فقد أحتملوا بهتاناً وإثماً مبینا، في آیة صلاة اللیل تقول عسی أن یبعثك ربك مقاماً محمودا الثواب مبهم هنا العقوبة مبهمة ما قال ما هو جزائه إثماً مبینا الآن ما هو الجزاء رب العالمین یعلم.
کلمة أخیرة یتفق المؤمن یؤذیه عدو الله المؤمن إذاه عدو الله طبیعي یتأذی ولکن لیعلم أن هناك جزاء عظیم لا یتبرم، القرآن الکریم یذکر هذا الصنف: فالذین هاجروا وأخرجوا من دیارهم وأُوذوا في سبیلي وقاتلوا وقُتلوا لأکفرن عنهم سیئاتهم، إذا ظُلم مؤمن علی ید کافر أو فاسق أو منافق رب العالمین یتجاوز عن سیئاتة، إذا آذای کافرٌ مؤمناً فاسق مؤمناً لیعلم أن النصر قریب وقُتل مظلوماً فقد جعلنا لولیه سلطانا، الآیة تقول ولقد کُذبت رُسل من قبلك فصبروا علی ما کُذبوا وأُوذوا حتی أتاهم نصرنا.
ختامه مسك أکثر القلوب المنکسرة أکثر الناس أذیً من یتجرع القصص أکثر من ألف عام في کل یوم یری ویسمع ما یؤذیه هذا الوجود المبارك أعني امام زماننا کم هذا قریب من رب العالمین النصر المؤزر ینتظره حق لرب العالمین أن یجعل الأرض بید ولیه تُظهر له الکنوز وتنقاد إلیه رقاب أهل المشرق والمغرب.

اللهم عجل له الفرج أرنا طلعته الرشیدة وغرته الحمیده أرنا أیامه وأشهدنا قیامه وسلم علیه وأردد إلینا سلامه بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.