Search
Close this search box.
  • مرض العجب والرياء
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

هنالك مرضان یبتلی بهما العاملون، غیر العامل اصولاً خارج عن دائرة هذین المرضین وهما مرض العجب ومرض الریاء المؤمن الذي یعمل یُبتلی بالریاء الذي لا عمل له؛ الفاسق لا یعمل حتی یرائي والفاسق لا یعمل حتی یُعجب بعمله، من موجبات تذویب الریاء والعجب حدیثنا في هذه اللیلة حول الخواتیم الحسنة حُسن العاقبة من موجبات عدم العُجب أن یذکر الانسان نفسه دائماً بأن الامور بخواتیمها الانسان لا یعلم بما یُختم له، المؤمن لا یُغش بالوضع الفعلي بعض الناس في المشاهد المشرفة یُعطی المنح الروحیة طبعا لا یُعجب بها لئن بعد العودة الی الوطن یفقد اغلب المکاسب، المؤمن دائماً یفکر في لحظة النزع بما یُختم له؟ والشیطان کما یقال صبور له صبر طویل هو صاحب العبادات الطویلة یترك الانسان یتقدم ویتألق لیُلقي القبض علیه في اللحظات الأخیرة من عمره صحیح الآن کبر العمر الشیخوخة من موجبات الحصانة اجمالاً طبیعي الانسان في کِبر سنه لا یرتکب الهفوات الشبابیة وإن کان البعض منهم یعیش المراهقة في سن الستین والسبعین ولکن اجمالاً قد یؤمن من جانب الشهوات ولکن لا یؤمن من جانب آخر یشیب إبن آدم وتشب فیه خصلتان الحرص وطول الأمل؛ نری بعض کبار السن لدیه الآلاف المؤلفة الآن وهو شاب لا یزکي لا یخمس بدعوة أن امامي مستقبل امامي زواج بناء منزل! ولکن تصور انسان في السبعین اذا بلغ الانسان ثلاثة سبعین سنة يعني عاش اکثر من رسول الله بکم؟ بعشر سنوات هذا الانسان له من المال ما یکفیه عشرین سنة ومع ذلك نری بعض کبار السن وهم کثیرون لا یعطي حق الله عزوجل في ماله؛ أليس هذا من موجبات سوء العاقبه؟ انسان وبعض الاولاد یقولون نحن نشك أن والدنا کان یخمس أم لا؟ یحملونه علی الصحة یتهنئون في ماله ولکن هذا المسکین في القبر ماذا یعاني؟ القضیة لیست قضیة الشهوات فحسب کما قلنا الحرص وطول الأمل؛ الآن الروایات.
الروایات هکذا تقول روایة حقیقتاً بلیغة ومخیفة لا یزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة ویکفي انتم سمعتم کثیراً قصص بعض اصحاب النبي واصحاب امیرالمؤمنین والامام الحسن حتی اصحاب الصادق والباقر البعض منهم انحرف عن الطریق الی درجة وقف امام امام زمانه وقاتل الامام المعصوم الی هذه الدرجه، في بعض الروایات ائمتنا لا یستعملون اللعن الا في مواضعه بعض الروایات تلعن هؤلاء الامام یصل الی درجة یلعن الذین کانوا في یوم من الایام یعتقدون بإمامتهم؛ لا یزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة لا یتیقن الوصول الی رضوان الله حتی یکون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له؛ انا عندما أسمع عالم فلان ولي من اولیاء الله مات اسئل قرابته من کان في ساعة الاحتضار؟ اقول کیف کان حاله؟ فإذا قال ساعة الاحتضار مدد رجلیه اسبل یدیه تشهد الشهادتین ابتسم وهو میت بعض اخواننا الذین نعرفهم مات وهو یلهج بدعاء الفرج مثلا انسان یموت وهو یدعوا البعض منهم کان یتوقع میتة في ایام ولیالي یأتيه هاجس أن موتي قریب مثلا هکذا الذي یعیش هذه الخاتمة الحمیدة هذا الانسان یمکن أن یقال بأنه من السعداء.
کلمة أخيرة ما هي موجبات حُسن العاقبه؟ اولا العقل؛ العقل أمر لا یکون حتی في بعض العُباد الذي یُکثر الصلاة والصیام هذا جید ولکن العقل وما هو العقل؟ ما عُبد به الرحمن واکتُسب به الجنان! العاقل والذي یعرف تکلیفه في الحیاة هذا معنی العاقل المهم العاقل یُختم له بالجنه؛ الامام الصادق علیه السلام ومع ذلك یقول إن شاءالله من کان عاقلا ختم الله له بالجنة إن شاءالله.
روایة أخيرة من موجبات حُسن العاقبه؛ ولده الامام موسی بن جعفر صلوات الله وسلامه علیه الذي کان حبیس الظالمین سنوات من عمره یقول إن خواتیم اعمالکم قضاء حوائج اخوانکم والاحسان الیهم! یبدوا هناك ارتباط بین حُسن العاقبة وقضاء حوائج المؤمن، في روایة أخری یقول امامنا الصادق علیه السلام وأکرم؛ البعض یقول انا اُکرم اهل التقوی والورع القضیة أقمع واشمل! واکرم کل من وجدته یذکرنا أو ینتحل مودتنا، طبعا الاکرام بحسبه اکرام الفقیر بأن تعطیه مالا اکرام المریض أن تعینه علی الشفاء اکرام العاري بأن تکسوه ثوباً واکرام الضال أن تهدیه الی سبیل الرشاد هذا ایضا من صور الاکرام.

اللهم اجعل عواقب أمورنا خیرا اللهم لا تجعل الدنیا أکبر همنا ولا مبلغ علمنا إنك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.