مدح الآخرين وذمهم

سیدمجید فاضلی:
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

حدیثنا في هذه اللیلة حول مدح الغیر وذم الغیر للآخرین نحن في حیاتنا الدنیا لا یمکننا أن نحوز علی ثناء الناس ومدحهم! بمعنی اجماع الکل علینا النبي وأعظم الخلق اعقل الحلق اُتهم بالجنون وبا لها من تهمه! اُتهم بأنه شاعر اُتهم بتهم لو أن هذه التهمة وجهت الی أحدنا لا یکاد یُتحمل ولکن الله عزوجل هکذا أبتلی انبیائه بکلام الآخرین اذاً لیس الحل أن نشتري الناس بأموالنا البعض یحاول أن يسكت الغیر بالمال بالکلام الی آخر یرید أن لا یبقی أحد یذمه هذا المعنی لا یمکن أن یتحقق الا اللهم اذا کان هنالك انسان یعیش في دائرة معاشرة ضیقة حتی أن الانسان لو لم یعاشر الا زوجته شاب تزوج امرأة وفي جزیرة نائية لا أحد من الخلق من الممکن ایضا زوجته تذمه جزافاً یقول أنت مقصر وهو لیس بمقصر اذاً مسئلة الذنب لا یمکن السیطرة علیها الآن ماذا نعمل؟ اذا مدحنا ماذا نعمل واذا ذمنا احد ماذا نعمل؟ صلوات الله علی ائمة اهل البیت یذکرون کلمة الفصل في كل شيء یقول لجابر بن یزید الجعفي إن مُدحت فلا تفرح وإن ذُممت فلا تجزع وفکر في ما قیل فيك! الآن بعض الناس وصل الی درجة من الکمال حقیقتا لا یفرح بما مُدح لو کُتب اسمه في الصفحة الاولی من الصحف کما یقال بخط عریض وهو ممدوح قد لا یفرح کثیراً ولکن قلة من الناس اذا ذممته لا یتأثر هؤلاء الأقلون عدداً، الامام الباقر علیه السلام یعلمنا معادلة بلیغة مرة المعصوم يقول إفعل ولا تفعل ومرة یبین السبب یقول فإن عرفت من نفسك الکلام في الذنب ذمك احد لا تجزع وفکر فإن عرفت من نفسك ما قیل فيك زوجتك تقول أنت انسان ظالم أنت انسان معتدي لا تجزع غرفة اخری في حدیقة المنزل وفکر أنت ظالم أم لا؟ یقول فإن عرفت من نفسك ما قیل فيك فسقوطك من عین الله جل وعز عند غضبك من الحق اعظم علیك من مصیبة مما خفت من سقوطك من أعین الناس! أنت هذه اللیلة ظلمت الزوجة سقطت من عینها وسقطت من عین الله علیك أن تبالي بسقوطك من عین الله ما قیمة هذا السقوط من أعین البشر؟ اذاً إن کنت حقیقتا مقصراً فأنت سقطت من عین الله هذا السقوط أين والسقوط من الناس أين؟ یا لها من کلمة حکمیة لا رد علیها وإن کنت علی خلاف ما قیل فيك أنت لست ظالم زوجتك متوهمة صدیقك متوهم شریكك في التجارة رماك بالخیانة وأنت انسان لست بخائن یقول فثواب اکتسبته من غیر أن يتعب بدنك هذه المرأة صلت البارحة صلاة اللیل والیوم إتهمتك بالظلم ظلماً جزافاً رب العالمین من الممکن أن يعطيك ثواب قیامها البارحة هذا المؤمن اتهمك تهمة باطلة ایضا رب العالمین یوم القیامة یقتص اما أن يأخذ من حسناته أو يعطيه من سيئاتك اذاً ما هي المعادله؟ یقول إن کان الذم حقاً سقوطك من عین الله اعظم وإن كان الذم باطلاً أخذت الأجر من هذا الانسان الذام واعلم هذه معادلة ثم الامام یزید المعادلة توضیحا یقول واعلم بأنك لا تکون لنا ولیاً حتی لو اجتمع علیك اهل مصرك أي اهل بلدك وقالوا انك رجل سوء لم یحزنك ذلك الامام ترقی الآن الکلام في ذم واحد اثنین في ما مضی الآن الامام یقول لا، اجتمع اهل البلد علی انك انسان سيء یا له من اجتماع مخیف یقول لم یحزنك ذلك! امیرالمؤمنین عندما قُتل في محراب مسجد الکوفة هکذا یقال عندما وصل الخیر لبعض اهل الشام أو من یلحق بهم قالوا وکان علی یصلي حتی یُقتل في المحراب هکذا بعض المنکوسة قلوبهم کانوا یعتقدون في امیرالمؤمنین، الآن العکس ولو قالوا انك رجل صالح لم یسرك ذلك لا نفر لا نفران کل اهل البلد اجتمعوا علی صلاحك ايضا لم يسرك ذلك! اذاً ماذا اعمل ولکن إعرض نفسك علی کتاب الله فإن كنت سالکاً سبیله زاهداً في تزهیده راغباً في ترغیبه خائفا من تخویفه فأثبت وأبشر قل یارب لك الحمد ملفي عندك نظيف ما قیمة نظافة الملف في أعین الغیر؟ فإنه لا یضرك ما فيك، وإن كنت مبائناً للقرآن! القرآن یقول إن الله یأمركم بالعدل والأحسان وأنت ظالم غیر محسن یقول فما الذي یغرك من نفسك؟ اذا کان السلوك مخالفاً للقرآن لا تفرح بمدح الناس.
تلخص مما ذکرنا؛ أن المؤمن عینه علی الواقع لا علی کلام الغیر! کلام الغیر لا یقدم ولا یؤخر واعلموا أن الأنسان هو بعد رب العالمین اعلم الناس بنفسه الانسان علی نفسه بصیرة ولو ألقی معاذیره اذاً دائما انظر الی النفس لا تنظر الی الغیر وأشکر الله عزوجل إن کنت علی الجادة وسل الله التوبة إن لم تکن علی الجادة هکذا أدبنا امامنا أبو جعفر محمد بن علي الباقر.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.